الجبهة الشعبية تشيد بدور القائد فتحي الشقاقي بذكرى رحيله

غزة- مصدر الإخبارية
ثمن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين حسين منصور، دور “الراحل الدكتور فتحي الشقاقي مؤسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وببصماته التي تركها، والتي أرست فكرًا مقاومًا أصبحت دليلاً ومرشدًا للسائرين على دروب الحرية”.
وتحدث منصور في كلمة باسم القوى الوطنيّة والإسلاميّة خلال لقاءٍ وطني نظمته حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزّة بذكرى استشهاد الشقاقي حمل عنوان “هذا نهجك والشهداء مداد”.
وفي كلمته قال منصور “اسمحوا لي في البداية أن أتقدّم إلى الأخوة في قيادة وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي بالتهنئة بمناسبة حلول ذكرى انطلاقتهم”، موجهًا “تحية إجلال وإكبار إلى روح الشهيد القائد المؤسس والمفكر د. فتحي الشقاقي في ذكرى استشهاده. هذا الشهيد الاستثنائي الذي وهب عمره وفكره وجهده لشعبه ووطنه، وعمل بصمت في مختلف المواقع والميادين، عانى خلالها من ويلات الاعتقال والابعاد والملاحقة، ولم تبهره الأضواء أو المناصب وكمناضل كان على رأس تنظيم الجهاد الإسلامي“.
وتابع، “في حضرة هذا الحشد الكريم فلا يمكننا إلا أن نوجه تحية فخر واعتزاز إلى شهداء مدينة نابلس جبل النار، أبطال عرين الأسود الذين ترجلوا دفاعاً عن الوطن، الشهداء الأبطال وديع الحوح، تامر الكيلاني، حمدي شرف، علي عنتر، حمدي قيمي، مشعل بغدادي، والذين انضموا إلى كوكبة من أبطال المقاومة في الضفة الصامدة خاصة في جنين ونابلس، على خطى القادة الأبطال”.
وأكمل “لا يمكننا في عجالة أن نسرد المحطات النضالية الزاخرة التي عاشها وخاضها المناضل الدكتور فتحي الشقاقي منذ انضمامه إلى النضال منذ نعومة أظافره، وتأسيسه لحركة الجهاد، وانتهاءً باستشهاده، فهو القائد الذي انشغل بهموم شعبه ووطنه والتي من أجلها دفع حياته ثمناً لها، مؤمناً بالوحدة الوطنية مُكرساً جل حياته من أجل إنجازها، الثابت على الثوابت، لم يتغير أو يتبدل ولم يحد يوماً عن مبادئه ومواقفه الوطنية”.
وقال، يشهد له العدو قبل الصديق، وكل من عرفه وتعامل معه، الإنسان المتواضع الغزير الثقافة، والقائد السياسي المتمرس، اللاجئ الذي سكنته أوجاع اللجوء وحددت معالم شخصيته، دمث الخلق، الواضح والصادق المشاعر، الحريص على قيم الحق والحرية، المنحاز دوماً للمصلحة الوطنية العليا، تجسدت في شخصيته أروع معاني النبل والوفاء، فهو الداعي لمواصلة الحوار بين قوى النضال الفلسطيني بهدف تعزيز مرتكزات القوة الأساسية في المسيرة الفلسطينية، والوسائل الكفيلة بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته كأساس لبرنامج وطني يتجاوز أزمات التشرذم العربي ويواصل السير بالقضية في طريقها الصحيح.
ولفت إلى أن “هذه الصفات الكريمة والثابتة جعلت منه أحد أهم المناضلين الذين تركوا في نفوس شعبهم أثراً عميقاً سواءً من ناحية تمترسهم خلف خيار المقاومة والالتفاف حولها في مواجهة العدو الصهيوني، أو في تكريس العمل الوطني الوحدوي، فقد كان بحق دون أي مبالغة رجل الإجماع الوطني، أرسى مبادئ داخل حركة الجهاد الإسلامي”.
وتابع منصور أن الشقاقي “ترك بصماته المؤثرة في كل المحطات الهامة للحركة، وخاصة إعلائها خيار المقاومة، مدفوعاً بروح المسؤولية والحزم، وفي حضرة هذا الحشد نستذكر مواقف الشهيد الراحل ومسيرة حياته وإحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه، وأهمية وعي وإدراك خطورة الاستسلام للأمر الواقع، أو الذهاب إلى مربعات التسوية والمفاوضات، والتي تسببت في إحداث خرق خطير في القضية الوطنية، وأسست للأزمة الوطنية، ونلمس هنا موقفه المبدئي من رفض التسوية والمساومات والتنازلات”.
وقال، لقد كان متمسكاً بالحقوق والثوابت، فهو القائل (نحن نعتقد أن الصراع مستمر ولا يمكن أن تنهيه مفاوضات على إملاء شروط المعتدي القوي على الضعيف)، ولكن رغم ذلك لم يعلي التناقض الداخلي على التناقض المركزي، وهذا ما ميز الشهيد وميز حركة الجهاد، التي ركزت نضالها في مواجهة العدو الصهيوني بعيداً عن خوض أي صراعات داخلية”.
وأشار إلى أن “الشهيد كان من الذين أكدوا دومًا على مركزية قضية فلسطين، وأنها ليست مجرد قضية وطنية فلسطينية فحسب، بل هي قضية قومية وإنسانية تعلو وتسمو على كل القضايا، وآمن الشهيد بالمقاومة المسلحة طريقاً ناجعاً لتحرير فلسطين، ودفع ثمناً لهذه المواقف بالملاحقة والاعتقال والابعاد ومن ثم الاغتيال”.