عن الخطر الذي تمثله الضفة الغربية في حال اندلعت فيها انتفاضة ثالثة

أقلام-مصدر الإخبارية
عن الخطر الذي تمثله الضفة الغربية في حال اندلعت فيها انتفاضة ثالثة، يقول عاموس هارئيل، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
الخطر المحتمل، الذي تشكله الضفة الغربية، أعلى من خطر الاتفاق النووي المتبلور واعلى من تهديدات نصر الله، وتم تجسيد هذا الخطر في الانتفاضة الثانية، وبعد ذلك في فترات أقصر تميزت بعمليات الأفراد، لمدة حوالي نصف سنة، من خريف 2014 وطوال حوالي شهرين تقريبا في الربيع الماضي.
تتعلق الصعوبة التي تجسدت أيضا في هذه السنة بعدم القدرة على الوقف التام لانتقال “المخربين” عبر الجدار الذي يمتد على طول خط التماس.
النتيجة هي عمليات إطلاق نار وعمليات طعن داخل الخط الأخضر، وعندما يقوم الجيش بعمليات اعتقال في عمق الضفة يحدث احتكاك متزايد مع مسلحين فلسطينيين.
تم إيقاف موجة العمليات الأخيرة في أيار، لكن حلت محلها مواجهات قاسية ومتكررة في شمال الضفة، في جنين ونابلس.
هناك ارتفاع بعشرات النسب المئوية في أحداث إطلاق النار أثناء عمليات الاعتقال، وأيضا في محاولة تنفيذ عمليات في عمق المنطقة ضد معسكرات الجيش والمستوطنات في الضفة.
أسباب ذلك تم إحصاؤها هنا أكثر من مرة: ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية على ما يحدث، ودخول تنظيمات محلية إلى الفراغ الذي تبقيه، وخوف الأجهزة الأمنية الفلسطينية من مواجهتها، والسلبية الإسرائيلية، التي تتمثل أيضا بتجميد مطلق للعملية السياسية (يد مقبوضة في كل ما يتعلق ببادرات حسن نية اقتصادية). والخوف من أن يشتد هذا التدخل ويورط إسرائيل والفلسطينيين في فترة تصعيد طويلة أخرى، انتفاضة ثالثة، أو نسخة مكبوحة أكثر بقليل، يتم ذكره في كل محادثة مع كبار الضباط في جهاز الأمن، و”الشاباك”، والاستخبارات العسكرية، وقيادة المنطقة الوسطى، وجهاز منسق أعمال الحكومة في “المناطق”.
اقرأ/ي أيضا: مسئول أمريكي: رد إيران على مقترحات واشنطن بشأن الاتفاق النووي غير مشجع
في كل هذه المحادثات يتم ذكر انزلاق بطيء، لكنه تقريبا مؤكد، في المنحدر. تقلل السلطة من إرسال أفراد الأجهزة إلى مخيمات اللاجئين ومراكز المدن وبعض القرى في شمال الضفة. تذكي “حماس” التوتر، لكنها لا تسيطر عليه.
وفي ظل غياب نشاطات الأجهزة فإن الجيش الإسرائيلي يقوم بتعميق نشاطاته. في السابق وصفت هذه الطريقة بـ”ماكينة قص العشب” الفعالة: اعتقالات كثيرة أدت إلى التحقيقات، التي جلبت معلومات، والمزيد من الاعتقالات، وبالتدريج خفضت نطاق “الإرهاب”.
لكن، الآن، يوجد خوف من ثور هائج: معظم الاعتقالات غير موجهة ضد النشطاء الكبار، بل ضد المسلحين الشباب، الذين يشاركون في إطلاق النار على قوات الجيش. وأي قتيل آخر في عمليات الجيش الإسرائيلي يزيد الرغبة في الانتقام، ويدخل شباب آخرين إلى دائرة الاحتكاك. في الجيش قدروا بأنه فقط في الاشتباكات في نابلس يشارك مؤخرا تقريبا 200 مسلح فلسطيني. هذه أرقام لم تظهر في الضفة منذ سنوات، ربما منذ عملية “الدرع الواقي”، نقطة الانعطافة في الانتفاضة الثانية في العام 2002.
هناك أيضا تغيير جذري مقارنة مع السابق. ففي الضفة يوجد، الآن، عدد أكبر من قطع السلاح. في ذروة الانتفاضة شاركت أيضا أجهزة السلطة في القتال. في الوقت الحالي لم يحدث هذا، لكن السلاح الأوتوماتيكي منتشر أكثر في الشارع الفلسطيني، وهو في متناول كل خلية محلية. هذا نتيجة نشاطات التهريب من الحدود مع الأردن، إلى جانب السرقة من الأراضي الإسرائيلية، ومن قواعد الجيش الإسرائيلي.
بدرجة معينة توازي هذه الظاهرة ما يحدث في أوساط الجمهور العربي في “إسرائيل”.
فهناك يستخدم السلاح بالأساس لأغراض جنائية. “خلال السنين، يذكر ارتفاع عدد قطع السلاح بازدياد عدد الهواتف المحمولة”، قال مصدر أمنى كبير في الجيش للصحيفة.
لا تعرف الأجهزة الاستخبارية في إسرائيل متى ستحدث نقطة الانقلاب، التي ستجر الضفة إلى تصعيد كبير. عرض قسم المخابرات في الجيش تحذيرا استراتيجيا قبل ست سنوات تقريبا حول اندلاع كهذا في “المناطق”، لكنه لم يتحقق حتى الآن. ولكن خلال هذه الفترة ازداد الإحباط في أوساط الجمهور في الضفة بشكل واضح. وازداد الانتقاد الداخلي لرئيس السلطة، محمود عباس، وصراع الوراثة أصبح يجري بشكل علني.
يجب أن نذكر في هذا السياق أيضا الحرم.
اندلعت “حارس الأسوار” عندما قررت قيادة “حماس” إطلاق الصواريخ ردا على المواجهات في الحرم خلال شهر رمضان، الذي تزداد فيه المشاعر الدينية، ويعتبر أي نقاش محلي حول المسجد الأقصى أمرا يتعلق بالحياة أو الموت. مرت سنة، وهددت الخلافات حول الحرم في رمضان بإشعال جولة عنف أخرى، وفي النهاية اندلعت لأسباب مختلفة في آب.
سيأتي رمضان أيضا في السنة القادمة، لكن ما يحدث في هذه الأثناء هو تآكل مستمر للوضع القائم في الحرم لصالح الجانب اليهودي وبصورة تغضب المسلمين. يرتبط هذا بتآكل “التابو” الديني على زيارة اليهود للحرم، إلى جانب استعداد الحكومة والشرطة السماح بدخول عدد أكبر من الزوار.