كيف توثر المقاومة الفلسطينية على المعركة الانتخابية في إسرائيل؟

أقلام- مصدر الإخبارية
بقلم معتز خليل: كان لافتا خلال الساعات الماضية دعوة بعض القنوات الإخبارية الفلسطينية التابعة لحركة حماس العرب الإسرائيليين إلى عدم المشاركة في الانتخابات الإسرائيلية وحظرها.
وبحسب تلك القنوات، فإن المشاركة في الانتخابات تضر بالهوية الفلسطينية وتعزز شرعية إسرائيل.
ما الذي يجري ؟
منذ انطلاق الانتخابات الإسرائيلية وهناك ما يمكن وصفه بالحملة التي تقوم بها القيادات الإسلامية ضد المشاركة بالانتخابات ، وكان هناك ما يمكن وصفه بالانسجام الداخلي والخارجي مع هذه النقطة.
وتصاعدت وتيرة التصريحات السياسية التي تطلقها القيادات الإسلامية بهذا الصدد ، حيث أكد القيادي في الحركة الإسلامية بالنقب، علي أبو قرن، أن التوجه العام لدى الفلسطينيين في الداخل مقاطعة انتخابات الكنيست “الإسرائيلي”.
وقال أبو قرن في تصريحات له انه يؤيد حملة المقاطعة لانتخابات “الكنيست”، مضيفا “أغلب الناس أيضًا تريد أن تقاطع، وهذا ظهر جليًا في آخر استطلاع للرأي، الذي بيّن أنّ حوالي 40% من فلسطينيي الداخل سيقاطونها”.
ومن خلال متابعة التحليل المضموني لهذا الخطاب نجد ان:
1- هناك اقتناعا سياسيا فلسطينيا داخليا يشير ألى ان مشاركة العرب في “الكنيست” الإسرائيلي منذ عقود لم تحقق أية إنجازات
2- القيادات الإسلامية مقتنعة بزن المشاركة لم تمنع فعلياً أي إجراء “حكومي” يمس حقوق العرب ، مثل استباحة المسجد الأقصى، أو تمرير مشروع مصادرة الأراضي في النقب، وغيرها من القضايا الحقوقية الأساسية.
3- تصاعدت وبقوة حدة العمليات الاستشهادية الفلسطينية التي دعمتها حركة حماس في الضفة الغربية ، الأمر الذي أدى لتصعيد جيوسياسي دقيق سيؤدي لصعود القوى اليمينية التي تستغل هذه العمليات بالنهاية.
تقديرات استراتيجية
عموما فإن الحديث عن الانتخابات يقودنا للحديث عن التقديرات السياسية على الساحة الإسرائيلية ، ووفقاً لمختلف التقديرات التي تأتي بها استطلاعات الرأي المتكاثرة في إسرائيل، فإن غالبية مقاعد الكنسيت القادمة، ستكون من حصة اليمين واليمين المتطرف، دينياً وقومياً.
ووفقا لاستطلاعات الرأي يمكن آن يحقق الليكود من 31-32 مقعد، وحزب الصهيونية الدينية من 12- 14 مقعد، وأحزاب شاس ويهودوت هاتوراة من 7-8 مقاعد لكل منهما، والمعسكر القومي 12-13 مقعد، وإسرائيل بيتنا 6-7 مقعد).
أما ما يسمى تيار الوسط “يش عتيد” بزعامة يئير لبيد، فمن المتوقع أن يحصد على ما يقرب من 25 مقعداً
في حين يحظى اليسار (العمل وميريتس) بأربعة إلى خمسة مقاعد لكل منهما، وستهبط حصة العرب إلى ما دون العشرة مقاعد وفقاً لنسبة إقبال الناخب العربي على الاقتراع، وقد تغيب واحدة أو اثنتين من قوائمهم الثلاث المتنافسة، من دون استبعاد سيناريو أن نكون لأول مرة، أمام كنيست خالٍ من النواب العرب، إذا ما تدنت نسبة الاقتراع في أوساطهم.
معنى ذلك من المتنظر ان يسيطر اليمين الإسرائيلي على 75 مقعداً في الكنسيت من أصل 120 مقعداً، وربما يصل الرقم إلى ثمانين مقعداً فما فوق، مع ملاحظة، أن ما يسمى بـ”الوسط” في إسرائيل اليوم، ليس من قماشة الوسط قبل عشرين عاماً، واليسار الصهيوني اليوم، تائه وفاقد لهويته، وهو ينزاح بدوره صوب اليمين، ولا يجد غضاضة في التحالف مع أكثر مكوناته تطرفاً، وابتلاع مواقفه وسياساته التي اشتهر بها وروّج لها، بالذات في تسعينات القرن الفائت.
ويعني ذلك ثانياً: أنه إن قُدّر للمعسكر اليميني بزعامة نتنياهو، تشكيل ائتلافٍ يتجاوز حاجز الستين مقعداً، وهذا أمر محتمل، ومرجح إن تراجعت معدلات تصويت العرب، فليس مستبعداً أن يكون “الكهانايون الجدد” المنضوين في إطار “الصهيونية الدينية”، ركناً ركيناً في الحكومة الإسرائيلي، وهم الذي كانوا حتى الأمس القريب، مدرجين في قوائم الإرهاب الإسرائيلية، بعد جريمة الاعتداء على المصلين العزل في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وأن يصبح الرمز الأكثر عدوانية وتطرفاً للاقتحامات والانتهاكات المتكررة للحرم الشريف، وزيراً للداخلية في حكومة نتنياهو القادمة، كما تقترح عدة تسريبات عن المفاوضات الائتلافية المبكرة التي تجريها الأحزاب.
اقرأ/ي أيضًا: الانتخابات الإسرائيلية.. مَن يُمكنه المشاركة ومَن يُنتخبْ وتوزيع المقاعد؟