أهالي طلبة مدارس الإيمان بالقدس.. بين أسرلة التعليم من الاحتلال والخوف من غسيل الأدمغة

أماني شحادة – خاص مصدر الإخبارية
يُغيظ الاحتلال أن القدس تشهد بمعالمها التاريخية وأزقتها العتيقة وملامح سكانها الأصليين على عروبتها وفلسطينيتها، لذلك تحاول سلطات الاحتلال بكل ما تملكه أن تطمس هوية القدس ليس فقط من خلال الاعتقالات والتهويد والاستيطان بل تضيف عليهم أسرلة التعليم لأهميته في ترسيخ الهوية الفلسطينية.
وبدأت سلطات الاحتلال بأسرلة المنهاج التعليمي في مدارس المدينة، بتبديل أو حذف المواد المنهجية والمعلوماتية التي ترسخ الهوية الفلسطينية العربية، واستبدالها بمواد أخرى تروج للرواية “الإسرائيلية” وتسويغ سياسة الاحتلال.
إلهام التميمي، من القدس أم لطلبة يتلقون تعليمهم داخل مدارس الإيمان، قالت لـ “شبكة مصدر الإخبارية“: “لدينا الحق في أن يتلقى أطفالنا منهاجًا تعليميًا عن بلادهم وموطنهم فلسطين، وما يخص كل القضية الفلسطينية”.
وأكدت أن موضوع تغيير المنهاج الفلسطيني داخل المدارس سيؤثر على الأطفال وهويتهم الفلسطينية، مشيرة إلى أنه “عند رؤية الأطفال لعلم إسرائيل مطبوعًا على كتبهم، والشمعدان الذي يرمز لليهودية، سيؤثر بالمدى البعيد عليهم”.
وأشارت التميمي إلى أن وجود هذه الرموز والعلم “الإسرائيلي” أمام الطلبة طوال فترة تعليمهم، حتى وإن لم يتطرقوا المعلمين لتدريسهم إياها، إلا أنه واقعيًا سيترسخ وجود الرموز ومعناها في عقول الطلبة والإيمان به مستقبلًا.
وأوضحت إلهام التميمي أن السلطات “الإسرائيلية”، تفرض على المدارس حذف ما يخص الأسرى والقضية الفلسطينية والحرية والنكبة، ويحرفون المنهاج لطمس الهوية، ولإنشاء جيل مؤمن بالوجود الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا ما يرفضه جميع أهالي الطلبة.
خيارات مرفوضة بعد أسرلة التعليم
أشارت إلهام التميمي أحد أولياء أمور طلبة في مدارس الإيمان بالقدس، أن اختيارها لمدارس الإيمان كان لأنها أفضل مدارس إسلامية تعلم القيم والأخلاق الإسلامية، بالإضافة أن تعليمها قوي ويخرج طلبة مبدعين.
وأردفت أنه” في حال غياب مقومات التعليم التي لجأنا للمدارس من أجلها، نكون أمام خيارين وهما، إما الرضوخ للاحتلال وفرض هيمنته وأسرلته للتعليم، أو اللجوء لمدارس الضفة الغربية، ما يؤثر على هويتنا ويُخرج أطفالنا من أسوار العاصمة الفلسطينية“.
واستدركت أن غياب ما بنيت عليه مدارس الإيمان في القدس يجعلها في كفٍ واحدة مع باقي مدارس المدينة التي تتبع بالكامل لبلدية الاحتلال.
مطالب وسط التهديد بسحب الترخيص
أفادت إلهام التميمي إلى أن وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال، تهدد المدارس بسحب التراخيص منها في حال لم تتماشى مع ما يفرض عليها من منهاج تعليمي يطمس الهوية الفلسطينية.
وتابعت: “نرفض نحن أولياء أمور الطلبة قرارات وزارة الاحتلال بأسرلة التعليم، ونقوم بالتوجه للإضرابات والوقفات الاحتجاجية حتى يسمع الاحتلال صوت رفضنا ضد ما يجبر عليه مدارس تعليم أطفالنا”.
ويمثل صوت التميمي أيضًا أولياء أمور الطلبة في مدارس الإيمان بالقدس المحتلة، إذ طالبت بإعادة المنهاج الفلسطيني الصحيح لكتب الدراسة التي يتعلم منها الأطفال الفلسطينيين، بعيدًا عن التحريف أو رموز “إسرائيلية”.
وخلال الأيام السابقة، شهدت عدد من مدارس القدس في سلوان وبيت حنينا وجبل المكبر والصوانة في القدس، وقفات احتجاجية بمشاركة أولياء أمور الطلبة ضد بلدية الاحتلال “الإسرائيلي” في القدس.
جدير بالذكر أن أسرلة التعليم وغسيل الأدمغة ليست الطريقة الوحيدة التي يتبعها الاحتلال “الإسرائيلي” لمحاربة كل ما هو فلسطيني وخاصة بالقدس وضواحيها، إذ يقوم بقطع الطرق التي تحول دون وصول الأطفال إلى مدارسهم، واعتقالهم وإبعادهم، وعدم منح تراخيص البناء والترميم للمدارس، وتقليص عدد الأساتذة وتدني أجورهم.