قرية النّبي صموئيل.. شرفة فلسطينية مطلة على القدس تُهددها أسفار العهد القديم

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين على رفع مستوى الاعتداءات ضد سكان قرية النّبي صموئيل الواقعة شمال غربي مدينة القدس المحتلة في محاولة للسيطرة الكاملة عليها.

القرية يقطنها حالياً قرابة 250 فلسطينياً من أصل 1000 قبل عام 1967 يعانون من عزلهم عن مدينة القدس وباقي مناطق الضفة الغربية من خلال مستوطنة “رامات ألون” والحديقة “القومية” المجاورة.

ونهب الاحتلال الإسرائيلي 2450 دونما من أراضي القرية البالغة 3500 كانت قبل احتلالها عام 1967 ليبقى منها حالياً 1050 دونما فقط.

وتشير الأحداث التاريخية إلى أنها سميت بقرية النبي صموئيل كونها تضم قبر النبي صموئيل وبنى مسجد على أرضها عام 1970.

وتكتسب القرية أهمية كون ساكنيها يمكنهم مشاهدة مدينة القدس من تلتها حيث سيطر الاحتلال على جزء كبير منها بحجة بناء مرافق حول الموقع الأثري.

وقال الخبير في شؤون الاستيطان عمر جعارة إن “الاحتلال عمل على تعزيز أنشطته للسيطرة على أرض فلسطين من خلال الاستمرار بنهج أرثر بلفور الذي كان زعيماً لجمعية إعادة اكتشاف فلسطين وفقاً لأسفار العالم القديم من مسميات وجبال ووديان وأثار وأنها وفق قوله غير مكتشفة وما بعد العالم الجديد “.

وأضاف جعارة لشبكة مصدر الإخبارية ” إذن إعادة تسمية فلسطين وفقاً للما ورد في أسفار العالم القديم هي أساس المواقع الدينية التي يعمل الاحتلال على السيطرة عليها ومن ضمنها قرية النّبي صموئيل لافتاً إلى الجانب الفلسطيني اعترف بأن جزء منها يهودي مثل قبر يوسف وقبة راحيل”.

وأشار إلى أن “اليهود يؤمنون وفق سفرهم القديم بأن سيدنا يوسف عليه السلام قال لبني إسرائيل بأنكم ستخرجون ويفتقدكم يهوه رب اليهود وتعودون إلى أرض غربة (غريبة عليكم) أباءكم أبراهيم وإسحاق ويعقوب فإذا عدتكم فخذوا عظامي وادفنوها شرق مدينة شخيم، وليس نابلس ذات الأصول الرومانية”.

وأكد جعارة على أن اليهود يشرّعون حقهم في قرية النبي صموئيل بأنه نبي أرسل لبني إسرائيل وعظامه في قبره فيها. ونرد على ذلك “بأن جثث الأنبياء ببساطة لا تصبح عظاماً ودليل ذلك جثة سيدنا سليمان الذي كان ميتاً ومتكئاً على منسئته فلم تستدل عفارين شياطين الجن على وفاته إلا بعد تأكلها من قبل السوس فوقعت جثته، فقال الجن لو كنا نعلم أنه ميتاً لما لبثنا في العذاب المهين”.

وشدد على أن ” أن السؤال الذي يجب أن يوجه لليهود هل هو صموئيل الأول أم الثاني كما هو منصوص في أسفاركم”.

وتابع “لا يوجد في القرآن ما ينص على النبي صموئيل وهم أحرار في معتقداتهم وأفكارهم وتخيلاتهم”.

ولفت جعارة إلى أن الاحتلال يهدف من خلال الزعم بأن قرية النّبي صموئيل إرث ديني يهودي لتهجير الفلسطينيين سكان البلاد الأصلين وانهاء وجودهم في المنطقة ليستقروا مكانهم.

ونوه إلى أن “اليهود يعملون على تطبيق ما ورد في أسفار العهد القديم على الجغرافيا والتاريخ والجبال والوديان والمدن، لكن الحجج تقنع الصغير قبل الكبير بأنهم هم الغرباء، وأن جثث الأنبياء لا تبلى فتصبح عظاماً لتنقل من مكان لأخر، كما فعل يوسف نفسه في صفر التكوين وحنط أبيه يعقوب على الطريقة المصرية ونقل جثته من مصر ليدفن قرب إبراهيم في مغارة الماكفيلا، واعتبرها اليهود المسجد الإبراهيمي، وكلها أفكار يهودية لا يجب أن تكون لها مكان في ثقافتنا”.

وأكد الخبير في شؤون الاستيطان أن “تعظيم القبور من قبل اليهود لا يجب الأخذ به وأن نسعى لثقافة إسلامية نقية لا مكان للقبور، ولا فكر ولا اعتقاد بأن جثث الانباء تصبح عظاماً، ولا أي ما ورد في أصفار العهد القديم”.

وختم بأنه” لا يوجد قبر للآن إلا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وجميع النصوص الأخرى بأن هناك قبور للصالحين والأولياء وغيرهم يهودية لا يجب الأخذ بها والأصل دفنهم في مقابر المسلمين مثلما دفن الكثيرين”.

ووفقاً لموسوعة “ويكيبيديا” فإن أسفار العهد القديم هو الجزء الأكبر من الكتاب المقدس ويحتوي على جميع كتب اليهود بما فيها التوراة (الكتب الخمسة الأولى) ويعرف بالتناخ وهي كلمة مركبة من الأحرف الأُول من كل قسم من أقسامه: توراه (التوراة)، نبييم (الأنبياء) وكتوبيم (الكتب).