مع اقتراب لحظة الحسم.. كيف يبدو وضع القوائم العربية داخل الكنيست؟

سعاد صائب سكيك – خاص مصدر الإخبارية

تدق الساعة وتمر الدقائق معلنة الاقتراب من لحظة الحسم في نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي 25 والتي سيلعن عنها الثلاثاء 1 فبراير 2022، وما يهمنا هنا هو واقع التمثيل العربي فيها، حيث تتنافس فيه ثلاث أحزاب وقوائم عربية وهي القائمة الموحدة بقيادة منصور عباس، والجبهة العربية للتغيير بقيادة أيمن عودة وأحمد الطيبي، وأخيراً حزب التجمع الوطني الديمقراطي بقيادة سامي أبو شحادة.

ومن اللافت أن وضع القوائم العربية تعرض للخوض في طرق وعرة أدت إلى تشرذم الأعضاء العرب مما انعكس بالسلب على رغبة المجتمع بالتصويت لها، وخيب آمال الفلسطينيين هناك بوضع أفضل، وكانت نسبة التصويت قبل شهر وصلت 39% فقط نظراً لانسحاب البعض، أو شطب البعض عدا عن كثير من المعيقات الإسرائيلية.

ومع الساعات الأخيرة، سرعان ما تحول الواقع لتشير الإحصاءات بأن نسبة التصويت الحالية تجاوزت 50%، ومن المتوقع أن ترتفع إلى ما فوق 55% يوم الانتخابات، بعد منافسة القوائم الثلاث، وعودة المستائين والقائمة الموحدة إلى التصويت، إضافة إلى أن حزب التجمع ساهم فعلياً برفع النسب بعد تزايد التأييد له تدريجياً.

ولنضع الفلسطيني في صورة الوضع أكثر بتفصيل تواصلنا مع د.عامر الهزيل الباحث والناشط السياسي في الأراضي الفلسطينية 48 وأوضح بأن المؤشرات تدلل على أن نسبة الحسم لحزب التجمع أحد الأحزاب العربية وصل إلى 3.75 من المقاعد بمعني 3 مقاعد وأكثر بقليل، فيما ينقص المقعد الرابع من أجل الدخول للكنيست.

ويعتبر حزب التجمع الأكثر ظهوراً اليوم بسبب تعرضه لمحاولات الشطب، مما منحه القدرة للعودة بشكل أقوى بعد أن استطاع تجاوز الأزمة، ليلتف حوله الناخبون الفلسطينيون في الأراضي المحتلة.

وتمثل الأرقام بعد التشرذم الذي وصلت إليه الأحزاب العربية إلى أن نسبة التصويت نزلت إلى 45% قبل شهر تقريباً، وفي النقب كانت 42%، فيما وصلت للقرى غير المعترف بها إلى 30%.

ويبدو أن الأصوات الحالية مبشرة حيث أفاد الهزيل بأن الكثيرون توجهوا للإدلاء بأصواتهم حيث تجاوزت الأصوات 3 آلاف، ولفت بأنه جاري العمل منذ يومين على أن تصل أكثر من 10 آلاف صوت.

وأشار إلى أن اقتراب التجمع من الحصول على 4 مقاعد، بجانب المقاعد المخصصة للحزبين الآخرين، والتي إن تمكنوا بالحصول عليها وهي بعدد 12 مقعداً فإن ذلك من شأنه أن يساهم في تعميق أزمة النظام السياسي الإسرائيلي أكثر فأكثر، ويقضي على فرصة نتنياهو بتشكيل حكومة محتملة.

وقال الهزيل “تقول المعادلة أنه كلما حصل العرب على مقاعد أكثر كلما قلت المقاعد اليهودية، وتعمقت أزمة النظام السياسي لديهم، وبالتالي ابتعاد نتنياهو عن الحكومة”.

وفي السياق، تشير إستطلاعات بأن نتنياهو يقترب من المقعد 60 وبالتالي اقتراب فوزه حتى بالرغم من قضايا تتعلق بالذمم المالية ضده، أما في حال تحقيق القوائم العربية الثلاث 12 مقعداً، فإن ذلك سيحرم معسكره من الحسم ويقلب الطاولة.

لذا كان من المهم أن يقود التجمع كما أفاد الهزيل إلى دعوة المجتمع العربي للتصويت لصالح القوائم العربية، حيث يتوافد الآلاف في هذه اللحظات من أجل الالتفاف العربي الموحد وتفويت الفرصة على نتنياهو وغيره بالفوز، وأشار إلى أن نسبة التصويت وصلت إلى أكثر من 52%، ومن المحتمل وصولها إلى 60% الثلاثاء يوم الانتخابات، مما يعطي فرصة للعرب بالحصول على أكثر من 15 مقعداً وصولاً إلى 17.

وأكد البرنامج العام للتجمع على شعار أساسي يتمثل بكونه فلسطيني مستقل، ولا يعتبر جزء من الأحزاب الصهيونية، فيما يسعى التجمع إلى تكوين كتلة ثالثة لا علاقة لها في المعارضة المتمثلة بنتياهو ولا في الحكومة، وقال “هي كتلة ثالثة مع كل الأحزاب اليهودية والعربية التي تدعم قانون المساواة”، وأشار إلى أن هذا القانون مغيب لدى المحكمة الإسرائيلية، فيما يوجد مقابله 60 قانوناً عنصرياً ضد العرب.

وتتلخص أهداف التجمع بعد الانتخابات في إسقاط كل القوانين العنصرية بما فيهم قانون المواطنة وربطه بقانون العودة، وبالتالي تطبيق قانون المساواة، وفي هذا السياق قال الهُزيل “إننا ذاهبون للبرلمان من أجل بناء وتنظيم الميدان بما يحقق برنامجنا السياسي لحق المواطنين الفلسطينيين في 48”.

وأشار إلى أن التجمع معني في تعمق أزمة النظام الإسرائيلي، حيث كلما زاد عدد الكراسي للعرب، وحدد على وجه الخصوص التجمع والجبهة، كلما كان بإمكان الأحزاب العربية التحكم في اللعبة السياسية والمشاركة في المجال السياسي أكثر.

يذكر أن انتخابات الكنيست تجرى للمرة الخامسة في أربعة أعوام للمرة الأولى بتاريخ الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً: الأحزاب العربية ترفض توقيع اتفاق فائض الأصوات بانتخابات الكنيست+