المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية لمصدر: المحكمة تواصل التحقيق في قضية شيرين أبو عاقلة

أوضح بشأن القضايا التي تتناولها المحكمة داخل أروقتها

لاهاي – خاص مصدر الإخبارية 

أجرت شبكة مصدر الإخبارية اليوم الأربعاء، مقابلة خاصة مع المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبد الله، في مدينة لاهاي بهولندا.

وأوضح العبد الله لمصدر الإخبارية تفاصيل القضايا التي تتناولها المحكمة الجنائية الدولية في ملفاتها، وعلى رأسها قضية الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة، وبعض الأمور التي تطرح في الشارع الفلسطيني بخصوص عمل المحكمة.

وتنوه إدارة شبكة مصدر الإخبارية إلى أنه سيتم نشر المقابلة المصورة كاملة مع العبد الله، يوم غدٍ الخميس.

وفيما يأتي نص المقابلة:

سؤال: لديكم تحقيقاً مفتوحاً في المحكمة الجنائية الدولية حول فلسطين وقضية الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة؟ وإلى أين وصلت هذه التحقيقات؟

– العبد الله: التحقيقات مشمولة بالسرية وبالتالي، فإن مكتب المدعي العام هو الوحيد الذي يمكن أن يتحدث عنها، وجل ما يمكنني الكشف عنه أن هناك تحقيقا مفتوحا الأن، ويجري العمل عليه، وهنالك معلومات قُدمت إلى مكتب المدعي العام بشأن قضية شيرين أبو عاقلة، والمدعي العام كريم خان سينظر في إمكان أن تكون جزءاً من التحقيق الجاري.

سؤال: هل هناك قضايا غير قضية الشهيدة شيرين أبو عاقلة قيد التحقيق في المحكمة الجنائية ومن قبل المدعي العام ، فيما يخص على سبيل المثال، قضية الاستيطان أو قضية جدار الفصل العنصري؟

– العبد الله: عندما يكون هناك تحقيق يكون هنالك اختيار لعدد من الجرائم المحتملة التي يعتبرها مكتب المدعي العام أنها الأكثر خطورة، وأنه ينبغي أن يكون هناك تحقيق في شأنها بالنظر إلى غياب التحقيقات الوطنية، لأن المحكمة الجنائية الدولية مكملة للقضاء الوطني، ولكن لا نتحدث عن دعاوى أمام المحكمة إلا عندما يكون هنالك طلب من المدعي العام أمام القضاة بإصدار أوامر إما بالقبض أو أوامر بإحضار مشبته بهم، في هذه اللحظة، وفي حال لم يصدر أي أمر بإحضار متهمين، فإن المحكمة تكون في مرحلة تحقيق قد تركز على عدد من المواضيع لكن لا نسميها دعاوى.

سؤال: رئيس لجنة التحقيق في المحكمة السيد عبد الله أسير قال بالأمس إن قضية الاستيطان قضية واضحة وإن المحكمة ومكتب المدعي العام يبحثون عن الأدلة الأكثر قوة والأكثر تماسكاً لهذا الملف، ماذا كان يقصد من وراء هذا التصريح؟

– العبد الله: أنا لست مخولاً بالتعليق على عمل مكتب المدعي العام وفريقه، لأنني أتحدث باسم المحكمة، أي باسم القضاة الذين قد يعودون فيصدروا قرارات بشأن الطلبات التي يقدمها مكتب المدعي العام، ولهذا فنحن نكون دائماً على الحياد في هذا الموضوع ونتفادى أن نعلق على موضوع لم يتم البت فيه قضائياً.

سؤال: هناك قول شائع في العالم أن هذه المحكمة الجنائية الدولية أنشئت من أجل محاكمة أشخاص من دول أفريقية، ما مدى صحة هذا الاعتقاد؟

– العبد الله: هذا الأمر خاطئ تماماً، بأدلة بسيطة، وإذا نظرنا إلى الموضوع حالياً هنالك 17 تحقيقاً مفتوحاً أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهو يشمل تقريباً معظم قارات العالم، هنالك تحقيقات في شأن فلبين وتحقيقات في شأن بنغلاديش في شأن أوكرانيا في شأن فانزويلا في شأن فلسطين، وليس فقط في شأن الدول الأفريقية.

– في بداية عمل المحكمة الجنائية الدولية، عندما أنشئت سنة 2002 كانت التحقيقات مرتبطة بأفريقيا وهذا أمر صحيح، ولكن هذا كان لأن الدول الأفريقية نفسها كانت قد طلبت من المحكمة فتح تحقيقات في ما جرى على أراضيها ولأن مجلس الأمن في ذلك الحين أيضاً طلب من المحكمة فتح تحقيقات في ما يتعلق بدارفور بالسودان وفي ما يتعلق بليبيا، لكن المحكمة نفسها استمرت في التحقيقات وتوسعت في التحقيقات في أمور وقضايا أخرى وبالتالي أن الشائعة بأن المحكمة تركز فقط على أفريقيا هي غير حقيقية بالنظر إلى واقع الأمر.

سؤال: هناك انطباع لدى معظم المواطنين في فلسطين أن المحكمة الجنائية الدولية لن تستطيع محاكمة أو محاسبة أي مسؤول إسرائيلي، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تشكل غطاءً لإسرائيل وتمنع محاكمتها، وقبل أيام قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس أنه لن يسمح بمحاكمة أي جندي إسرائيلي، إلى أي مدى هذا القول صحيح، هل فعلاً الولايات المتحدة تشكل غطاء على إسرائيل أم أن هذا خطأ شائع في العالم؟

– العبد الله: أولاً، المحكمة الجنائية الدولية لا تلاحق دول بل تلاحق أفراد، إذا كان مشتبه بهم في إطار قضايا تخضع لاختصاص المحكمة وإذا لم يكن ملاحقة جدية لهم أمام القضاء الوطني المختص، أما في ما عدا ذلك فلا حصانة لأي أحد أمام المحكمة إذا توفرت الشروط القانونية لملاحقته، أما الولايات المتحدة فليست دولة منضمة إلى ميثاق روما، وليست جزءاً من جميع الدول الأطراف وليس له أي إمكان للتدخل في المسار القضائي الذي يخضع للقواعد القانونية.

سؤال: من المعروف أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على المدعية العامة السابقة فاتو بنسودا وبالتالي فإن الولايات المتحدة لها أساليبها وأدواتها في الضغط على المحكمة الجنائية الدولية كما يقال..؟

– كان هناك عقوبات فرضت على السيدة فاتو بنسودا ومن ثم رفعت مع تغير السياسات الأمريكية، عمل المحكمة وعمل السيدة بنسودا وعمل المدعي العام الحالي هو عمل يستمر بإصرار وسعي نحو العدالة بغض النظر عن الظروف السياسية المحيطة.

سؤال: السيد كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية زار أوكرانيا ثلاثة مرات، ولم يزر فلسطين على الإطلاق، والناس يعتقدون أن هذا الأمر يأتي لأن الولايات المتحدة ضد روسيا تتسارع الأمور ضد أوكرانيا، ولكن لأن الولايات المتحدة مع الاحتلال الإسرائيلي وبالتالي تتباطأ التحقيقات والملاحقة في فلسطين، إلى أي مدى هذا الكلام دقيق؟

– العبد الله: الولايات المتحدة ليست طرفاً في نظام روما وليس لها أي دور في المحكمة الجنائية الدولية، كما أن المسار القضائي يسير بمعزل عن أي أمور سياسية، وحتى الدول المنضمة إلى نظام روما لا تتدخل في النظام القضائي وفي عمل التحقيقات، وفي نهاية الأمر هناك أمر أساسي هو نزاهة وكفاءة واستقلالية المدعي العام والقضاة، وهذه مضمونة لهم بضمانات مؤسساتية وبتاريخهم الشخصي، وبالتالي فإن القرارات التي تصدر عن المحكمة هي قرارات لا تخضع لتأثيرات سياسية وإنما تخضع فقط للأدلة المتوفرة وللشروط القانونية.

– العبد الله: التحقيقات جارية بحسب الموارد المتاحة للمحكمة وبحسب الشروط القانونية الضرورية وليس بالضرورة أن موضوع الزيارات، وإذا رأى المدعي العام أنه مفيد قد يقوم به أو يعلن عنه، ولكن في حال إن لم يكن مفيداً في سير التحقيقات فمن الأجدر تركيز الجهود على طريقة أخرى لتعزيز التحقيقات.

اقرأ/ي أيضاً: عائلة نجم تُطالب بضرورة إحالة ملف قتل أطفالها إلى المحكمة الجنائية الدولية