هل ستُشكّل عملية أرئيل مُنعطفًا جديدًا في المقاومة الفلسطينية؟
محللون لمصدر: العملية كانت صادمة ومفاجئة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
أحدثت عملية مستوطنة “أرئيل” الفدائية، صدمةً في الشارع الإسرائيلي، في ظل سعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، ما أوقعه في موقفٍ مُحرج بعدما أصبح عاجزًا عن حفظ أمن المستوطنين وجنود الاحتلال.
ويُؤكد محللون ومراقبون، أن عملية أرئيل الفدائية، شكّلت نقلةً نوعية في العمل المقاوم ضد الاحتلال، كما وجهت صفعةً على وجه نتنياهو الذي لطالما ألقى باللوم على سِلفهِ يائير لابيد متهمًا إياه بالتقاعس على أداء دوره في حفظ الأمن واحكام السيطرة على مُدن الضفة الغربية.
العملية الفدائية، لاقت ترحيبًا فلسطينيًا لافتًا، خاصةً وأنها تأتي بعد أقل من 24 ساعة على إعدام قوات الاحتلال الطفلة فلة المسالمة بدم باردٍ خلال تواجدها في مدينة بيتونيا بالضفة الغربية المحتلة.
عملية نوعية لها ما بعدها
يقول الكاتب والمحلل السياسي عاهد فروانة، إن “عملية أرئيل مثّلت نقلة نوعية في المقاومة الفلسطينية خاصةً وأن منفذها هو شابٌ صغير استطاع بكل رباطة جأش تنفيذ العملية متنقلًا بين أماكن متفرقة رغم التحصين الأمني المُشدد للمستوطنة التي تُعتبر أكبر مستوطنات الضفة الغربية المحتلة”.
وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “هذا النموذج من الشباب الذين يتحدث عنهم الاحتلال دائمًا واصفًا إياهم بالمقاومين الجُدد وهم يُنفذون عمليات فردية مُنظمة يتم التخطيط لها بعنايةٍ فائقة مما ينتج عنها تحقيق نتائج دقيقة وإصابات مُؤكدة”.
وأشار إلى أن “ما يُقلق الاحتلال حاليًا هو اتباع الشباب نموذج التقليد والقدوة بمنفذي العمليات السابقين ما يعني أن العشرات من الشُبان سينتهجون ذات الدرب بتنفيذ عمليات مُشابهة في الأيام المقبلة، وهو ما يُربك حسابات الاحتلال”.
وأردف، “الاحتلال أبدى خَشيته من تنفيذ عمليات مماثلة خلال الأيام المقبلة والتي تتم رغم الإنذارات المتكررة وحالة التأهب لدى الاحتلال، إلّا أن الشباب الفلسطيني استطاع بإرادته وعزيمته وصلابته تحدي الإجراءات الأمنية وتنفيذ عمليات فدائية داخل المستوطنات رغم التحصين الأمني”.
وأكد أن “نجاح فتى صغير بتنفيذ عملية فدائية كالتي شهدها الجميع اليوم، سيُشكّل إلهامًا لشباب آخرين للسير على ذات النهج وتنفيذ عمليات فدائية مشابهة خلال الأيام المقبلة”.
صفعة على وجه نتنياهو
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن “نوعية عملية “أرئيل” جاءت متزامنةً مع اليوم الأول لاجتماع الكنيست الإسرائيلي اليمين الدستورية بحضور رئيس الكنيست والرئيس الإسرائيلي وربما كانت مُصادفة، لكن ما حدث مَدعاة للقلق خاصةً وأن العملية استمرت 20 دقيقة ولم يتم تحييد المنفذ رغم التحصين الأمني للمستوطنة ووجود عدد كبير من قوات الاحتلال المُدججين بالسلاح وعناصر الأمن المختلفة”.
وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الفتى محمد صوف استطاع تنفيذ عملية مُركبة دون تمكن أحد من الجنود الإسرائيليين قتله أو اعتقاله، مما يُعزّز نظرية أن العمليات الفردية لا يُمكن لدولة الاحتلال التنبؤ بها، ما يعني فشلًا أمنيًا جديدًا مُنِيَ به الاحتلال وعناصره الأمنية”.
وأشار إلى أن “العملية جاءت في ظل وجود عراقيل داخل الكنيست أمام الحكومة الإسرائيلية المقبلة وتزايدت حول الشخصية التي ستتولى وزير الأمن والشرطة مما يعني عجز نتنياهو عن تشكيل حكومة قادمة في ظل الصراعات بين ايتمار بن غفير وأعضاء آخرين”.
وأوضح، أن دولة الاحتلال “تستطيع مراقبة جميع الفلسطينيين كونها دولة متطورة تكنلوجيًا سواءً بالرقابة البشرية من خلال وحداتها العسكرية، أو من خلال تطويع البرامج الخبيثة كبيغاسوس والفيل الأزرق وغيرها، إلّا أن العمليات الفردية تُشكّل صفعة على وجه نتنياهو وأجهزته الاستخباراتية والعملياتية”.
وتوّقع أن تُشدد دولة الاحتلال من قبضتها الأمنية وتضييقها على السلطة الفلسطينية وحركة حماس عبر العمليات العسكرية الواسعة وسلسلة الاعتقالات والملاحقة، كون “التحريض” لم يكن الدافع لتنفيذ عملية أرائيل، إنما تزويد المجموعات المسلحة بالأموال لشراء الأسلحة والذخيرة لمواجهة الاحتلال في إشارة لمجموعات عرين الأسود أو كتيبة جنين وغيرها”.
عملية صادمة ومفاجئة
وحول كيفية متابعة الاعلام العبري لعملية أرئيل الفدائية، قال المختص في الشؤون العبرية مؤمن مقداد، إن “الاعلام العبري وصف العملية بأنها صادمة ومُفاجئة خاصة وأنها جاءت في أعقاب انخفاض حِدة العلميات بصورةٍ أقل خلال الفترة الماضية لكنها بددت كذب بيني غانتس وعومر بارليف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي”.
وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “خلال الأسابيع الماضية كان هناك تفاخر لدى المستوى الأمني الإسرائيلي حول نجاحه في وأد العمليات الفدائية وتحقيق قوة ردع فاعلة في هذا السياق، لتأتي عملية أرائيل لتُبدد أحلامهم وتُربك حساباتهم”.
وأردف، “الاحتلال الإسرائيلي أبدى خشيته من أن تُشكّل عملية اليوم دافعًا قويًا لشباب آخرين لتنفيذ عمليات مماثلة مما سيرفع كُلفة، خاصةً وأن عملية أرئيل أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وجرح ثلاثة أخرين بينهم حالات حرجة، ما يعني أن الأيام المقبلة ستشهد تواجدًا أمنيًا مكثفًا واستنفارًا عاليًا في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي”.
وأكد، على أن “دولة الاحتلال مُقبلة على فترة حرجة للغاية مِن حيث تصاعد اعتداءات المستوطنين على منازل المواطنين وممتلكاتهم ومركباتهم، كما ستشهد تزايدًا في عمليات الاعتقال والاستدعاءات والتنكيل، وستُقابل بمزيدٍ من الأعمال الفدائية”.
ونوه إلى أن “أعضاء الكنيست الإسرائيليين أشاروا عبر صفحاتهم على تويتر وغيرها، أن عملية أرئيل اليوم جاءت استكمالًا لفشل الحكومة السابقة برئاسة يائير لابيد وغانتس في فرض السيطرة والأمن على مُدن وقُرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ما يعني أن بعد تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة سيتم وضع خُطة أمنية جديدة للتعامل مع الوضع الأمني في المحافظات الشمالية”.
ورّجح مقداد، أن “تشهد الأيام الماضية تشديدًا في الإجراءات ضد الفلسطينيين، إلى جانب إعطاء جنود الاحتلال الإسرائيلي الحرية المُطلقة في إطلاق النار ما سيَزيد من عدد الشهداء والمصابين في صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني، كما ستشمل الإجراءات تشديد الخِناق على أهالي مُدن الضفة الغربية”.