وثيقة استقلال دون تنفيذ قرارات ما بعدها.. على ماذا يعّول الفلسطينيون؟

محلل سياسي يجيب لمصدر

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

34 عامًا مرّت على اعتلاء الزعيم الراحل ياسر عرفات منصة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الـ19 في قصر الصنوبر بالجزائر، وإعلانه بحماسة “وثيقة استقلال دولة فلسطين”، استقلال شعبٍ لا زال يجابه محتل أرضه.

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، أعلن الراحل ياسر عرفات “قيام دولة فلسطين فوق الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

“لم يتمكن الاحتلال والمجازر والتشريد من طرد الفلسطيني من وعيه ومن ذاته، فلقد واصل نضاله الملحمي”.. هذه العبارة هي جزء حمله الخطاب التاريخي “إعلان وثيقة استقلال دولة فلسطين” للزعيم ياسر عرفات قبل 34 عامًا، قالها بصوتٍ ثوري على منصة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الـ19 في قصر الصنوبر بالجزائر.

كتب هذه الوثيقة التي حملت آلام وطموحات الشعب الفلسطيني، الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، حيث صاغها بكل دقة وحرص لتكون بقدر تضحيات الشعب.

المحلل السياسي طلال عوكل قال لـ “شبكة مصدر الإخبارية” إن “إسرائيل منذ إنشائها حتى اليوم لم تلتزم بأي قرار من قرارات الأمم المتحدة، ما يجعلها دولة مارقة وتتمرد على القانون الدولي”.

وأضاف عوكل أن القرارات الدولية مهمة لضمان الحقوق عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن التعويل الآن يجب أن يكون على النضال الفلسطيني من تغيير نظام القوى وموقف الرأي العام العالمي.

وأوضح أن الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال طويل، ولا ينتهي بجولة واحدة وإنما بالتدريج على مدار سنوات طويلة مليئة بالمقاومة.

وتابع أنه “من الواجب على الفلسطيني أن يعمل على الأرض، بالتوافق مع التوجه الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية في لاهاي وباقي منصات العدالة، لأنها تترك أثر إيجابي على الرأي العام العالمي”.

وأردف أن خوض الصراع يجب أن يكون في الميدان عبر تعزيز عناصر القوة الذاتية الفلسطينية، والتوجه الدولي في امتداد النضال الفلسطيني.

وأكد عوكل: “دولة الاحتلال والإرهاب والعنصرية بعد فترة ستكون غير مقبولة دوليًا، ولن تكون بهذا الشكل طويلًا”.

وأكمل أن إعلان وثيقة الاستقلال عام 1988، هو إعلان سياسي جاء في ذروة الانتفاضة الفلسطينية، وحمل تطلعات الشعب لترجمته على الواقع، لكن هذا لم يحصل.

وأشار إلى أن عدم نجاح الفلسطينيين بالحصول على دولة لا يعني نهاية الطريق، والأوضاع تغيرت حتى الداخل الفلسطيني والدول العربية.

وختم المحلل السياسي عوكل أن تراجع مكانة القضية الفلسطينية عند العرب والانقسام لا يعني أن القضية الفلسطينية تموت، لأنها لا تنتهي، متوقعًا أن القلعة الإسرائيلية التي تبدو من الخارج قوية وحصينة سيأتي عليها يوم تنهار بسبب استمرار النضال الفلسطيني.

جدير ذكره أن الشعب الفلسطيني لا زال يجابه ترسانة الاحتلال وقواته وحكومته الفاشية التي تزيد إرهابها يومًا بعد آخر، وتقتل وتنكل بالفلسطينيين، وتحاول بشتى الطرق تهجيرهم من أراضيهم وإلحاق الضرر بهم وإعدامهم بدم بارد، وسط صمت عربي ودولي.