عملية أرئيل.. 20 دقيقة تبرهن فشل نظام أمني وتوصل رسائل خطيرة

خاص – مصدر الإخبارية
حملت عملية “أرئيل” المزدوجة (طعن ودهس) التي نفذت صباح اليوم الثلاثاء قرب سلفيت، رسائل قاسية للمستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية، وتركت حالة من الصدمة في أوساط المستوطنين، بحسب ما فسّره محللون سياسيون حول العملية.
وأسفرت عملية الطعن والدهس عن مقتل ثلاثة مستوطنين وإصابة ثلاثة آخرين قرب المنطقة الصناعية بمستوطنة “أرائيل” المقامة على أرض سلفيت شمال الضفة، فيما أعلن لاحقاً عن استشهاد منفذ العملية برصاص قوات الاحتلال.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى إبراهيم إن “عملية أرئيل تأتي في ظل الحالة الأمنية متصاعدة التوتر في الضفة الغربية المحتلة وزيادة عدد العمليات الفدائية التي ينفذها مقاومون شباب وجاءت عملية أرئيل اليوم بعد أيام من تصريح لأفيف كوخافي ادعى فيه أن عملية “حارس الأسوار” قد شارفت على الانتهاء بعد أن تم الإعلان عن بدئها في آذار الماضي وارتكبت خلالها قوات الاحتلال الإسرائيلي الجرائم اليومية بحق الفلسطينيين وارتقاء عدد كبير منهم شهداء أثناء ملاحقتهم في شمال الضفة الغربية خاصة في نابلس وجنين”.
وأضاف إبراهيم في تصريح لمصدر الإخبارية أنه “بالرغم من جرائم الاحتلال وعملياته العسكرية في الضفة لم تتوقف العمليات الفردية التي ينفذها مواطنون فلسطينيون سواء بالطعن أو بإطلاق النار مثل عملية الشهيد عدي التميمي وعملية الجعبري في الخليل”.
وأوضح أن “عملية أرئيل جاءت لتؤكد امتداد واستمرار نهج العمليات الفردية، واستمرت 20 دقيقة، وكانت عملية مركبة (طعن ودهس) واستشهد فيها الشاب محمد صوف”.
وذكر بأن “هذه العملية اعتبرها الإسرائيليون بأنها “صادمة” وشعر بعض مسؤولي الأجهزة الأمنية بالإحباط كونهم لم يستطيعو توقع عملية من هذا النوع، رغم التحذيرات التي أطلقوها منذ فترة من عمليات كبيرة وعمليات فردية”.
وأشار إلى أن هذه العملية جاءت في اليوم الأول لافتتاح الكنيست وأداء أعضاء الكنيست الجديد اليمين الدستوري، وخيمت هذه العملية على أجواء الجلسة؛ بعد أن خلفت ثلاثة قتلى”.
وأردف إبراهيم بأن “هذه العملية تطرح أسئلة كثيرة لدى الإسرائيليين، من ضمنها كيف استمرت هذه العملية مدة ٢٠ دقيقة ونفذها شخص بمفرده طعن ودهس بمركبات مختلفة، الأمر الذي اعتبرته عدة وسائل إعلامية بأنه “فشل أمني” .
وختم بأن “هذه العملية تؤكد أن المقاومة الفلسطينية مستمرة والمقاومة الفلسطينية تأتي في سياقها وفي وقتها وأن الهدف هو استرداد الحق المسلوب وتأتي أيضاً ردا على جرائم الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين”.
عملية تؤكد فشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد أبو زهري إن عملية أرئيل “خطيرة” للغاية كون المنفذ استطاع التنقل بكل حرية ونفذ عملية مركبة، ونجح في إبقاع أكبر عدد من القتل والمصابين رغم عدم امتلاكه لأي سلاح ناري.
وأضاف أبو زهري في تصريح خاص لمصدر الإخبارية إن خطورة العملية تكمن أيضاً في قدرة الفدائي على تخطي الحواجز، وضرب المنظومة الأمنية، من خلال فشل الاحتلال في تلقي أي إنذار بخصوصها أو السيطرة على المنفذ في اللحظات الأولى.
وتابع بأن هذه العملية تزامت مع حالة تأهب واستفار وصلت إلى ذروتها لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مخلفة حالة من الرعب بين المستوطنين.
وقال أبو زهري إن عملية أرئيل “كشفت حجم الأكاذيب لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجعلتها محط سخرية وانتقاد أمام المستوطنين وأظهرت كم العجز والفشل طرفهم في ظل تعهداتهم الأخيرة بتوفير الأمن وإحباط أي عمليات جديدة”.
وأضاف أن العملية “أثبتت أن الشعب الفلسطيني قادر على إيلام الاحتلال وتدفيعه ثمن عدوانه، وأن محاولات وقف العمليات سواء ( بالاعتقالات او الاغتيالات) لن تجدي نفعا”ً.
ورجح بأن تدنيس المقدسات واستباحة الدماء سيفجر موجة عارمة من الغضب وسيدفع مئات الشباب لتنفيذ عمليات فدائية نوعية كما عملية اليوم.
اقرأ/ي أيضاً: إصابة مستوطن بجراح خطيرة في عملية إطلاق نار بالقدس