زيارة وفد حماس إلى سورية.. مهمة في وقت دقيق

أقلام – مصدر الإخبارية
زيارة وفد حماس إلى سورية.. مهمة في وقت دقيق، بقلم الكاتب الفلسطيني معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
يزور قادة حماس سورية اليوم، في خطوة تقوم بها الحركة من أجل إعادة بناء العلاقات مع دمشق، خاصة عقب القطيعة التي دامت بين سورية وحركة لسنوات، وبات واضحًا أن حركة حماس تقوم بتطبيع العلاقات مع سورية بناء على توجهات إيرانية، حيث ترغب طهران في توحيد لواء الدول والجماعات الداعمة لها تحت لواء واحد وفي إطار تنظيمي مركزي واحد.
ما الذي يجري:
وصل وفد من حركة حماس اليوم إلى سورية، في زيارة هي الأولى منذ قطع علاقتها مع دمشق قبل أكثر من عشر سنوات إثر اندلاع النزاع في البلاد.
وكانت حماس تُعد من أوثق الحلفاء الفلسطينيين للرئيس بشار الأسد، وجعلت من دمشق مقرا لها في الخارج طيلة سنوات، قبل أن تنتقد قمع السلطات للاحتجاجات التي عمّت البلاد بدءاً من منتصف آذار (مارس) 2011، وتنقطع العلاقة بين الطرفين.
ويلتقي وفد حماس برئاسة رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية الأسد ظهر الأربعاء، من ضمن وفد يضم ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، على أن يعقد ممثلوها مؤتمراً صحافياً إثر اللقاء.
تطورات سياسية:
وتأتي زيارة حماس الى دمشق بعد إعلان قيادتها الشهر الماضي عن رغبتها باستئناف العلاقات مع دمشق، على ضوء “التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تحيط بقضيتنا وأمتنا”.
حديث حركة حماس عن هذا التعاون في قاموسها السياسي لم يحدد بالضبط ما هي هذه التطورات ، غير ان بعض من الصحف ووسائل الإعلام أشارت لعملية التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل ، وهو ما مثل نقطة ضغط استراتيجية لحماس سعت من ورائها لتوثيق تحالفاتها مع ما يمكن وصفه بحلفاء إيران بالمنطقة.
وسبق زيارة وفد حركة حماس لدمشق، لقاءات مع مسؤولين سوريين، بوساطة من حزب الله اللبناني، وهي اللقاءات التي تصاعدت أهميتها خلال الآونة الأخيرة.
وحافظت الحركة على علاقة جيدة مع حزب الله. ورغم خلافه معها حول موقفها من دمشق، لطالما اعتبرها جزءاً من “محور المقاومة” الذي يضم أيضاً دمشق وطهران وفصائل عراقية.
تعليق غربي:
بعض التقارير الغربية تناولت عودة العلاقات بين حماس وسورية. وفي تقرير لمجلة إيكونوميست الدولية قالت أن هذا التقارب مع إيران يأتي في وضع باتت فيه حركة حماس مهتزة، وفي داخل الأراضي الفلسطينية لا تزال تحاول تأكيد تفوقها على “فتح” .
وهناك تحدٍ صعب للغاية تسعى الحركة للقيام به، يتمثل في رغبتها السياسية في تدشين وبناء مقرات خاصة بها، في قطر او الجزائر مثلا، وهو ما دفعها للتقارب مع سورية بالنهاية.
غير ان المجلة الدولية أشارت صراحه لوجود خلافات استراتيجية بين عناصر من الحركة بشأن هذه الخطوة، مستدلة على ذلك بحديث وتغريدات القيادي في الحركة نواف التكروري الذي هاجم هذا التحرك لحماس باتجاه سورية، قائلا انه تحرك باتجاه نظام يواصل استخدام كل أنواع الجريمة والقتل ضد الشعبين السوري والفلسطيني.
تقدير استراتيجي:
في النهاية بات من الواضح أن التحركات السياسية والاستراتيجية في العالم توثر بصورة أو بأخرى على منظومة العلاقات السياسية والاستراتيجية لحركة حماس ، الأمر الذي يزيد من دقه هذه الخطوة ويزيد من حجم التحولات والتغيرات بالمنطقة.
أقرأ أيضًا: حديث مسؤول لمحافظ نابلس.. بقلم: معتز خليل