عملية الخليل.. صدمة ورعب للاحتلال وانتقال المقاومة من الشمال للجنوب

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

تصاعدت وتيرة العمليات الفدائية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة إثر تنامي حملات الدهم والاعتقالات وهدم المنازل ومصادرة الأراضي، وانتقلت أمس السبت العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها في مستوطنة “كريات أربع” في الخليل.

نقل العمليات الفدائية من الشمال إلى الجنوب

المحلل السياسي د. هاني العقاد قال لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إنّ الاحتلال يُحاول بكل ما يملك من قوة ومنظومة أمنية ألا ينتقل الصراع من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، وبالتالي كان يقول بأنه استطاع إلى حد ما حصر العمليات الفدائية في منطقة الشمال.

وأشار العقاد إلى أنّ عملية كريات أربع التي نفذها محمد الجعبري أمس السبت، وجهت ضربة لأعلى مستوى في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، خاصًة أنّ العملية استهدفت أكبر مستوطنة في الجنوب التي يسكنها متطرفون صهاينة الذين أذاقوا أهالي الخليل كل عمليات التنكيل والتطرف.

وأكد أنّ العملية شكلت صدمة للاحتلال ويُحاول أنّ يفهم ماذا حدث، لافتًا إلى أنّ هناك اليوم عملية حصار  كبيرة جدًا لمدينة الخليل بإغلاق مداخلها ومخارجها كافة.

ورأى أنّ الرعب سيصب في قلوب المستوطنين وأن العملية أثبتت بأن الاحتلال كل ما يملك من قوة ومخططات وجيش وطائرات كله فشل أمام مقاوم فلسطيني واحد.

وتابع المحلل السياسي أن “القادم سيكون أكثر من ذلك لأنّ ميدان الشرف الفلسطيني يشهد عملية تسابق بين الشبان الفلسطينيين ورجال المقاومة، في تنفيذ علميات فدائية تُوجع المحتل وتوقع خسائر أكبر”.

إفلاس المنظومة الأمنية

المختص بالشأن الإسرائيلي د. عامر خليل أكد لـ”شبكة مصدر الإخبارية”، أنّ عملية أمس في الخليل تُشير إلى أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية تحاول الفصل الجغرافي من المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة المحتلة ومدينة القدس.

ولفت خليل إلى أنّ العمليات الفدائية ليست فقط في شمال الضفة، وأنّ الاحتلال أعطى تركيزه على مدينتي نابلس وجنين، واتخذ إجراءات في محاولة لوقف العمليات.

وبيّن أنّ الأمر بات يمتد إلى جنوب الضفة والاحتلال حاول أن يظهر بأنّه ليس له علاقة بالعمليات الفدائية رغم أن هناك حالة من المواجهة المستمرة مع جيش الاحتلال ومستوطنيه سواء بعمليات إطلاق نار والمواجهات.

ونوه إلى أنّ مسألة حصار الخليل مثل نابلس تؤشر إلى أنّ الاحتلال أفلس في خطواته التي صار فيها قبل الحصار لمنع العمليات من خلال الاعتقالات اليومية التوغلات واغتيالات وذلك لم يؤدي إلى النتيجة المرجوة.

وأردف المختص بالشأن الإسرائيلي: “ما حدث أمس هو العكس تمامًا وأن العمليات الفدائية ازدادت والاحتلال لجأ أخيرًا إلى سياسة العقاب الجماعي في محاولة لخلق حالة من الفصل بين المقاومة والحاضنة الشعبية، ويرى أن العمليات تحظى بتأييد واسع في الشارع الفلسطيني”.