ريشي سوناك: انجلو-ساكسوني أبيض ليس ملونا ولا هندياً!

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم / خالد الحروب
ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني الجديد تعريفه الحقيقي والجوهري انه انجلو-ساكسوني متحول، مُحافظ، ومنغمس في السياسات الأكثر رجعية في بريطانيا، واحد الأبناء المدللين لمهاجرين اثرياء تستخدمهم المؤسسة ديكورا تجميليا يعزز شرعيتها، ويعطيها سمات كوزموبوليتانية تسويقية. الى جانب ذلك وربما قبله جميعا هو متصهين سياسي يحظى بدعم اللوبي الإسرائيلي في بريطاينا وخارجها، ورجل اعمال شريك في استثمارات وشراكات مع إسرائيليين سواء في بريطانيا نفسها او الولايات المتحدة، ويرى ان إسرائيل منارة تقدم في الشرق. هذه هي المؤهلات التي أوصلت ابن ال ٤٢ سنة الى سدة رئاسة الوزراء. تعريفاته الأخرى، بأنه بني البشرة، غير ابيض، من أصول هندية، هندوسي الديانة، الخ، كلها تهويمات ثانوية وهامشية لم تعد جوهرية في تكوينه الحقيقي. جوهره تشكل ويتشكل في عمق المؤسسة البيضاء التي يخدم فيها.
لموضعة قصة سوناك في سياقها الاعرض وتقليم الانبهار الساذج بوصول “هندي الى رئاسة وزراء بريطانيا” نتذكر عبقرية فرانز فانون في كتابه “بشرة سوداء … اقنعة بيضاء” (الصادر في خمسينيات القرن الماضي)، وفيه رسّم التفريق الضروري والحاسم بين لون البشرة وجوهر حاملها. رأى فانون ببصيرة رسولية خارقة كيف ان سوداً كثر، قادة وافرادا ومن اهل المستعمرات، فتنوا بثقافة ومشروع السيد الأبيض وتحول عقلهم وجوههم الى كائنات بيضاء كولونيالية مسخ تحاول تقليد السيد الأوروبي.
وكان من ضمن هؤلاء قادة ومثقفون سود دافعوا عن الاستعمار الأوروبي بضرواة. في المقابل كان هناك مثقفون وكتاب أوروبيين وبيض هاجموا الاستعمار وعنصريته. فكرة فانون، التي ظلت الشواهد طيلة عقود ما بعد صدور الكتاب تتوالى وتُذهلنا في كثرتها، تحررنا من الانجرار الاعمى وراء اللون وتُفكك العنصرية في كل الجهات. ليس مهما اللون، والاصل والمعتقد، الأهم الموقف من المؤسسة الاستعمارية ومشروعها.
عندما جاء باراك أوباما الى البيت الأبيض شهدنا نفس الانبهار الطفولي والترحيب العالمي به لكونه اسود البشرة فقط. قضى ثماني سنوات في الرئاسة اكدت شيئا واحدا فقط، ان ما وراء البشرة السوداء كان هناك ابن ناصع البياض للمؤسسة الحاكمة، ونتاج الدولة العميقة. ولأننا في أمريكا تحديدا، كان هناك دوماً شرط التصهين للوصول الى سدة الحكم. أوباما حقق الشروط كلها.
سوناك يصبح رئيس وزراء البلد الوريث لإمبراطورية لم تكن تغب عنها الشمس. احد رجالاتها كان ونستون تشرشل المتفاخر دوما بسيادة وريادة اللون الأبيض على بقية الاجناس المتخلفة. تشرشل قال علنا انه يكره الهنود لانهم جنس وحشي ودينهم وحشي، ووصفهم بسرعة التكاثر كالأرانب، بما يسوغ تركهم فرائس للمجاعات التي تركتها بريطانيا تضرب الهند لتقلل من اعدادهم. ريشي سوناك لا يشبه ملايين الهنود الذين ماتوا بسبب تلك المجاعات، ثم ثاروا على الإمبراطورية لاحقا، وليس هنديا الا بالشكل الخارجي، بلون البشرة. في حقيقته وجوهره هو نسخة “تشرتشلية” تافهة لونها بني لكن عقلها ابيض وعنصري. هل هذه تهمة مُبالغ فيها؟ كلا، ريشي عنصري لأنه متصهين يقف مع “سيد ابيض إسرائيلي” ضد شعب تحت الاحتلال، وعنصري لأنه يتبنى مواقف متطرفة ضد المهاجرين، نعم المهاجرين، الفئة التي ضمت والديه في ستينيات القرن الماضي عندما وصلوا بريطانيا.