سحب جوائز وفصل صحافيين فلسطينيين في الإعلام الدولي.. والتهمة “معاداة السامية”

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يُحاصر صوت الصحافيين الفلسطينيين في كل مكان سواء بقتلهم عن عمد، أو حتى ملاحقتهم في مكان عملهم لو كانوا في وكالة أجنبية، أو سحب الجوائز التي فازوا بها، من خلال الترصد لهم بالتقارير الكيدية واتهام بـ”معاداة السامية”.
مؤسسة تومسون رويترز سحبت جائزة “كورت شورك” للصحافة الدولية من الصحافية الفلسطينية، شذى حماد، عن فئة “المراسل المحلي 2022″، بعد أيام قليلة من منحها إياها، بسبب تحريض إسرائيلي ضدها بدعوى “معاداة السامية”.
تقارير كيدية ضد الصحافيين الفلسطينيين
“لم أخسر بسحبهم الجائزة، فلطالما فزت بما هو أعظم في كل مرة نزلت بها إلى ميدان العمل، اكتسبت الحب والثقة، اكتسبت البيوت التي كانت تفتح أبوابها لي في كل مرة، اكتسبت حضن الناس وفنجان القهوة، اكتسبت اتصالاً يطمئن علي إذ وصلت بيتي بعد رحلة طويلة”، بهذه الكلمات علقت الصحافية الفلسطينية شذى حماد على سحب مؤسسة تومسون رويترز الجائزة بعدما منحتها إياها.
وقالت حماد في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، إنّه لم يكن هدفي الجوائز يومًا، ولم أعمل على مقال صحفي بغرض الحصول على تقديرٍ دوليّ، لقد عملت دوماً بمهنية عالية، وذلك وفاء للإنسان الفلسطيني وصوته ومعاناته وأفتخر دوماً بنقله، بانحيازٍ كامل لشعبي، وقضيتي، ولفلسطين.
وأشارت حماد إلى أنّه في شهر أيلول (سبتمبر) المنصرم تلقيت “إيميل” من مؤسسة تومسون رويترز يبلغني بالفوز بجائزة “كورت شورك” عن فئة الصحفي المحلي لعام 2022، بناء على تقييم ثلاثة مقالات نُشرت على موقع ميدل إيست آي استعددت للسفر، وكان من المتوقع الوصول إلى لندن في 25 تشرين أول (أكتوبر) الجاري؛ للمشاركة في حفل التكريم المنوي إقامته في 26-27 أكتوبر.
وتابعت: “من مؤسسة الضغط الإسرائيلي ((HonestReporting)، المتخصصة بمراقبة الإعلام الدولي وخاصة الصحفيين الفلسطينيين العاملين فيه، والتحريض عليهم، نشرت مقالًا تحريضيَا تبعه حملة تشهير وتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تويتر، طالبت بسحب الجائزة مني”.
وأردفت حماد: “بعد أقل من يوم على شن الهجمة التحريضية، صدر القرار وقد استجابت رويترز لطلب سحب الجائزة والأمر لم يتوقف هنا، وكان له نتائج أخرى سأتحدث عنها فيما بعد”.
وأشارت الصحافية شذى حماد إلى أنّه ما جرى معي جزء من حملات مستمرة تُشن على الصحافي الفلسطيني العامل في الإعلام الدولي، بهدف عزله عن العالم ومنعه من نقل قضيته وصوت شعبه، لافتًة إلى أنّها أدت إلى فقدان الكثير من الصحفيين عملهم، اليوم أنا تسحب مني الجائزة، وقبلي زملاء فقدوا وظائف عملوا فيها لسنوات”.
معاداة السامية
المصور الصحافي الفلسطيني حسام سالم أوقفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية باتصال هاتفي التعامل معه بذريعة “معاداة السامية”، وهي الحجة التي فصلت الصحيفة ثلاثة صحافيين فلسطينيين أخيرًا بناءً عليها.
وقال حسام سالم لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “بعد سنواتٍ من التغطية تحت النار في قطاع غزة، أبلغتني صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إيقاف تعاملها معي كمصور صحفي حر باتصالٍ هاتفي سريع”.
وتابع سالم: “كما فهمت فيما بعد، اتُخذ القرار بناءً على تقريرٍ أعده محررٌ هولندي- حصل على الجنسية الإسرائيلية قبل عامين- لصالح موقع هونست ريبورتنغ، الذي صرّح لاحقًا بأنه نجح في طرد 3 صحفيين يعملون مع صحيفة نيويورك تايمز في غزة، واصفًا إياهم- وأنا معهم- بمعادي السامية”.
ولفت إلى أن الصحفي الهولندي-الإسرائيلي، تناول في تقريره منشورات، كنتُ قد كتبتُها عبر صفحتي الشخصية في موقع فيسبوك، كوني فلسطينيًا، أدعم فيها صمود ومقاومة شعبي، وأترحم على شهدائنا ممن فيهم ابن عمي، ووصفها بالإرهاب الفلسطيني.
وتابع أن “المدهش في الأمر، أن هونست ريبورتنغ لم تكتفِ بقطع رزقي مع الصحيفة، بل تواصل تحريضها لمعظم الجهات الأجنبية التي عمِلتُ -وأعمل معها- بهدف إلحاق ضررٍ أكبر بي”.
وأوضح أن “صحيفة نيويورك تايمز انحازت بشكلٍ سافر حينما قررت التجاوب مع ما أوردته هونست ريبورتنغ في تقريرها، وأعلنت اتخاذها الإجراءات المناسبة بحقنا بعد يومين فقط من تاريخ نشر التقرير 24 آب (أغسطس) 2022م، لينشر الموقع الإسرائيلي انتصاره بخبر توقيفي عن العمل وزميليَّ معي كذلك”.
ولفت إلى أنه بدأ العمل مع الصحيفة منذ انطلاق مسيرات العودة على حدود غزة مطلع عام 2018م، وشارك مع فريقها لإنجاز تحقيقٍ حول استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار، كما عمل لصالح الصحيفة خلال عدوان أيار (مايو) عام 2021م.
وأكد حسام سالم أن حبل التشويه لصورة الصحافيين الفلسطينيين العاملين مع الإعلام الدولي على الجرّار، وذلك لهدفٍ واحد وهو منع وصول الصورة الحقيقية لما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات لحقوقهم الإنسانية على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي برًا وجوًا وبحرًا.