صادم جداً ومثير للقلق.. بقايا قطع بلاستيكية في حليب الأم، ما الحقيقة؟

وكالات – مصدر الإخبارية

عثر باحثون إيطاليون على آثار بلاستيكية في حليب الثدي البشري، في أمر مثير للقلق، ونصحوا النساء الحوامل بتجنب أي طعام أو شراب أو كريم للوجه أو معجون أسنان يأتي في عبوات بلاستيكية.

وتعتبر هذه القطع الصغيرة البلاستيكية والتي عرفها الباحثون باللدائن الدقيقة هي بقايا من المواد التي يصنعها الإنسان، والتي تترسخ في حليب الأمهات وظهرت بثلاثة أرباع الأمهات الخاضعات للدراسة، والتي يتناولنها دون علمهن.

واكتشف العلماء سابقا اللدائن الدقيقة في الرئتين والأدمغة والدم لكل من الأحياء والموتى، وتم ربطها بتطور السرطان وأمراض القلب والخرف، فضلاً عن مشاكل الخصوبة.

وأظهر الباحثون مخاوفَ من أن يتسبب ذلك إلى ولادة أطفال يعانون من نقص الوزن بشكل خطير.

وفي يناير، وجدت دراسة صينية أن تراكم BPA أثناء الحمل يمكن أن يدخل المشيمة، ما يزيد من خطر ولادة الطفل ناقص الوزن.

وتتخذ العديد من الشركات الآن إجراءات لإزالة BPA، وأوفت نستله مؤخراً بتعهدها بالتوقف عن وضعها في منتجاتها، وقامت هاينز بإزالة المادة الكيميائية من جميع منتجاتها في المملكة المتحدة.

ويذكر أنه في ديسمبر 2020، صدر تقرير عن جمعية الغدد الصماء المتخصصة في صحة الهرمونات إلى أن التلوث الواسع النطاق من البلاستيك له آثار صحية مقلقة، ما قد يساهم في مرض السكري والاضطرابات الإنجابية والعيوب العصبية للأجنة النامية.

وافترضت إحدى الدراسات الكندية، التي نُشرت عام 2019، أن الشخص العادي يستهلك ما لا يقل عن 100000 جزيء من البلاستيك الدقيق كل عام.

وتقول الدكتورة هيذر ليزلي باحثة اللدائن الدقيقة سابقاً في جامعة أمستردام: “من الممكن أن يحاول الجهاز المناعي مقاومة هذه الجسيمات الغريبة، ولكن نظرا لصعوبة تكسير البلاستيك، يمكن للجهاز المناعي أن يفرط في التسبب في التهاب الأعضاء، وبالتالي التسبب بالأمراض المزمنة مثل السرطان، لذلك يمكن أن يكون البلاستيك الدقيق هو السبب الصامت وراء بعض هذه الحالات”.

وفي مايو، فحص باحثو جامعة أمستردام 22 شخصا ووجدوا أن كلا منهم يحتوي على ما يقرب من عُشر غرام من البلاستيك في دمه، إلا أن علماء قالوا “هذا مبالغ فيه بسبب عيوب في البحث”

وقال البروفيسور ريتشارد لامبيت خبير اللدائن الدقيقة في المركز الوطني لعلوم المحيطات: “العديد من الباحثين مذنبون باستخدام أساليب التخويف”.

في المقابل لا يوجد دليل واضخ أن جسيمات البلاستيك الدقيقة تؤدي إلى تلف الخلايا.

وقال البروفيسور فرانك كيلي خبير صحة المجتمع في إمبريال كوليدج لندن والمتخصص في التلوث: “تنتشر المواد البلاستيكية الدقيقة في الهواء في كل مكان حولنا، وما لم يتم إجراء هذه الدراسات في غرفة معقمة تماما، لا يمكننا استبعاد أن تكون هذه العينات تلوثت داخل المختبر”.

وأضاف “إذا ابتلعنا البلاستيك مهما كان صغيراً، فمن المرجح أنه سيخرج في المرحاض”، وتابع “وما زلت أرى دليلا على أن جزيئات البلاستيك يمكنها تجاوز الرئتين دون السعال أو العطس”.

وعن رأي منظمة الصحة العاليمة فإنه وفي عام 2019، خلصت إلى أنها لم تجد أي دليل على أن المواد البلاستيكية تتراكم في الجسم أو تشكل خطراً على البشر.

وإن ما يثير القلق هو المواد الكيميائية الموجودة على سطح الجزيئات الصغيرة، والأكثر إثارة للقلق من هذه المواد الكيميائية هو Bisphenol A (BPA)، والذي يستخدم لتصليب البلاستيك، ويمكن أن تحاكي BPA هرمون الاستروجين الأنثوي، ما يغذي المخاوف من أن التعرض المفرط يمكن أن يؤثر على الخصوبة.

ويذكر أن البلاستيك الدقيق عبارة عن قطع بلاستيكية يقل طولها عن خمسة ملليمترات، ويأتي معظمها من المواد البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة مثل الزجاجات وتغليف المواد الغذائية، والتي تتحلل ببطء.

وتشير الدراسات إلى أنه تم العثور على اللدائن الدقيقة في كل مكان، حتى في الثلج وعلى قمة جبل إيفرست، لكن العلماء يهتمون أكثر بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الطعام والماء والهواء من حولنا.

اقرأ أيضاً: علماء يثبتون: حليب الأم قد يحمي الأطفال من فيروس كورونا !