حصار مخيم شعفاط يهدد بكارثة إنسانية ومساع دولية لرفعه

غزة-سما المبحوح

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم السادس على التوالي فرض حصارها على أكثر من 130 ألف مواطن من مخيم شعفاط وبلدة عناتا ورأس خميس ورأس شحادة وضاحية السلام، شمال شرقي مدينة القدس المحتلة، رغم الشائعات الإسرائيلية بفتح الحاجز المقام على مدخل المخيم تدريجيا منذ ساعات الصباح.

وفرض الاحتلال الحصار على المخيم وأحيائه بزعم تنفيذ أحد أبنائه عملية إطلاق نار على حاجز عسكري على مدخل المخيم، أدى لمقتل مجندة وإصابة عنصري أمن بجراح مختلفة.

وبالتزامن مع ذلك، أعلن أهالي المخيم “العصيان المدني” رفضا للحصار والعقاب الجماعي المفروض عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي رافقه إضراب للعمال ومدارس المنطقة، مع فتح المحلات التجارية الأساسية فقط (المخابز، والصيدليات، والمواد التموينية).
أكدوا استمرار الاعتصام السلمي رغم محاولات شرطة الاحتلال استفزاز المعتصمين وجرهم إلى دائرة العنف، لكسر الاعتصام وتشويه صورة المعتصمين.

أوضاع إنسانية كارثية

الناشط المقدسي من مخيم شعفاط رمزي أبو يزن أكد أن الأوضاع الإنسانية في مخيم شعفاط وأحيائه غاية بالسوء، نظرا للحصار المفروض على المواطنين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، منذ أيام.

وأوضح أبو يزن لـ “الاستقلال” أن الاحتلال يفرض عقاب جماعي على قرابة 130 ألف مواطن داخل مساحة تقدر بـ 2كم2، ما يؤدي لمضاعفة معاناتهم، مبينا أن الحصار أدي لتعطيل العملية التعليمية بالكامل، حيث أن الطلاب لا يستطيعون التوجه إلى مدارسهم داخل وخارج المخيم في بيت حنينا والبلدة القديمة وغيرها.

وأشار إلى أن الحصار يهدد حياة أكثر من 300 مريض فشل كلوي، إذ لا يستطيعون الخروج من المخيم للمستشفيات الإسرائيلية ومستشفى المطلع؛ لإجراء عمليات غسيل الكلى، كما يمنع الاحتلال دخول سيارات الاسعاف لداخل المخيم.

ولفت إلى أن شح المواد الغذائية في بقالات المخيم، لاعتماد سكانه على السلة الغذائية خارجه، لعدم توفر بدائل لديهم، مشيرا إلى أن الاحتلال يمنع حرية الحركة والتنقل، بإغلاقه الحواجز الشرقية والغربية للمخيم.

وأكد على مخاوف الأهالي من حدوث مكرهة صحية وانتشار الأمراض، لتجمع النفايات في شوارع المخيم، لتعطيل عمل عمال بلدية الاحتلال وعمال “أونروا”.

وشدد على اتباع الاحتلال الإسرائيلي لأسلوب “الخديعة” والمسرحية بإطلاق شائعات عن تخفيف الحصار وفتح الحواجز، مؤكدا أن ذلك ترافق مع زيارة مسؤول أممي، وسرعان ما يعيد إغلاق الحواجز وإعادة الوضع كما هو.

اقرأ/ي أيضا: قوات الاحتلال تواصل حصار مخيم شعفاط وعناتا لليوم السادس

بدوره، أكد المحامي المقدسي مدحت ديبة أنه تقدم ومجموعة من المؤسسات والمنظمات الحقوقية بكتاب احتجاج وشكوى على اغلاق مخيم شعفاط وعناتا، لوزير الأمن الداخلي ومدير الشرطة والمستشار القضائي بالحكومة الإسرائيلية؛ لرفع الحصار المفروض على المخيم، نظرا لما ينتج عنه من معاناة.

وأوضح ديبة في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية أنهم تلقوا رد مبدئي من الجهات الإسرائيلية بمتابعة الأوضاع بالمخيم، دون أي إجراء فعلي آخر، مبينا أن بعد هذا الرد “الركيك” وغير الإنساني، شكلوا فريق حقوقي لتقديم التماس ومتابعة الملف في محكمة العدل العليا الإسرائيلية.

وأشار إلى أنهم ماضون في الإجراءات القانونية داخل المحاكم الإسرائيلية كشرط أساسي، لرفع قضية المخيم والوضع الإنساني للأهالي بالمحاكم الدولية، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية كاليونيسف وأوشتا والسفارة الامريكية، تتابع الأوضاع بالمخيم وعلى علم بما يحدث.

وشدد على عدم وجود أي مسوغ قانوني لإغلاق مداخل المنطقة، وحرمان الناس من التنقل والحركة، فحتى القوانين الإسرائيلية تكفل حرية العبادة، والعلاج، والتنقل والحركة، مؤكدا أن ما يجري هو تنكيل وعقاب جماعي بحق أهالي المخيم.