من منقذين إلى مصابين.. المسعفون بالضفة يعملون تحت زخات الرصاص

أماني شحادة – مصدر الإخبارية
تشهد الضفة المحتلة في الآونة الأخيرة سلسلة مواجهات لا تنتهي، بل تزيد من شراستها بين المواطنين الفلسطينيين وجيش الاحتلال “الإسرائيلي”، أما المسعفون يوصلون الليل بالنهار؛ لإتقان عملهم الذي يأتي في مهب الريح بين زخات الرصاص.
ويجسد المسعف خلال عمله أثناء المواجهات واقتحامات الاحتلال أسمى معاني العمل الإنساني، يواجه الموت لإنقاذ أرواح المواطنين المصابين من جيش الاحتلال، ومنهم من أتى لإنقاذ الجرحى فأصبح جريحًا، يعاني من رصاص الاحتلال الذي لا يستثني أحدًا.
المسعف محمد ملش (31 عامًا) من رام الله، رجلٌ لبى نداء الواجب مع طواقم الإسعاف في ليلةٍ شهدت مواجهات في جنين، تحولت قصته من منقذ لدماء شعبه، إلى مُصابٍ يروي الأرض من دمه.
روى ملش لـ “شبكة مصدر الإخبارية“، ما يعانيه المسعفين خلال اقتحام قوات الاحتلال لمناطق متفرق في الضفة الغربية، وقال: “نرتدي بدلة الإسعاف، ونتحامى بسواترٍ خشبية، لا تقينا زخ الرصاص ولا تخفف عنا قوة قبضة المحتل”.
وقال: “رصاص الاحتلال لا يستثني أحد، يتم استهدافنا بشكل مباشر بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت أثناء عملنا في إنقاذ المصابين”.
وأضاف ملش أن قوات الاحتلال تعتدي بالأيدي على بعض المسعفين بعد قيامهم بعملهم وإنقاذ المصابين من بين أيديهم، مبينًا أنه تعرض للاعتداء بالأيدي والضرب المبرح.
وأشار إلى أن الاحتلال كخفافيش الليل لا يهدأ ليلًا ولا نهارًا، كل الأوقات في نظره متاحة لانتهاك البيوت الفلسطينية واعتقال أصحابها.
المسعفون بالضفة.. من مُنقذين للمصابين إلى جرحى!
بدأت قصة المسعف محمد ملش، بعد سماعه نداء الواجب القادم في جنين، فتوجه خلال اقتحام الاحتلال للمدينة وانتهاكها وإلحاق الضرر بأهلها.
صوبت قوات الاحتلال رصاصة على شابٍ أردته أرضًا، ثم أمطرت الطريق حوله رصاصًا وقنابل صوت؛ حتى لا يتسنى لأحد الاقتراب منه أو إنقاذه.
وبصورة عفوية، هي أقرب ما تكون للوحة فنية امتزجت فيها كل ألوان الإصرار والعزيمة، أنتجت لنا مشهدًا تعجز عن وصفه الكلمات، تابع ملش: “لم يسمح لي عملي كمسعف وإنسانيتي أن أترك الشاب يروي الأرض من دمه حتى يتصفى آخر ما تبقى فيه، زحفت تحت الرصاص حتى وصلت له”
واستدرك: “تحسست جسده حتى أستكشف موضع إصابته، وخلال أقل من دقيقة امتزجت دمائي مع دمائه، أصابني الاحتلال برصاصتين عمدًا في فخدي”.
وطالب ملش أن يتوفر للمسعفين العاملين في خطوط المواجهة مع الاحتلال بالضفة درعًا وخوذة؛ تحميهم من الرصاص الغادر من جيش الاحتلال الذي لا يستثني استهداف أي فلسطيني.
بدوره، قال مدير عام الإسعاف والطوارئ بالضفة الغربية عبد الحليم جعافرة، إنه “منذ شهر بداية عام 2022 وحتى منتصفه، أُصيب خمسة مسعفين بالضفة الغربية من طواقم الإسعاف”.
وأرف: “وتضرر مركبة واحدة من سيارات الإسعاف بسبب استهدافها من قوات الاحتلال، بالإضافة لمنع وصول العديد من السيارات للمصابين ولمناطق المواجهات والاقتحامات”.