حصاد حصار الفلسطينيين.. فشل أمني بإخضاع المقاومة وخسائر اقتصادية للاحتلال

خاص – مصدر الإخبارية

سياسة ليست جديدة يتبعها الاحتلال الإسرائيلي في المدن والمخيمات الفلسطينية، وهي سياسة الحصار الخانق، إلا أن استخدامها بات وسيلة جديدة في محاولة لإخضاع المقاومة وأعمالها المتصاعدة في الضفة والقدس المحتلتين وآخرها في مدينة نابلس.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح يرى بأن حصار الاحتلال يأتي بهدف تعكير صفو حياة المواطنين والضغط عليهم لوقف دعمهم الدائم للمقاومة.

وقال الصباح في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إن الاحتلال يحاول إلحاق الضرر الاقتصادي بالمواطنين وتضييق حياتهم، وهو يريد الدفع بالمقاومة لمواجهة ومنع حصولها على حاضنة شعبية من المواطنين.

وأكد أن إطالة أمد الحصار على نابلس والحصار بكافة أشكاله وفي كل المناطق والذي سبق أن استخدمه الاحتلال في جنين وشعفاط، يعطل وصول العمال للأراضي المحتلة مما يشكل ضغط اقتصادي متواصل وإرباك للحياة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية.

وتابع أن تحركات المستوطنين ضد المزارعين والفلاحين خاصة في موسم قطاف الزيتون وتنفيذ الاعتداءات بحقهم له هدف واحد وهو إبعاد وإضعاف الحاضنة الشعبية للمقاومة التي باتت تتزايد في المناطق كافة.

وأردف: “الأمر متوقف على المقاومة وكيف تستطيع منع مثل هذا الدور الذي يحاول الاحتلال لعبه، فعليها أن تكون جزءاً من الفعل اليومي للجماهير وتشاركهم معاناتهم وتخفف عنهم لأنهم حاضنتها، ويجب أن تكون حاضنة وحماية لهم في المقابل”.

وشدد الصباح على أن وحدة المقاومة والوحدة الوطنية والشعبية والتلاحم وإدراك الفعل والعمل بطرق إبداعية هو ما سيجعل الاحتلال يفشل في الوصول لهدفه من الحصار، مضيفاً: “ذاهبون لمثل هذا الحال في مرات أخرى ومسؤولية السلطة والفصائل ونقابات العمال والنقابات المهنية العمل على وضع حلول لمنع تدهور الأوضاع جراء الحصار”.

وفي حديثه عن سحب الاحتلال تصاريح لعمال من نابلس، أكد المحلل السياسي أن ذلك يؤثر على الاحتلال أكثر مما يؤثر على العمال أنفسهم وهو ما يدركه الاحتلال وفشل في تنفيذه خلال حصار شعفاط ومنعه العمال من الوصول لعمالهم، مما أضر باقتصاده وحياته اليومية التي تعتمد على العمال الفلسطينيين بشكل أساسي.

غزة سابقاً.. نابلس لاحقاً

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان قال إن الشعب الفلسطيني يرزخ تحت الاحتلال منذ عقود ولم يستطع النيل من عزيمته ومقاومته.

وتابع عدنان في تصريح لمصدر الإخبارية: “منذ سنوات والاحتلال يشدد الخناق والحصار على غزة، فهل رضخ شعبنا وهل رفع الراية؟ أدعو دائماً لكسر الحصار عن نابلس، وإن شاء الله تعالى لن تنكسر ولن ينال منها الاحتلال”.

عضو المجلس الثوري والناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ديمتري دلياني بيّن أن حصار الاحتلال سياسة عقاب جماعي مارسها من اليوم الأول لإقامة دولته عام 1948، مشيراً إلى أن الهدف من هذه السياسة ذات الجذور السادية محاولة كسر الإرادة الفلسطينية.

وأضاف دلياني لشبكة مصدر الإخبارية تن “الاحتلال غبي ولن يتعلم أن أي نوع من العقاب الجماعي يزيد روح المقاومة والتمسك بها كما يزيد فعلها”.

وأردف: “منذ إقامته كان الاحتلال يحاصر القرى ويمنع أهالي الداخل من التنقل إلا بتصريح لتزداد عمليات المقاومة  ضده، والأمر ذاته تكرر في الانتفاضة الأولى والثانية زادت، والأن يكرر نفس الجريمة ويتوقع نتيجة مختلفة وهو الغباء بعينه، عدا أن أنها لجريمة مخالفة لجميع القوانين والمواثيق الدولية”.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني عشر على التوالي الحصار والتضييق الخناق على المواطنين في مدينة نابلس، بالضفة الغربية المحتلة، في إطار إجراءات تهدف لتضييق الخناق على مجموعة “عرين الأسود”.

وأغلق جيش الاحتلال، غالبية الحواجز الرئيسية والفرعية ومنعت المواطنين أمام حركة المركبات من داخل نابلس إلى خارجها.

ويمنع جيش الاحتلال، حركة المركبات في الكثير من الأحيان عبر الحواجز والطرق المختلفة، وخاصة في قرى جنوب وشرق المحافظة.