الميزان لحقوق الإنسان: التغيرات المناخية تُهدد مستقبل قطاع غزة

غزة – مصدر الإخبارية

قال مركز الميزان لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، إن “التغيرات المناخية تُهدد مستقبل قطاع غزة، في ظل الحصار الإسرائيلي والهجمات العسكرية المتكررة”.

وأضاف المركز في بيانٍ صحفي وصل شبكة مصدر الإخبارية نسخة عنه، “تشارك حكومات الدول في مدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية بأعمال الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27)، بهدف مناقشة التطورات المناخية القاسية التي يشهدها العالم، والتباحث في كيفية التخفيف من آثارها عبر تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدام تقنيات جديدة ومصادر طاقة متجددة، بغية حماية السكان من هذه الظواهر”.

وأكد “الميزان” على أن الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمنافية لقواعد القانون الدولي لعبت دورًا مهمًا في تفاقم التداعيات والآثار الناجمة عن تغير المناخ، وأثرت على حياة السكان لا سيما في قطاع غزة المُحاصر منذ أكثر من 15 عاماً، ما حَرَمَ أكثر من مليوني إنسان سبل العيش الكريم، وتعداه في استهدافها لمكونات البيئة بشكل مباشر وغير مباشر”.

وأضاف، “في الوقت الذي تشتد فيه الآثار والتداعيات المناخية، أعاق الحصار الإسرائيلي المُشدد تطوير المشاريع الاستراتيجية الهَادفة للحفاظ على البيئة وتلبية احتياجات السكان في المجالات المختلفة، إذ تستمر أزمة الحصول على كميات كافية من الطاقة الكهربائية التي يحتاجها القطاع بعد استهداف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عدة مرات منذ عام 2006 وحظر دخول السولار الصناعي للمحطة وعرقلة دخول المعدات اللازمة لتطوير قطاع الطاقة”، كما انخفضت قُدرة المواطنين في الحصول على كميات من المياه المأمونة والكافية، حيث تشير الإحصاءات بأن أكثر من 97% من نوعية المياه التي يتم ضخها من المياه الجوفية لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية”.

وأوضح مركز الميزان لحقوق الأنسان، أن “الهجمات العسكرية التي تستهدف مرافق المياه وخطوط النقل ومرافق الصرف الصحي، والتي شملت مضخات وشبكات الصرف الصحي الناقلة من وإلى محطات المعالجة، تسببت في توقف بعض المحطات عن الخدمة، ما دفع إلى ضخ مياه الصرف الصحي إلى شواطئ القطاع التي أصبح أكثر من 70% منها ملوث.

كما نتج عن استهداف خطوط تجميع مياه الأمطار حدوث فيضانات وانجراف المزروعات والتربة في بعض المناطق، وارتفاع منسوب المياه في الشوارع والمرافق العامة والخاصة، ما يعرض حياة السكان للأوبئة والأمراض، كما تواصل حجز مياه الأمطار عبر السدود الاصطناعية مما أدى إلى تغييرات بيئية طالت النباتات والأشجار الواقعة على ضفاف الوديان وتسببت في هجرة الطيور البرية.

ونوه “المركز” إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تُلقي آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات والصواريخ المُحتوية على المواد السامة والعناصر الثقيلة الخطرة التي لها تأثيرات على الهواء والتربة، بالإضافة إلى رش المواد السامة من الجو تجاه المناطق المحاذية للسياج الفاصل وتقوم الجرافات الإسرائيلية بشكل دوري بتجريف التربة ما يهدد ببقائها صالحة للاستخدام.

في سياق متصل، تواصل سلطات الاحتلال حظر دخول الصخور كبيرة الحجم من الضفة الغربية إلى قطاع غزة في ظل ظاهرة تآكل شاطئ البحر نتيجة ارتفاع الأمواج لاستخدامها كمصدات وكواسر للأمواج، إذ أن ارتفاع منسوب مياه البحار يزيد من خطر حدوث الفيضانات الكارثية.

ولفت “الميزان” إلى أن التغيرات المناخية بفعل انتهاكات قوات الاحتلال المستمرة والمتصاعدة آخذةٌ في التفاقم، وتُهدد حياة السكان بشكل مباشر، ويُضعف من تكيفهم أمام هذه التغيرات، في انتهاكٍ واضح لاتفاقية جنيف الرابعة للعام ١٩٤٩ المُتعلقة بحماية السكان المدنيين وقت الحرب وبروتوكولها الإضافي الأول الذي نص على حَظر “استخدام وسائل أو أساليب للقتال، يُقصد بها أو يتوقع منها إلحاق أضرار بالغة وواسعة الانتشار بالبيئة الطبيعية.

وطالب مركز الميزان بضرورة تدخل المجتمع الدولي لا سيما تلك المُشاركَة في مؤتمر المناخ (COP27)، بضرورة إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها تجاه البيئة ومكوناتها في الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، ورفع القيود المفروضة على المعدات والأدوات اللازمة لتحسين البيئة في قطاع غزة.

ودعا الجهات الدولية والإقليمية والمانحين إلى الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها المالية تجاه الأراضي الفلسطينية وتوفير الأموال اللازمة لعملية إعادة الإعمار، وتوجيه الدعم نحو إصلاح وتطوير البنية التحتية والمرافق البيئية وقطاع الطاقة بشكل يسهم في تحسين البيئة واستقرار المناخ.

أقرأ أيضًا: الميزان لحقوق الإنسان يُصدر ورقة حقائق حول واقع محطات تحلية مياه الشرب بغزة