الأقصى على موعد مع موجة قوية من الاعتداءات اليهودية.. ماذا يعني النفخ في البوق؟

صلاح أبو حنيدق- تقرير خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تعتزم المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل المتطرفة “السنهدرين الجديد” نفخ البوق “الشوفار التوراتي” في المسجد الأقصى المبارك يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين بمناسبة رأس السنة العبرية ما يعتبر استكمالاً لخطوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين لتثبيت متغيرات جديدة في الأقصى، تمهيداً لتهويده بشكل كامل.

ويدلل النفخ في البوق وفق العقيدة اليهودية على الإعلان عن الحرب وخطر قريب وإفشال مؤامرات الشيطان ضد بني إسرائيل في الأماكن المقدسة، والابتهاج بسعادتهم الغامرة بعودتهم إلى أرض كانوا رحلوا عنها.

وتعتبر عملية النفخ عند اليهود رمزاً إلى كبش الفداء الذي ذبحه النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام بعد أن هم للتضحية بابنه اسحاق وفق المعتقدات اليهودية (إسماعيل وفق المعتقدات الإسلامية) إستجابة لأمر الله وفقاً لرؤيا شاهدها في المنام.

وبسماع صوت البوق تبدأ فترة عشرة أيام عند اليهود “أيام التوبة الأخيرة” تقع منتصف رأس السنة العبرية وعيد الغفران.

وقال خطيب المسجد الأقصى ورئيس هيئة العلماء والدعاة الشيخ عكرمة صبري إن إعلان جماعات الهيكل نيتهم النفخ في البوق يدلل أن أطماع اليهود في المسجد الأقصى لن تتوقف.

وأضاف صبري في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “اليهود بدأوا حربهم ضد الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه بالإعلان عن أداء الصلاة الصامتة ثم المسموعة الجهرية مروراً برفع الأعلام والانبطاح على الأرض واقتحامه من قبل المتطرفات بملابس فاضحة وأخيراً النفخ في البوق”.

وأضح صبري أن “جميع الإجراءات العدوانية المذكورة تنصب نحو هدف واحد السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى”.

وأشار صبري إلى أن” الجمعات اليهودية المتطرفة هي من تقود قرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحيث تقوم الأخيرة بتوفير الحماية لهم لأداء جميع طقوسهم في مسعى لإشعال حرب دينية أو إجبار المسلمين على القبول بالواقع والتسليم بأن الأقصى ملك لهم وفقاً لمعتقداتهم الخاطئة”.

وأكد أن حكومة الاحتلال والمتطرفين يقودون حرباً عدوانية مستمرة منذ شهر رمضان الماضي هدفها النهائي تغيير الوقائع في الأقصى وفرض التقسم الزماني والمكاني الكامل، ويستغلون الظروف المهيأة في ظل التطبيع العربي والدعم الأمريكي المطلق.

من جهته قال الخبير في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي إن المسجد الأقصى أمام موجة اعتداءات جديدة تترافق مع سلسلة من المناسبات الدينية لليهود.

وأضاف النعامي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “الموجة تتصاعد مع توفر البيئة الإسرائيلية الراعية لها في ظل الحملة الانتخابية وتوجهات المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف الذي يقود عمليات التدنيس والاقتحام في الأقصى وفقاً لنتائج استطلاعات الرأي الأخيرة”.

وأشار إلى أن التطور الجديد يومي الاثنين والثلاثاء اللذان يصادفان رأس السنة العبرية أن جماعات الهيكل أعلنت صراحة عن نفخ البوق في المسجد الأقصى بعدما فعلت نفس الأمر العام الماضي بعيداً عن الكاميرات.

ولفت إلى أن اليهود يبدأون بذلك “أيام التوبة” التي يحرضون خلالها على اقتحام الأقصى بأعداد كبيرة ولباس التوبة البيضاء في مشهد هادف لتكريس “إمامة يهودية” تقود الطقوس التوراتية بموازاة الأئمة المسلمين في المسجد.

ونوه إلى أن “المسجد الأقصى على موعد مع اعتداءات “عيد الغران” في الخامس والسادس من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل من النفخ في البوق والرقص في كنيسهم المغتصب في المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى”.

وتابع” أن طقوس اليهود وانتهاكاتهم في الأقصى تستمر لتاريخ العاشر من أكتوبر تزامناً مع عيد العُرُش التوراتي عبر إدخال القرابين النباتية لتقدم قرباناً إلى روح الرب باعتبارها تحل في الهيكل وفقاً لمزاعمهم”.

وأكد النعامي أن البيئة الإقليمية والتطبيع العربي يوفر بيئة قوية للاحتلال والمستوطنين للاستمرار باعتداءاتهم وفرض وقائع جديدة في الأقصى ما يستوجب تحرك فلسطيني قوي لكبحها وإلا فلن ينتهي هذا المسلسل سوى بتحقيق الأهداف الإسرائيلية.