اغتيالات الضفة.. أسلوب إسرائيلي لإنهاء ظاهرة المقاومة فهل ينجح؟

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
لم يعد خفياً على أحد تركيز الاحتلال الإسرائيلي الاغتيالات في الضفة الغربية المحتلة في محاولة لإنهاء ظاهرة تصاعد المقاومة، وكان أخرها اغتيال القادة في كتيبة جنين فاروق سلامة، ووديع الحوح من مجموعة عرين الأسود، والشهيد إبراهيم النابلسي قائد كتائب شهداء الأقصى في نابلس، والقائمة تطول.
ويرى محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي أن “سياسة اغتيال قادة المقاومة تحمل في طياتهم عدة أهداف إسرائيلية أبرزها ضرب معنويات أبناء الشعب الفلسطيني، وإظهار نفسها صاحبة اليد العليا والحد من نشاطات مجموعات المقاومة والحد من تحركاتها ضد أهداف إسرائيلية”.
وقال المحلل السياسي نعيم بارود إن ” تاريخ الاغتيالات يرجع تاريخها لبداية الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1920 ومن بعده مارسته العصابات اليهودية وجيش الاحتلال ليومنا الحاضر في مسعى لضرب الروح المعنوية للفلسطينيين الركيزة الأساسية للمقاومة من خلال إظهار أنفسهم (الاحتلال) قادرين اختراق أي مكان والوصول لكل شيء من خلال امتلاك ذراع قوية قادرة على تحقيق أهدافها”.
وأضاف بارود في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن” إسرائيل كثفت من اغتيالها في مسعى لبث الرعب في قلوب المقاومين ودفهم للتفكير بالاختفاء بدلاً من الاقدام على تنفيذ عمليات فدائية”.
وأشار بارود إلى أن “إسرائيل نجحت في اغتيال الكثير من قادة المقاومة لكن لم تستطيع النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني وتصعيد العمليات ضده”.
وأكد على أن “مفاجأة المقاومة للاحتلال بتغير الأساليب والمناهج والمناطق جعله أمام خيارات ضيقة وصعبة وتدفعه نحو الفشل في إنهاءها ووقف تمددها”.
وشدد على أن “المقاومة في الضفة أبدعت في انتاج فكرة جديدة في جعل مراكز المقاومة في قلب المدن في جنين ونابلس وباقي المناطق في أسلوب فاجئ الاحتلال وجعل خياراته محدودة”.
من جهته قال الخبير في الشأن الإسرائيلي بلال الشوبكي إن “إسرائيل تهدف من اغتيال قادة مجموعات المقاومة المسلحة في الضفة تهدف إلى تفكيك ظاهرة المقاومة وردع من يفكر بمقاومة الاحتلال”.
وأضاف الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “سياسية الاغتيالات لن تجدي نفعاً في ظل استمرار الاحتلال كوننا لا نتحدث عن دائرة ضيقة بل شعب فلسطيني كامل”.
وتوقع الشوبكي أن “تتجه الأوضاع في الضفة نحو التصعيد لاسيما في ظل الرؤية القادمة للحكومة الإسرائيلية المقرر الإعلان عنها بعد الانتهاء من انتخابات الكنيست الـ25 والتي لن تتنازل عن وقف الاستيطان والتهويد في مدينة القدس المحتلة”.
وأكد على أن “شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستلقي بظلالها على المزاج الفلسطيني في الضفة وخاصة في الداخل المحتل عام 1948 والسماح بالعمل ضمن سقف العمل وفقاً لأهواء الكنيست الإسرائيلي وزيادة قوة اليمين المتطرف”.
وشدد الشوبكي على أن “الاغتيالات لا تنهي ظاهرة المقاومة رغم أن إسرائيل تتعامل معها كسياسة ثابتة كون من يُغتال يتبعه قائد أخر، وغالباً ما تؤدي لنتائج عكسية تؤجج روح المقاومة والعمل الفدائي في قلوب الفلسطينيين”.