فصول مُنتسوري في غزة.. تعليم بأسلوب جديد يحصد نتائجَ مبهرة

سعاد صائب سكيك – خاص مصدر الإخبارية

بالتأكيد، وأنت تتصفح عزيزي القارئ مواقع التواصل الاجتماعي لمحت إعلاناً لفصول مُنتسوري، وربما أغلبنا يتساءل عنها، بعدما بدأ العمل بها في رياض الأطفال في قطاع غزة.

ومُنتسوري عبارة عن منهج تعليمي يعتمد على الأدوات الحسية المصممة في شكل دقيق لتناسب الأطفال ومستوى إدراكهم التعليمي والمعرفي.

ووضعت هذا المنهج الدكتورة الإيطالية ماريا مُنتسوري، وجرّبت خلال بحثها أدوات صنعتها بنفسها على الأطفال، وسجلت النتائج، ثم صنفت الأدوات إلى عدة أركان وأشكال.

أركان مُنتسوري

وقسمت الدكتورة الإيطالية الأدوات إلى أركان عدة، حسية، وعملية، وأركان الخاصة باللغة، والرياضيات، والثقافة، إضافة إلى ركن أطلقت عليه “السلام”.

وفي التفاصيل، قابلنا الأستاذة وجدان دياب مديرة “روضة ميرا النموذجية” التي نفذت منهج فصول مُنتسوري على الأطفال، كأول روضة في قطاع غزة، بعد حصولها على وكالة بيت المُنتسوري العربي، ومشاركتها في دورة تدريبية خاصة به في مصر.

شرحت دياب لشبكة مصدر الإخبارية تقسيمات الأركان، التي صنفتها منتسوري في تجاربها، وقالت إن “ركن الحياة يهدف إلى تنمية حواس الطفل من خلال الملاحظة الدقيقة للأشياء”.

وأضافت دياب أن ركن الحياة العملية حسب مسماه يستخدم الأدوات العملية الصغيرة المتوفرة في متناول يد الطفل، ومن خلالها يستطيع الاعتماد على نفسه في أمور الحياة مثل النظافة والرعاية الشخصية وما يماثلها.

ركن الحياة
أما ركن اللغة، فأشارت دياب إلى أنه يعتمد على أدوات خاصة تمكن الطفل من قراءة الكلمات وتمييزها ومعرفة أشكال الحروف وكتابتها بالعديد من الطرق.

وعلى غراره، فإن ركن الرياضيات صُممت له أدوات تعلم العمليات الحسابية بكل سهولة، تمنح الطفل تحت سن الخامسة القدرة على العد حتى الآلاف من خلال أدواته الخاصة، إضافة إلى إجراء عمليات حسابية مثل الجمع والطرح والقسمة والضرب بلا أي مجهود، ومن دون أن تستهلك وقتاً أو صعوبة في التفكير.

رياضيات

وأوضحت دياب أن ركن الثقافة يتحدث عن الزمان والمكان والحضارات، وبعبارة صريحة يتناول الجغرافيا والتاريخ بطريقة سهلة وسلسة، من خلال أدوات تمكن الطفل من معرفة كل تفاصيلها، وعلاقتها بالإنسان والعصور التي عاشها في سن مبكرة.

علوم
وأخيراً، ركن السلام الذي قالت إنه “يركز على احترام الأجناس، وتطبيق مبادئ التسامح”، إضافة إلى زرع قيم التربية الإيجابية للطفل.

أدوات وكادر مُنتسوري

وتطبيقاً لهذه الفصول لفتت مديرة الروضة إلى أنها استقدمت الأدوات في شكل شخصي وبعلاقاتها الفردية من عدة دول مثل مصر والجزائر والولايات المتحدة الأميركية، وأفادت بأن معظم الأدوات موجودة في معظم الدول العربية.

أدوات منتسوري

ونوهت إلى أنها استطاعت تدريب الكادر التعليمي لديها وتعريفهم في شكل دقيق على كيفية استخدام الأدوات الخاصة ومعرفة فلسفة مُنتسوري في شكل دقيق من أجل القدرة على تعليم الطلاب من خلالها، ومعرفة التعامل معها بسلاسة.

وتحدت العقبات التي تمثلت ربما بأول طريق للحصول على دورة خاصة بطريقة مُنتسوري، ثم طريق استقدام الأدوات الحسية كاملة من عدة دول من أجل تعليم الأطفال بهذا الأسلوب في شكل دقيق وكامل.

حصاد مُنتسوري وتوصيات الأهالي

وفيما يتعلق بالنتيجة، أكدت دياب أن تجربة فصول منتسوري أفادت الأطفال لديها في شكل لافت، حيث زاد تحصيل الطلاب في صورة سريعة وواضحة في مختلف المجالات وحتى في الثقافات العامة، والمتعلقة بالشعوب.

ونوهت مديرة روضة ميرا في غزة إلى أن وزارة التربية والتعليم افتتحت قاعة خاصة لديها لتنمية المهارات، وأكدت لها على دعم هذه الفصول.

وأوصت بتعميم الفكرة التي تطبق فلسفة مُنتسوري في التعليم ضمن منهاج رياض الأطفال.

منتسوري

من جهتها قالت ولية أمر الطالبة نايا إن “نموذج مُنتسوري التعليمي رائع وممتع، حيث أن الأطفال يستخدمون الأشياء الحسية في التعلم”، وأوضحت أن هذا الأسلوب نمّى الذاكرة عند طفلتها، بحيث لا تنسى المعلومة أو الثقافة التي جرّبتها بنفسها.

وساقت الأم لشبكة مصدر الإخبارية نماذجاً خاصة بمواسم أساسية كفصول السنة وأجوائها، وموسم الزيتون، وموسم البلح، والمولد النبوي، وحتى العمليات الحياتية أو الدراسية، لأنها تقوم كلها على لمس الطفل للأشياء وتجربتها وتعلمها، وعبرت عن سعادتها بذلك.

البلح

واتفق معها والد الطفلة، الذي أكد بأنها تدرك الأشياء بسرعة وتتعلم.

ونظراً لأن الأطفال يلمسون الأشياء بأيديهم ويجربونها ويصنعونها، فإن الأمر مفيد لهم، عدا عن أنه مسلٍ ومحبب للأطفال.

ومن المعروف أن الأطفال يتعلمون أكثر مما يقومون بتجربته ويتذكرونه بشكل أفضل.

ودعا معظم أولياء الأمور إلى الاستمرار بهذه الفصول، بل وتوسيعها في شكل أكبر لتضم رياض الأطفال كافة.

الزيتون

المولد

اقرأ أيضاً: القدس.. توزيع المنهاج الفلسطيني على طلبة مدارس مخيم شعفاط