كيف حقق الأسرى مطالبهم دون دخولهم الإضراب المفتوح عن الطعام؟

مصدر فلسطيني من داخل السجون يكشف التفاصيل

أماني شحادة – مصدر الإخبارية

أثبت الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”، أنهم عنوانًا للفخر والاعتزاز بما يُقدمونه من تضحيات كبيرة في وجه إجرام إدارة السجون من خلال إصدارها قرارات تنتهك حقوقهم في السجون، إذ انتزع أصحاب المؤبدات والأحكام العالية قبل الإضراب المفتوح عن الطعام الذي أقروه، مؤخرًا، حقوقهم من بين أنياب المحتل بوحدتهم ودعم شعبهم لهم.

المطالب التي حققها الأسرى قبل خوض الإضراب:

عقب نجاح الأسرى ووقف تصعيدهم قبيل ساعات قليلة من قرار الإضراب المفتوح عن الطعام، قال مصدر فلسطيني داخل السجون لـ “شبكة مصدر الإخبارية” إنه “تم الالتزام الحقيقي حول القرارات الخاصة بتنقل الأسرى أصحاب المؤبدات والأحكام العالية، وهي عدم نقل الأسرى من السجون بعد فترات معينة أقرها الاحتلال سابقًا، وتحويلهم من سجن لآخر”.

وأكد أنه تم الاتفاق على إعادة تفعيل قرار زيارة الأطفال لأحضان آبائهم داخل السجون، من بداية شهر 10.

وبيّن المصدر أنه تم الاتفاق أيضًا على عقد جلسة يوم الاثنين لبحث قضايا السجون الأخرى، مثل أسرى الجهاد والعقوبات على أسرى حركة حماس.

ما العوامل التي ساعدت في تحقيق مطالبهم؟

أكد المصدر الفلسطيني داخل السجون، أن توحدّ التنظيمات لخوض الإضراب كان عاملًا قويًا لمواجهة قرارات الاحتلال بحقهم، وسببًا مباشرًا في تراجع الاحتلال عنها.

وأضاف أن ضغط وتدخل السلطة الوطنية الفلسطينية وأهم شخصياتها ماجد فرج وحسين الشيخ، ساهم في عدول مصلحة السجون عن قراراتها بحق الأسرى، مبينًا أن السلطة كثفت من اتصالاتها واجتماعاتها لدعم الأسرى، بالإضافة للضغط الدولي من الدول الشقيقة والاتحاد الأوروبي.

وأردف أن المساندة الإعلامية والجماهيرية التي أعطت مساحة لموضوع الإضراب، ساعدت في إعادة نظر الاحتلال بقرارته.

وأفاد المصدر الفلسطيني أن “جهاز الشاباك والجيش “الإسرائيلي” أصدر تعليماته بعدم إعطاء الفرصة لدخول الأسرى بالإضراب، وعدم جر الاحتلال لإشكاليات أمام المجتمع الدولي”.

واستدرك أنه “تم تشكيل هيئة تنظيمية موحدة لحركة فتح تشمل كافة السجون، وفق قرار واحد للإضراب، لم تشهده السجون من قبل”.

وحول قرار التنظيمات وتوحدها، أشار المصدر إلى أن جميع أسرى حركة فتح وقعت على دخول الإضراب وفق قرار موحد بنسبة 90 بالمائة بدخول الإضراب ومساندته، وأسرى “حماس”، وأسرى الجبهة الشعبية، كان لديهم قرار مثل فتح، بينما كان لأسرى “الجهاد” لديهم حرية الاختيار في الدخول بالإضراب أو لا.

مَنْ قاد الحوار مع إدارة السجون حول الإضراب:

كشف المصدر الفلسطيني من داخل السجون لـ “شبكة مصدر الإخبارية” أن الاجتماعات بين الأسرى ومصلحة السجون دارت على يومين، كان آخرها في سجن “هداريم”، توّج برضوخ الاحتلال للمطالب والرجوع عن قراراته التعسفية.

وذكر المصدر أن لجنة الحوار عن الإضراب مع الاحتلال قادها خمسة أشخاص من كافة التنظيمات وهم: عمار المرضي عن حركة فتح، وسلامة القطاوي عن حركة “حماس”، ووليد حناتشة عن “الجبهة الشعبية”، وحسين دربات عن الديمقراطية، وزيد بسيس عن حركة “الجهاد الإسلامي”.

وأمس الخميس، أعلنت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، عن وقف خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام بعد أن تراجعت إدارة السجون عن قرارها بالنقل التعسفي للأصحاب المؤبدات بشكل دوري، ووقف قراراته الظالمة وإجراءاته التعسفية بحق الأسرى والاستجابة لمطالبهم.

وقالت اللجنة في بيانها، إن “تراجع العدو عن إجراءاته إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أن هذا العدو لا يتراجع عن عدوانه إلا عندما يرى صمودنا ووحدتنا التي تتجسد في كل مرة داخل قلاع الأسر، ونتمنى أن تمتد هذه الوحدة لتتحقق في كل ساحات الوطن ومواجهة الاحتلال”.