مخطط “الحوض المقدس”.. محاولات لإضفاء الصبغة اليهودية على معالم المدينة

خاص – مصدر الإخبارية 

أكثر من 23 عاماً مضت على البدء في تنفيذ مخطط “الحوض المقدس” التهويدي أو كما بات يعرف باسم “الحوض التاريخي”، والعمل عليه لازال جارياً في إطار المحاولات المستميتة واللامتناهية الرامية لتهويد القدس ومعالمها الإسلامية.

مشروع “الحوض المقدس” بدأ الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعلي عام 1999، ولكن فكرته كانت وليدة العام 1996، ويبدأ من حي الشيخ جراح شمالاً، مرورا بالبلدة القديمة ووصولا إلى بلدة سلوان وسفح جبل المكبر، ويهدف إلى إضفاء صبغة يهودية على المدينة المقدسة.

الباحث المختص بشؤون القدس، فخري أبو ذياب، قال إن “الحوض المقدس هو مصطلح أوجده الاحتلال، وهي المنطقة المحاذية للمسجد الأقصى المبارك، وهذه التسمية أتت لتغيير هوية هذه المنطقة وفرض وقائع تهويدية عليها، وهي تحوي على أغلب الآثار والمعالم التي تدلل على هوية القدس العربية والإسلامية من ضمنها المسجد الأقصى والمقابر الإسلامية، والشواهد التي تدلل على أن هذه المدينة عربية إسلامية”.

وأضاف أبو ذياب، أن “الاحتلال يريد محاصرة المسجد الأقصى وإبعاد هذه المعالم وتهويدها ومس الشواهد في محيط المسجد الأقصى”.

وأوضح أبو ذياب أن المخطط “يبدأ من الشيخ جراح شمال البلدة القديمة إلى منطقة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، حيث كانت 17500 دونم وتم توسيعها باتجاه جبل المشارف وجبل الزيتون شرقاً لتصل حدود جبل المكبر بمساحة 26500 دونم”.

وأشار إلى أن “الاحتلال زرع في هذه المنطقة العديد من القبور الوهمية للدلالة على وجود حضارة يهودية، بعد أن فشل في إيجاد أثر أو دليل على وجود حضارة ليستند عليها لوجود اليهود في هذه المنطقة، وليثبت إدعاء أحقية اليهود في القدس والمسجد الأقصى تحديداً، وبالتي ابتدع مشاريع تهويدية لفرض أمر واقع في مدينة القدس”.

حوض مقدس خالٍ من الوجود الفلسطيني

وتابع: “في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة هناك تجمعات عربية مقدسية، والاحتلال يسعى لإبعادهم، على اعتبار أن هذه المنطقة كنز حقيقي من الآثار والمعالم، وهم هدف من الأهداف الديمغرافية التي يسعى إليه الاحتلال من وراء مخطط الحوض التاريخي، لتغيير ملامح وجه المدينة”.

وبيّن أبو ذياب أن “دلالة مسمى الحوض التاريخي أو الحوض المقدس يعني أن هذه المنطقة كان لها قدسية عند اليهود، وهي منطقة تحوي آثار ومعالم ورموز على الحضارة الإسلامية والمسيحية على حد سواء”.

وذكر أنه “يوجد في هذه المنطقة حوالي 26 حفرية ونفق تصل من منطقة سلوان والمسجد الأقصى وبعض المناطق إلى أسفل باحات المسجد الأقصى المبارك”.

وقال أبو ذياب إن “الاحتلال قطع شوطاً  كبيراً في هذا المخطط لتغيير المعالم ولفرض هوية مزورة وتاريخ مزيف على هذه المنطقة، وخصصت له إسرائيل كل إمكاناتها لهذا المخطط وقدرت ميزانيته بعشرات ملايين الشواقل”.

واستدرك بأن “هذا المشروع يغير معالم العديد من المناطق التي تعتبر وقف إسلامي وهي تحت الوصاية الأردنية الهاشمية، والاحتلال قام فعلياً بتحويل ملكية هذه الأراضي لصالحه ولصالح جمعيات استيطانية”، مضيفاً أن “الدعم العربي والإسلامي كان مجرد إدانات وشعارات لا تسمن ولا تغني من جوع ولا يوجد أي دعم أو إسناد حقيقي لدعم إيقاف هذه المشاريع التهويدية

أكبر مقبرة لليهود في العالم

الناشط المقدسي، زكريا عودة، أوضح أن هذا الحوض يحيط في البلدة القديمة في القدس المحتلة، ومساحته تمتد من 2.5 إلى 3كم، وتشمل المقبرة اليهودية في جبل الزيتون وقبور الأنبياء في وادي النار ووادي حلوة ووادي الربابة.

وأضاف عودة أن الحوض يقع جنوب وشرف البلدة القديمة، ويضم بؤراً استيطانية، وتجري فيه عملية تطهير عرقي تدريجي، إلى جوار استهداف المنطقة بالأنفاق تحت الأرض.

وأشار عودة إلى أن سلطات الاحتلال أخلت وهدمت نحو 120 منزلاً في حي البستان المقدسي، وبالتالي هجرت 120 عائلة وتركتهم دون مأوى، ودون أدنى وجه حق.

وبين أن الهدف من هذا الحوض تغيير الواقع التاريخي والديني في المدينة المقدسة، من خلال التعبير عن قدسية جبل الزيتون والمقبرة اليهودية التي بلغت مساحتها 300دونم، وهي أكبر مقبرة يهودية في العالم.

وبحسب اطلاع زكريا، فإن  من أبرز المشاريع “السياحية الاستيطانية” التي تدخل في مخطط “الحوض المقدس” ما يسمى “مدينة داوود”، الذي يستقبل نحو مليون سائح أجنبي و”إسرائيلي” سنوياً.

وفي إطار المشروع التهويدي يأتي مشروع “الجسر الهوائي” الاستيطاني الذي يدعي الاحتلال أنه سياحي، ويبلغ طوله 240 متراً بارتفاع 30 متراً، ويبدأ من حي الثوري مروراً بأراضي وادي الربابة وصولاً لمنطقة وقف آل دجاني جنوب غربي المسجد الأقصى.

اقرأ/ي أيضاً: تجاهُل علني وتمرير خفي.. هل منحت زيارة بايدن الضوء الأخضر لتغوّل الاستيطان؟