مدارس الأونروا في لبنان.. بيئة صفية مُدمرة والسبب تكدس الطلبة

رئيس اتحاد المعلمين لمصدر: الدعم المالي للمدارس في مخيمات لبنان ضئيل

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية

باتت مدارس الأونروا في لبنان، في الآونة الأخيرة، تشكل عائقًا أمام تعلم الطلبة الوافدين عليها، ما قاد الطلبة والمعلمين لعمل عدة احتجاجات وطلبات قدموها للأونروا حتى يتسنى للجميع تلقي التعليم الصحيح.

وقال رئيس اتحاد المعلمين في مدارس الأونروا  في لبنان وأستاذ الاقتصاد ماهر طويه، لشبكة “مصدر الإخبارية“: إن “مشكلتنا الأساسية مع الإدارة هي تشكيل الصفوف داخل المدارس في المخيمات الفلسطينية في لبنان، على أساس التشكيلات الخمسينية، أي أنه يتم وضع خمسين طالب وأكثر داخل الصف الواحد”.

وأكد أن هذا العدد من الطلبة داخل صف واحد لا يصلح لمساحة الصفوف المتوفرة في مدارس الأونروا في المخيمات داخل لبنان.

وقال طويه إن “التعليم والتربية في لبنان في تراجع مستمر، بسبب الصفوف”، مشيرًا إلى أن هذا تبين بشكل ملحوظ من خلال نسب النجاح المتراجعة.

واستدرك أن العام الماضي كانت نسبة النجاح بالشهادة الرسمية “التعليم الأساسي” في مدارس الأونروا بلبنان، مفاجئة حيث أنها لم تتعدى 48 بالمائة كنسبة عامة، بينما النسبة العامة على صعيد لبنان كانت 75 بالمائة، أي أن المخيمات الفلسطينية أقل ب 25 بالمائة من النسبة العام، وهذا رقم صاعق أمام ما كانت تنتجه مدارس الأونروا بالأعوام السابقة.

وأكمل: “تفاجئنا أن هذه التشكيلة المخيفة التي تحوي أعداد خمسينية، جاءت عقب معاناة الطلاب من عائق تعليمي بسبب التعلم عن بُعد بسبب كورونا، إذ أن الطلبة لم يتلقوا تعليمهم بشكل سليم ومناسب خلال هذه المرحلة”.

وأوضح أن عدد الطلبة الكبير خلق مشاكل للطلبة والمعلمين أيضًا، ما صنع مشاكل في مدارس الأونروا بلبنان وأولياء الأمور.

وتابع أن المقعد الذي يحمل طالبًا واحدًا، أجبرت المدارس الطلبة لأن يتسع المقعد لاثنين، ما يزيد الضغط وعد التركيز والتمييز بين الطلبة.

وأوضح أن الصف الدراسي الواحد أصبح دون مساحة فارغة أو مسارات، جرّاء تكدس عدد الطلبة وضغطهم في المقاعد المتقاربة كي تسع العدد الهائل الموجود.

وأردف طويه أن مناخ البيئة الصفية غير مناسب لعملية دفع للتعليم.

مناخ البيئة الصفية في مدارس الأونروا بلبنان لا يناسب الطلبة

الطالبة في المرحلة الثانوية صفاء رمزي، أكدت لشبكة “مصدر الإخبارية” أن التعليم الحالي دمّر، نفسيًا وصحيًا ومعرفيًا، الطلبة وخاصة المتفوقين، وأنها باتت تشعر بظلم شديد داخل مدرستها.

وأوضحت: “لم أعد أشعر بالدافعية المعرفية، صعوبة العملية التعليمية الحالية تجعلني أعيش ضغط مستمر وتوتر لا ينتهي”.

وأفادت أنها تواجه مشاكل عدّة داخل الصف، منها عدم الرؤية إذا جلست بالمقاعد الأخيرة، وعدم سماع الدرس جيدًا، ولا يوجد مجال للمفاضلة بين الطلبة.

وقالت صفاء إن “البيئة داخل الصف صعبة، لا يوجد انضباط ولا تنفس جيد ولا مساحة”.

هبة من أولياء الأمور وأمور مالية عالقة!

وعقب ما وصل له الحال، قامت الأونروا بتكديس الطلبة في المدارس داخل الصفوف بدلًا من فتح شعب جديدة، ما وصلت الحالة لوجود طلبة على الأرض بدلًا من المقاعد غير المتوفرة.

يُشار إلى أن الهبة التي خرجت من أهالي الطلبة والمعلمين ضد الأونروا، في الآونة الأخيرة، جاءت بسبب طريقة تعاملها مع الطلبة على أنهم أعداد وليس أشخاصًا لهم الحق في التعليم والبيئة التعليمية المناسبة، ضمن مدارس توفر بيئة داعمة ومحفزة للتعليم.

وأكد رئيس اتحاد المعلمين ماهر طويه أن الإدارة في المدارس تقف مكانها دون حراك؛ بسبب الموازنة المالية الضئيلة.

وأوضح أن “ما زاد الأمر سوءًا هو الوضع الاقتصادي في لبنان، وهذا زاد من عدد الطلبة الملتحقين بمدارس الأونروا وخروجهم من المدارس الخاصة التي تكلفهم المال”.

وختامًا قال طويه إنه “إلى الآن هناك صفوف عديدة في مدارس، لا يحكمها ولا يدخلها أي معلم ليقدم خدمة تعليمية للطلبة الموجودين”.

جدير بالذكر أن إقليم لبنان صغير وقليل بالنسبة لباقي مناطق اللجوء التي توفر فيها الأونروا خدماتها التعليمية، وذلك لن يزيد على كاهلها أي أزمات مالية إذا حاولت فتح شعب جديدة لاحتواء الطلبة في مدارس الأونروا بلبنان.