محمد مشعل.. فنان يحول غرفته لمَرسَم نضالي يجسد القضية الفلسطينية

أماني شحادة – مصدر الإخبارية
وُلد الفنان التشكيلي محمد مشعل، في قطاع غزة المحاصر الذي يعاني ويلات الحروب والحصار والحياة الاجتماعية والاقتصادية، بشكلٍ آخر إنه مولودٌ من رحم المعاناة غزة.
وغالبًا ما يحاول الفلسطيني رسم لوحة لكنها تجره لأن تصبح رصاصة أو دمعة تعبر عن آلام حياته التي يسلبها الاحتلال “الإسرائيلي”، ويقربنا الفن التشكيلي من المجتمعات وخصوصيها وحكاياتها المخبئة في لوحاتٍ ملونة.
يقول مشعل لـ “شبكة مصدر الإخبارية”: ” أناصر القضية الفلسطينية بريشتي، وأعبر عنها وعن تفاصيل القضية بالريشة واللوحة، وأجسد الموجود في الواقع على لوحة فنية”.
حوّل غرفته الصغيرة الخاصة بالنوم إلى مرسمٍ صغير بأدواتٍ خفيفة، وجسّد معاناة بلاده بريشته المتواضعة على لوحاته التي زينت حائطه.
تمر بغرفته كممرٍ ينسجك مع المجتمع الفلسطيني وتراثه، وملابس نائه وحليهن التراثية، والنضال الفلسطيني ضد احتلاله، أو وجوه عادية تحمل ملامح المجتمع.
النضال بالفن التشكيلي:
يفيد محمد مشعل بأنه بدء الرسم بعمر الخمس سنوات، منذ دراسته البستان (الروضة).
ويتابع: “كنت أمارس هواية الرسم في البيت والمدرسة، وكنت أشارك مدّرس الفنون داخل أروقة المدرسة”.
ويؤكد أنه شارك في معارض ومسابقات، مبينًا أنه “استمررت في المشاركة عبر وزارة التربية والتعليم، فزت خمس سنين على المنطقة الوسطى بغزة، ومرة واحدة فزت بالمرتبة الأولى على القطاع خلال دراستي الصف العاشر”.
محمد مشعل يجسد القضية والألم الفلسطيني
رغم كل المحاولات التي يعيشها الفنان الفلسطيني لرسم الحياة الطبيعية والإنسان، إلا أن التجارب المريرة التي يعيشها داخل المخيمات والألم، تجره نحو تأريخ قضيته عبر لوحاته وريشته.
يُشير الفنان التشكيلي محمد مشعل بيده على لوحة من لوحاته رسم فيها طفلٍ صغير يحمل طائرة، يجابه جدار عالي خلفه كوكب الأرض، مبينًا أن اللوحة تعني بحق التنقل والسفر، وتصف حال الطلبة الفلسطينيين الذي يحاولون الخروج للدراسة خارجًا لكن الاحتلال يقف سدًا منيعًا في وجههم.
آمال وخيبات
يقول مشعل أن “لا أحد يساعدني، تعليمي ذاتي وأطور من نفسي دائمًا، وأشتري ألوان الرسم من مصروفي الشخصي”.
ويعاني من الوضع الاقتصادي الذي يعيشه، إذ يقول إنه لم يحصل على أدوات احترافية للرسم، ولا مكان خاص للرسم، جميع وأن أعماله تتم داخل غرفة نومه.
وبحزن بالغ لما تؤول إليه الحياة مع الفنان التشكيلي محمد مشعل، استدرك حديثه بطريقة مخيبة للآمال: “إذا استمر هذا الحال الصعب، قد أصل لنهاية طريق الرسم لأضعه على رف الحياة”.
وبسبب نجاح لوحاته وجمالها، يشكي الفنان: “من يرى رسماتي يظن أن أدواتي عالية الجودة، لكن للأسف هي أدوات رخيصة لكني أبدع فيها”.
وحول حلمه، أردف أنه يحمل حلمًا بالخروج من هذا السجن، وأن يصل لمراده عبر تحقيق ذاته بالرسم.