غياب حصص الرياضة والرسم.. آثار سلبية على الطلبة بغزة والأهالي يدعون لتفعيلها

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

يتذمر بعض طلبة المدارس في قطاع غزة من غياب حصص الرياضة والرسم وحصرها في حصة واحدة أسبوعيًا أو استبدالها بتنظيف الساحة المدرسية أو الفصول، حيث تنظر بعض المدارس إلى هذه الحصص على أنها ثانوية.

أهالي طلبة في بعض مدارس القطاع تذمروا من افتقار بعض المدارس إلى حصص الرياضة والرسم، مما يزيد من جهل الطلبة بهاتين المادتين، وأفقدهما أهميتهما الكبيرة، مع أنهما من المواد المحببة لديهم.

وإلى أنّ هذا النوع من الحصص تبث الفرح وروح العمل الجماعي في نفوس الطلاب، وتزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويلبي رغباتهم ويكشف عن مواهبهم، وينمي ذاكرتهم، وتخفيف الضغوط النفسية عنهم بسبب الحروب.

انعكاس سلبي على الطلبة

أم حمزة وهي أم لثلاثة أطفال يدرسون في المراحل الابتدائية قالت لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إن حرمان أطفالها من الحصص الفنية والرياضية ينعكس سلبًا، وبشكل مباشر على أبنائها الذي وصل الحال بهم إلى حد البكاء وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.

وبيّنت أم حمزة أنّ حصص الرسم والرياضة جزء من العملية التعليمية والتربوية، ولا يجوز للمعلمين ومدير المدرسة بتحويلها إلى حصص علمية.

ودعت وزارة التربية والتعليم إلى ضمان تمتع أطفالها للحصول على حصصهم الفنية والرياضية وإلزام مدراء المدارس والمعلمين بذلك.

حصص الرياضة والرسم تلعب دور أساسي

محمد أبو حلاوة والد أحد الطلبة أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ حصص الرسم والرياضة تلعب دورًا أساسيًا في المدراس وهي الفئة الأحوج لتلقي هذه الحصص للطلبة، لما لها أهمية في تخفيف الآثار النفسية بسبب الحروب.
وتابع أبو حلاوة: “أطفالي يشتكون لي بشكل دائم بسبب حرمانهم من هذه الحصص، وعند توفرها لم يكن هناك اهتمام من قبل المعلم بتوجيههم إلى رسم ما بداخلهم أو تعليمهم على رسمات معينة، وفي بعض الأحيان يطلب منهم تنظيف الساحة المدرسية أو الفصل”.

وحث المعلمين على الاهتمام بحصص الرياضة والرسم، والعمل على إنشاء مستقبل بارع للطلبة والتخفيف بعض الضغوط عنهم.

ولفت إلى أنّ الطفل الفلسطيني دائمًا يعبر عن حزنه وغضبه وفرحه وكل ما يحتاجه عن طريق الرسم، موضحًا أنّ حصص الرياضة تقوي البدن لأجسادهم والتخفيف عن معاناة الطفل وترفيهه، ومن هناك يبدأ النشاط العقلي والفكر الجيد له.

حصص الرياضة والرسم

دور المدارس في اشباع احتياجات الطلبة

الأخصائي الاجتماعي د. أحمد حمد أوضح لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ كل طالب له احتياجاته في مراحله العمرية المختلفة، منها نفسية وجسدية وفكرية ودينية وثقافية بالتالي المدرسة لها دور كبير في اشباع هذه الاحتياجات.

وأضاف حمد أنّ التقصير في جانب معين والتركيز على جانب أخر يصبح هناك عجز في المهارات الاجتماعية والانعزال ويصبح الطالب أيضًا خجول لا يستطيع في المستقبل أن يقوى على القيام بمهنة أو وظيفة معينة.

وتابع: “تركيز المدارس في التعليم والتقصير في تعليمه وتأهيله على المهارات الرياضية والترفيهية والاجتماعية ما يعكس سلبًا على الطالب”، داعيًا إلى التركيز على حصص الرياضة والرسم، بالإضافة إلى وضع نشاط أو برنامج للمدرسة يكون له هدف معين، ووضع برنامج تطوعي مثل تنظيف المدرسة مع جميع الطلبة وزراعة الأشجار.

وأشار إلى أنّ المدارس اجتماعية حيث تتفوق على دور العائلة، لأنها تشمل نظام تربوي وتعليمي وعليها عاتق كبير بمعالجة المشاكل السلوكية للطلبة.

وأردف الأخصائي الاجتماعي أنّ “المدرسة لديها دور في غرس الوازع الديني مثل صلاة الجماعة؛ لمحاربة العنف بين الطلبة، وأيضًا تعزيز الجانب الترفيهي مثل الرحلات والاهتمام بشكل أكبر في حصص الرياضة والرسم”.