حلاقة الرأس على الصفر.. أسلوب نضالي مبتكر لإرباك الاحتلال بالقدس

غزة- سماح سامي
حلاقة شعر الرأس على الصفر واستعمال اسم عدي وتكثيف الاتصالات على مراكز الشرطة الإسرائيلية ببلاغات وهمية، جميعها أساليب ابتكرها المقدسيين مؤخرا، كنوع من المقاومة الشعبية في نضالهم مع الاحتلال الإسرائيلي بجانب المقاومة المسلحة.
وأقدم المئات من شباب القدس المحتلة، على حلق شعر رؤوسهم بالكامل، لتظليل قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء بحثتها عن الشاب عدي التميمي(23عاما) الذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية “شعفاط”، التي وقعت الأسبوع الماضي، وأدت لمقتل مجندة وإصابة إثنين آخرين، أحدهما بجراح خطيرة.
وأصبحت الحلاقة على الصفر هي الموضة الدارجة هذه الأيام في مدينة القدس المحتلة للتضامن والتمويه مع الشاب المطارد، وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من داخل أحد صالونات الحلاقة يظهر عددا من الشبان الفلسطينيين يحلقون رؤوسهم تماما، مما أثار جدلا داخل الأوساط الإسرائيلية.
#شاهد| شبان من بلدة الطور شرق #القدس يحلقون رؤوسهم تضامنًا مع أهالي مخيم #شعفاط pic.twitter.com/zQ17nL5ouD
— مصدر الإخبارية (@msdrnews1) October 16, 2022
وشكل هذا الأسلوب التضامني المقاوم من جانب شبان في مخيم شعفاط، حافزا للفلسطينيين لاستعادة جزء من ذاكرتهم الوطنية، فقد استذكر العديد منهم فعلا مشابها وقع أثناء ثورة عام 1936 ضد الانتداب البريطاني، حيث كان الثوار الفلسطينيون في ذلك الوقت، يتلثمون بـ “الكوفية” البيضاء والسوداء، من أجل إخفاء هوياتهم خلال تنفيذ عمليات ضد قوات الانتداب.
وتضامنا مع الثوار، بدأ سكان فلسطين في ارتداء الكوفية، لتصعيب مهمة سلطات الانتداب في ملاحقة الثوار والعثور عليهم.
وبالتزامن مع تلك الأساليب المبتكرة من أهالي القدس المحتلة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مطبق على مخيم شعفاط شمال المدينة، حيث تشهد أحياؤها توترا كبيرا، فمنذ وقوع العملية، يشهد مخيم شعفاط اشتباكات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، فيما نفذ جيش الاحتلال عمليات اقتحام متكررة لمنازل الفلسطينيين هناك بحثاً عن منفذ العملية.
وذكرت تقارير عبرية أن الهدف من وراء قيام شبان شعفاط بهذا العمل، هو مقاربة أشكالهم بالشاب عدي التميمي، المتهم تنفيذ عملية حاجز شعفاط، من أجل منع قوات الاحتلال من الوصول إليه.
أساليب مبتكرة
الناشط المقدسي خضر الدبس أكد أن حلاقة شعر الرأس على الصفر، والاتصالات المكثفة على قوات الاحتلال الإسرائيلي للشكوى من أصوات الطائرات “الزنانة” والمناداة باسم عدي، كلها أساليب تأتي في إطار إرباك الاحتلال.
وقال الدبس لشبكة مصدر الإخبارية إن شباب القدس المحتلة أرادوا بأساليبهم المبتكرة أن يظللوا ويربكوا قوات الاحتلال الإسرائيلي حين بحثهم عن منفذ العملية، مضيفا أن ابداعات الشباب النضالية مستمرة ولن تتوقف طالما أجهزة الأمن الإسرائيلية تطور من أساليبها القمعية والانتقامية ضدهم.
وأشار إلى أن أعمال الشباب في القدس المنوعة، تعقد عملية البحث عن الشاب المطارد، لافتا إلى الشباب كلهم على قلب رجل واحد، يحرصون أن لا يمس أحدا منهم أي أذى من الاحتلال الإسرائيلي، لذلك يدافعون عن المطلوبين للاحتلال بوسائل وأساليب حماية نضالية جديدة.
اقرأ/ي أيضا: عودة الحياة لطبيعتها السبت.. بيان من أهالي شعفاط حول تعليق العصيان المدني