أهالي غزة غير متفائلين باتفاق المصالحة الفلسطينية

خاص- مصدر الإخبارية

يترقب الفلسطينيون في قطاع غزة، بحالة من عدم التفاؤل ما سينتج عنه اتفاق المصالحة الوطنية الذي تم توقيعه بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر.

ويعود عدم تفاؤل المواطنين بسبب كثرة الخيبات التي عاشوها خلال السنوات الماضية، إثر تنصل الفصائل من تنفيذ الاتفاقات السابقة التي تخص المصالحة.

فشل جهود المصالحة الفلسطينية كل مرة

الشاب إبراهيم عياد من حي الشجاعية شرقي قطاع غزة، يقول لشبكة مصدر الإخبارية، إنه عاش خلال السنوات الماضية أكثر من مرة إحساس التفائل بإنجاز المصالحة الفلسطينية، لكنّ آماله كان تخيب بعد إعلان فشل الجهود كل مرة.

ويتابع الشاب حديثه، لست متفائلاً هذه المرة، فلن تختلف عن سابقاتها لأن إنجاز المصالحة يحتاج لإرادة جدية وهو ما تفتقده الفصائل الفلسطينية بشكل كبير، هذا يبدو واضحاً من خلال تفرد كل طرف بالمنطقة التي يحكمها وإصراره على تغييب الشعب والمواطنين وجعلهم في ذيل أولوياتهم.

ويضيف إلى أن الانقسام أكل عمر الشباب وأفنى عمر المسنين وقتل الأطفال، لأسباب متعددة، مشيراً إلى أنه لم يجرب الانتخابات أو الادلاء بصوته حتى بسبب تفرد كل طرف بمنطقته وإصرارهم على تدمير الشعب وتدجين المواطنين.

هجرة بسبب الانقسام

وبسبب الانقسام الفلسطيني لجأ الشباب في غزة والضفة الغربية للهجرة بمحاولة للخلاص الفردي من آثاره، يقول الشاب سامي عاصي المتواجد حالياً في تركيا، إنه وصل لتلك البلاد عام 2016 وأسس مشروعاً لبيع الملابس برفقة 3 من أصدقائه.

ولفت إلى أن الوضع في قطاع غزة الذي يقطن لا يطاق، بسبب الحصار والانقسام، الذي تم صناعته داخلية وبات كابوساً يلاحق كل الناس بكل وقت، حيث يعانون في أبسط تفاصيل حياتهم.

ويشرح المعاناة التي تتمثل بصعوبة الحصول على الأوراق الرسمية لأهالي قطاع غزة وصعوبة تصديق الاوراق من رام الله لأسباب غير منطقة، مضيفاً أن هناك معاناة في التعليم والعلاج والحصول على الطعام والسفر والتنقل وكل شيء، متسائلاً إلى متى يمكن أن يظل الحال على ما هو؟.

ولفت الشاب عاصي، إلى أنه ملّ من متابعة كافة جولات المصالحة، مبدياً عدم تفاؤله من الجولة الحالية التي انتهت في الجزائر، مع توقعات بعدم تنفيذ الأطراف ما تم الاتفاق عليه.

غياب للمصالحة الفلسطينية

وتعاني الأراضي الفلسطينية منذ صيف 2007 من انقسام سياسي تسببت به حركتي حماس وفتح، حيث تفردت الأولى بحكم قطاع غزة فيما سيطرت الثانية على الضفة الغربية.

ومنذ وقوع الانقسام زاد حياة المواطنين صعوبة، لاسيما في قطاع غزة التي عانت إضافة لآثار الانقسام من حصار إسرائيلي خانق جاء على كافة مناحي الحياة.

ومنذ وقوع الانقسام انطلقت عدة مبادرات عربية ودولية ومحلية لرأب الصدع واستعادة الوحدة الوطنية لكنّ كل الجهود فشلت بسبب تعنت الأطراف وعدم جديتها في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل لها والتوقيع عليها.

وفي أكثر من مرة فشل الفلسطينيون في تتويج الاتفاقات التي تم التوصل لها، وكانت آخر مرة عام 2021 حيث ألغى الرئيس محمود عباس الانتخابات التشريعية قبل أيام من موعد عقدها، بعد أن تمت كافة مراحل العملية الانتخابية بسبب عدم التمكن من عقدها بمدينة القدس.