عرين الأسود.. نموذج نضالي جديد في الضفة يُحلق خارج سرب الفصائل

صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
تتصدر “مجموعة عرين الأسود” في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة أبرز العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بعيداً تقاليد العمل الفلسطيني المسلح المنطوي تحت دائرة الفصائل، ما يشكل مصدر إزعاج كبير لقيادة الاحتلال وأجهزته الأمنية، وسط تخوفات من تأسيسها لحالة ثورية جديدة لدى مجموعات أخرى في باقي المناطق الفلسطينية.
وبرزت المجموعة بسلسلة عمليات فدائية ومطاردات ضد قوات الاحتلال من خلال التصدي للاقتحامات لمدينة نابلس واستهداف الحواجز العسكرية المحيطة بها، حيث نجحت بقتل أكثر من 22 جندياً إسرائيلياً في عمليات متفرقة، كان أخرها قتل جندي قرب مستوطنة شافي شومرون شمال غرب نابلس يوم الأربعاء 12 تشرين أول (أكتوبر) الجاري.
ومع تصدر “عرين الأسود” للعمليات الفدائية في الضفة المحتلة يتساءل الكثيرين حول “طبيعة الأفراد المنطوين ضمنها؟ وما أبرز نقاط قوتها وضعفها؟ وهل تصبح نموذجاً يلاقي رواجاً في جميع مدن الضفة؟”.
ويقول الخبير في الشأنين الفلسطيني والإسرائيلي بلال الشوبكي إن” عرين الأسود تُشكل جزء من الحالة العامة في الضفة المحتلة من تشكيل لمجموعات مقاومة للاحتلال الإسرائيلي بعيداً عن الفصائلية”.
ويضيف الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “عرين الأسود تعتبر الأكثر تنظيماً بين المجموعات الأخرى نتيجة عدة عوامل ناتجة عن البيئة الناتجة تفكيك الفصائل المسلحة الإسلامية واليسارية وملاحقتها وعدم السماح لها بالعمل، ما دفع أفرادها بالانخراط بمجموعات لا تنتهج الفصائلية أسلوباً رئيسياً”.
ويشير إلى أن “عرين الأسود هي مزيد من عدة فصائل جميعهم هدف واحد عبارة عن مقاومة الاحتلال والتصدي لجرائمه”.
ويبين أن “العمل المقاوم في الضفة دخل بمرحلة جديدة قائمة على تحييد الحزبية والفكرية والأيدلوجية لصالح النضال الوطني الفلسطيني”.
ويؤكد أن “تحييد الحزبية يعتبر عامل قوة للمقاومة في الضفة، على اعتبار أننا نمر بمرحلة تحرر ولسنا بحاجة أساسية للأحزاب إلا بعد الاستقلال وبناء الدولة”.
وشدد على أن الاحتلال يعمل حالياً لتحييد الجماهيرية عن العمل النضالي في الضفة والقدس المحتلتين لأن المواجهة الجماهيرية يمكن أن تؤدي لانهيار المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي خلقها الاحتلال هناك، لاسيما وأنه يصعب السيطرة عليها وتوقع القادم منها”.
من جهته رأى الخبير العسكري يوسف شرقاوي أن “عرين الأسود تُشكل مجموعة تحدي أكثر من كونها مجموعة مقاومة كونها تفتقر للحاضنة الشعبية والتنظيم الحزبي”.
وقال شرقاوي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” عرين الأسود استطاعت رغم غياب الطبيعية التنظيمية أن تكون مصدر ازعاج للاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات جريئة ونوعية”.
وأضاف أن “غياب الحاضنة والحزبية عن عرين الأسود سببه طبيعة الوضع الأمني في الضفة والتنسيق الأمني ما بين الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية”.
وأشار إلى أن عرين الأسود تحظى بالتعاطف الشعبي وليس الحاضنة متوقعاً انتهاج العديد من المجموعات المسلحة في الشارع الفلسطيني نهجها خلال الفترة القادمة مع إيمان عدد كبير من الجماهير بالعمل المقاوم للاحتلال.
من جهته، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي أمين أبو وردة أن عرين الأسود والمجموعات الأخرى في الضفة تشكل مصدر قلق كبير للاحتلال من تحركاتها المفاجئة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وقال أبو وردة في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية إن” عرين الأسود وباقي المجموعات تشكل نموذجاً جديداً للعمل المقاوم في الضفة ما أثار قلقاً في الأوساط الإسرائيلي نتيجة التوجه الفلسطيني نحو العمل المسلح مع فشل الحلول السياسية.
وتوقع أن يواصل الاحتلال وأجهزته الأمنية عمليات التوغل والاغتيال بحق مقاومي الضفة في محاولة مسبقة لمنع وقوع عمليات جديدة ضد قواته.