العصيان المدني.. مقاومةٌ شعبية على طريق الكرامة والتحرير
خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
أعلن أهالي بلدة شعفاط شمال شرقي مدينة القدس العصيان المدني، استنكارًا ورفضًا لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وزيادة حِدة انتهاكاته بحق الممتلكات والمنازل.
عصيانٌ مدني، بدأ يمتد للعديد من المُدن الفلسطينية حيث أعلنت طولكرم تضامنها مع بلدتي شعفاط وعناتا، اللتان تشهدان مواجهات مستمرة على مدار الساعة بين شبان فلسطينيين لا يملكون في أياديهم إلا الحجر والمقلاع، وفي المقابل يقف أمامهم عشرات الجنود الإسرائيليين المُدججين بأحداث أنواع الأسلحة الفتّاكة.
ويُعرف العيان المدني على أنه مُخالفة لقوانين وطلبات وأوامر مُحددة لحكومة أو قوة قائمة بالاحتلال دون اللجوء للعنف، وهو أسلوبٌ من الأساليب المركزية للمقاومة السلمية الشعبية وأحد الطُرق التي يتمرد فيها المواطنون على القوانين الجائرة بحق نيل الحقوق المدنية والحصول على حياة كريمة.
يقول أمين سر حركة فتح إقليم نابلس محمد حمدان، إن “المطلوب فلسطينيًا في ظل الحصار الإسرائيلي الذي تُعاني منه مدينة القدس هو تعزيز وحدة العمل الوطني بشكلٍ كامل بما يشمل فصائل العمل الوطني والإسلامي ومؤسسات المجتمع المدني للوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتلال”.
ودعا حمدان في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، المواطنين إلى كسر حاجز الخوف ورفض جميع جرائم الاحتلال، بما سيدفع بأبناء شعبنا إلى الوحدة الحقيقية بين جميع فعاليات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني كمقدمةٍ لإنهاء الانقسام.
وطالب أمين سر حركة فتح في نابلس، أبناء شعبنا للالتفاف خلف القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس بهدف رفع كُلفة الاحتلال واستنزاف قدراته وقوته العسكرية وضرب بُنية الجيش الإسرائيلي في مدينة القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
وشدد على أن الوحدة الوطنية في كل الساحات هي الركن الأساسي لإنجاح العصيان المدني في وجه الاحتلال، لافتًا إلى أن “العصيان” يأتي في إطار تعزيز الرفض المُطلق لوجود الاحتلال باعتباره حالةً طارئةً في المنطقة ومصيره إلى زوال.
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي، إن “العصيان المدني يُمثّل مرحلة متقدمة بعد سنواتٍ من الاحتجاجات والاعتصامات والإضرابات الشعبية، مضيفًا، “اعلان أهالي مخيم شعفاط “العصيان” يعني رفض كل ما هو مُتعلق بالحكومة الإسرائيلية من دفع الفواتير والالتزامات المالية وعدم فتح المحلات التجارية والتحلل من جميع العلاقات الناشئة بين السلطة القائمة بالاحتلال والسُكان”.
وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “العصيان المدني يُمثّل وصولًا لمرحلة التحدي الكامل لدولة الاحتلال، كردٍ على الإجراءات المُجحفة التي تمت مِن قِبل الاحتلال وشملت فرض الحصار الشامل على “شعفاط”، بالإضافة لموجة الاعتقالات، والمداهمات، والاقتحامات اليومية، والمضايقات المستمرة وغيرها من الممارسات القمعية”.
وأوضح، أن “العصيان المدني ممتدٌ على مدار مئات السنين، وأثبت نجاعته على أرض الواقع، كردٍ على ممارسات الحكومة والسلطات بِعدة دول أوروبية، وطُرح فلسطينيًا للرد على إجراءات السلطة”.
وأكد عنبتاوي، على أن العصيان المدني له أثمانٌ سياسية كبيرة قد تصل لرفض جميع قضايا الحياة اليومية، معتبرًا ذهاب أهالي شعفاط إلى هذه الخطوة يأتي بعد وصولهم إلى طريق مسدود مع دولة الاحتلال مِن خلال جملة الإجراءات القمعية القائمة في المدينة المقدسة”.
ولفت إلى أن “العصيان المدني” يُعد قضيةً مُحرجةً لدى الاحتلال، خاصة وأن القانون الدولي يُوجب على “إسرائيل” تحمل مسؤولية جميع المواطنين الفلسطينيين باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال مِن حيث الخدمات وتوفير مقومات الحياة اليومية.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال تتحمل جميع تداعيات “العصيان المدني” وتبعاته على المستويات كافة، بما يشمل الجوانب الصحية، الاقتصادية، الاجتماعية، أُسوة بما يحدث داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي التي تشهد إضرابات مفتوحة عن الطعام في ظل ممارسات إدارة مصلحة السجون.
ونوه إلى أن لجوء سلطات الاحتلال إلى تحدي “العصيان المدني” لن يدوم طويلًا وسيصبح الأمر يُشكّل عبئًا حقيقيًا حال استمراره وتصاعده وتمدده في العديد من مُدن وقُرى وبلدات الضفة الغربية وعدم اقتصاره في عناتا وشعفاط.