مزارعو البصل في غزة تنفسوا الصعداء هذا الموسم

خاص- مصدر الإخبارية
ارتياح كبير بات مزارعو البصل في قطاع غزة يعيشونه بعدما مرّ هذا الموسم بسلام عليهم دون وجود مشكلات في الأسعار أو آلية تخزين الثمار والاحتفاظ بها.
فبعدما كانوا خلال السنوات الماضية يعانون كثيراً من فكرة الاحتفاظ بالمحصول، لتغطية السوق المحلية طوال أيام العام، أصبح الأمر اليوم أكثر يسراً مع وجود تقنيات حديثة تساعد على حفظ المنتج لأسابيع طويلة.
محصول وفير وربح جيد
يقول المزارع إبراهيم أبو خوصة، من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، إنه زرع هذا العام حوالي 15 دونماً من البصل، وكان المحصول وفيراً، مبيناً أنه باع ثلث الكمية خلال الموسم، فيما احتفظ بالمتبقي بإحدى ثلاجات التخزين لعدة أسابيع ثم باعه بسعر يعد أفضل من الأول، على حد وصفه.
ويوضح أن المزارعين في قطاع غزة، كانوا يضطرون سابقاً، لقطف كل ثمار البصل في وقت معين، وتزداد الكميات بالأسواق ويقل السعر بشكل كبير، أما اليوم فالأمر بات مختلفاً.
ويبين أبو خوصة الذي يعمل في أرضه أكثر من 15 عاملاً، أن قطاع غزة هذا العام حقق اكتفاءً ذاتياً حقيقاً في محصول البصل، وتمكن المزارعون من توفير الثمر طوال أيام العام دون وجود مشكلات أو ارتفاع بالأسعار.
تقنية تخزين البصل في غزة
واعتمدت تقنية تخزين البصل الحديثة في قطاع غزة، على حفظه داخل ثلاجات يتم فيها التحكم الدقيق بدرجات الحرارة والرطوبة لتهيئة الجو المناسب للحفظ، وفقما تحدث أبو خوصة، لمراسل شبكة مصدر الإخبارية.
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بمحصول البصل في قطاع غزة، نحو 10 آلاف دونم وتنتج قرابة الـ40 ألف طناً سنوياً، بحسب بيانات رسمية صادرة عن وزارة الزراعة.
ويعتبر محصول البصل من أهم المحاصيل المحلية، حيث يدخل في صناعة معظم الأطعمة داخل المنازل الفلسطينية في غزة كما تحتاجه المطاعم بكثرة من أجل إعداد وجباتها.
ويزرع البصل في قطاع غزة من خلال موسمين في الربيع والخريف حيث يكون إنتاج الأخير أقل من الأول.
والموسم الخريفي تبدأ زراعته منتصف أغسطس، وتمتد لمنتصف أكتوبر، ثم يبدأ حصادها بعد ثلاثة أشهر تقريباً.
فيما يزرع الموسم الربيعي في شهر فبراير وتقطف ثماره بعد 3 شهور تقريباً.
مساحة كبيرة مزروعة بالبصل في غزة
المزارع هاني قديح من محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، شارك أبو خوصة الفرحة بنجاح الموسم، لافتاً إلى أنه زرع أرضه البالغ مساحتها 40 دونماً بمحصول البصل هذا العام، وكان الأمر جيداً.
وقال قديح لشبكة مصدر الإخبارية إن وزارة الزراعة في غزة كانت كل عام تفتح باب استيراد البصل لتغطية العجز في السوق المحلية، لمدة شهرين على الأقل، وكان يصل البصل من الجانبين المصري والإسرائيلي، ويكون بأسعار مرتفعة أكثر من المحلية.
وذكر أنه وغيرها من المزارعين لطالما عانوا من تلف المحاصيل وكميات كبيرة منها، بسبب عدم وجود قدرة على التخزين والحفظ.
وبين أنهم كانوا يلجئون لوسائل بدائية، لطالما تعرضوا لخسائر فادحة بسببها، مضيفا “لاسيما وسط غياب الدعم الحكومي الواضح لنا كمزارعين واستمرار الحصار والاعتداءات الإسرائيلية بحقنا.
وتوقع قديح أنه إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه فسيتمكنون خلال السنوات القليلة القادمة من تصدير جزء من محصول البصل إلى الضفة الغربية أو الأسواق الخارجية الأخرى.
وتقول وزارة الزراعة في غزة، إنه تم افتتاح الآلية الجديدة لتخزين البصل في القطاع قبل 3 سنوات، وكان الهدف حينها الوصول لاكتفاء ذاتي حقيقي، مبينةً أن المشروع تم بالتعاون مع القطاع الخاص.
وفي تصريحات صحفية قال المتحدث الفني باسم الوزارة محمد أبو عودة، إنهم نفذوا المشروع لضمان توفره في السوق المحلي وقت الندرة، واستغلال فائض الإنتاج من المحصول.
وأمضى حديثه لافتاً إلى أن تقنية التخزين الجديدة، تعتمد على وجود أجهزة داخل الثلاجات يمكن من خلالها التحكم في نسب الرطوبة والحرارة، ليتم سحب الرطوبة الزائدة من المحاصيل.
وأوضح أن ذلك يطيل عمر الثمر، ويمكنهم من توفير البصل في السوق المحلية طوال أيام السنة.