الحصار الإسرائيلي لنابلس يخنق المواطنين ويعيق حياتهم

خاص- مصدر الإخبارية
يتواصل الحصار الإسرائيلي على مدينة نابلس منذ عدة أيام، بعد تزايد العمليات المسلحة التي ينفذها أبنائها ضد قوات الاحتلال والمستوطنين الذين يقتحمون منطقة قبر يوسف بشكل شبه يومي.
أدى الحصار الإسرائيلي إلى تعطيل معظم مظاهر الحياة في المدينة، وأخّر تنفيذ المواطنين لمهامهم اليومية، وأدى إلى تعطيل العملية الدراسية في عدد من الجامعات والمدارس.
تقييد للحركة وتعطيل الحياة في نابلس
الشاب إبراهيم فخر الدين، يشير في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إلى أن وصوله للعمل في قرية تقع على أطراف المدينة بات أمراً شبه معجزة بشكل يومي، بسبب كثرة الحواجز الإسرائيلية والمعيقات والتفتيش الذي يستمر لعدة ساعات.
ولفت إلى أن الحواجز والقوات الإسرائيلية تنتشر في كل مكان، حيث يتعرض الجنود للأهالي ويستفزوهم بشكل كبير دون مراعاة لحالة كبار السن والأطفال والنساء، مشيراً إلى أن أبناء عائلته طلبة المدارس والجامعات يعانون صعوبة بالغة في الوصول إلى وجهاتهم وهو ما ينذر بخطر كبير على مستقبلهم الدراسي.
أما محمد الهندي من سكان نابلس أفاد لشبكة مصدر الإخبارية أنه احتاج قبل يومين لأكثر من ستة ساعات من أجل الوصول لمنزله بعد أن كانت الطريق تستغرق 30 دقيقة فقط خلال الأيام التي سبقت الحصار.
وبين أن التأخير يعود لكثرة الحواجز والتفتيش، داعياً الجهات الحقوقية والدولية للتدخل ووقف هذه الإجراءات غير القانونية والتي تنتهك أبسط حقوق المواطنين وتفقدهم الأمان والأمن.
إعاقة نقل البضائع والتجارة
التاجر هاني زكريا، من قرية اللبن الشرقية قضاء نابلس، يقول لشبكة مصدر الإخبارية إن أعماله التجارية تعطلت بشكل شبه كامل نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض على المدينة.
ولفت إلى أنه يواجه صعوبات كبيرة في نقل البضائع والتنقل بين القرى كالمعتاد، مبيناً أنه يعمل في تسويق وبيع المواد الغذائية بأصناف متعددة. هذا يتطلب منه تحريك عدة شاحنات على قرى مختلفة داخل المحافظة، مبيناً أن ذلك بات مستحيلاً في ظل تشديد الحصار والتفتيش الكبير.
ويلفت التاجر إلى أنه تجارته مهددة بخسائر كبيرة نتيجة استمرار ذلك الوضع، موضحاً أن خسر آلاف الشواكل خلال الأيام الماضية حاله كحال بقية التجار العاملين بالمحافظة.
وألقت إجراءات الحصار بظلالها أيضاً على العمال الفلسطينيين وتسببت بتكبدهم خسائر عالية.
وقال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، إن الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة نابلس شمال الضفة “يتسبب بالمآسي للطبقة الفلسطينية العاملة”.
ولفت إلى أن “نحو 200 عامل من نابلس مُنعوا من التوجه الى أماكن عملهم، بسبب الإغلاق المستمر”.
وبين سعد أن هذه الإجراءات تأتي “ضمن سياسة ينتهجها الاحتلال لقطع لقمة العيش التي يعتاش منها العامل الفلسطيني، ضمن ظروف اقتصادية صعبة”.
تشديد حصار نابلس مع تزايد العمليات المسلحة
وبدأ تشديد الحصار على مدينة نابلس بشكل فعلي منذ عدة أيام بسبب تزايد العمليات المسلحة التي تنطلق منها ضد جيش الاحتلال، وتبنى أغلب تلك العمليات مجموعات “عرين الأسود” التي أعلنت انطلاقها وبدء عملها قبل عدة أسابيع.
وخلال الأيام الماضية، تبنت مجموعات “العرين” عدة عمليات إطلاق نار ضد جنود الاحتلال والمستوطنين مما أدى لوقوع عدة إصابات في صفوفهم، بحسب إعلان الجيش الرسمي.
وأعلن المواطنين أكثر من مرة الإضراب والعصيان المدني في وجه إجراءات الاحتلال كما حولت بعض الجامعات الدوام إلى الإلكتروني بدلاً من الوجاهي للتغلب على إجراءات الاحتلال.