عملية إعادة الإعمار المجمدة… ماذا بعد؟

أقلام – مصدر الإخبارية
عملية إعادة الإعمار المجمدة… ماذا بعد؟، بقلم الكاتب الفلسطيني معتز خليل، وفيما يلي نص المقال كاملًا:
جاءت الزيارة التي قام بها السفير القطري محمد العمادي إلى قطاع غزة هذا الأسبوع لتثير الكثير من التساؤلات، ولعل أبرز هذه التساؤلات الحديث ومناقشة قضية إعادة الإعمار في القطاع الذي تعرضت أجزاء كبيرة منه للدمار عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
تباينت ردود الفعل السياسية بشأن هذه النقطة، عقب اللقاء الذي عقده العمادي مع بعض مسؤولي حركة حماس أخيرا بشأن عملية إعادة الإعمار، وتبلور شعور بخيبة الأمل من هذه النقطة.
عملية إعادة الإعمار المجمدة
كانت هناك شكاوى كثيرة في تعاطي حركة حماس مع هذه القضية، وحرص الحركة على تحقيق أكبر قدر من المكاسب ولو على حساب المواطنين، غير أن ما يجري من بطء في منظومة إعادة الإعمار يدفعنا للاعتراف بعدد من النقاط المهمة، أبرزها وضع “إسرائيل” لاشتراطات خاصة على عملية إعادة البناء، ما يجعلها تسير بوتيرة غير مرضية بالنسبة إلى أصحاب المنازل المدمرة خلال العامين الأخيرين.
إضافة إلى غياب المانحين الذي يشكل إحدى العقبات الرئيسية التي تعوق إنجاز عملية الإعمار، فإلى جانب قطر، لا يوجد إلا الدور المصري الذي ركز في عملية إعادة الإعمار بعد العدوان الذي شنه الاحتلال العام الماضي 2021، على إقامة مدن سكنية (بدأت لكنها تتسم بالبطء)، إلى جانب إعادة تأهيل بعض الطرق وإنشاء الكباري والجسور التي لم يبدأ العمل بها.
ويعاني القطاع المحاصر منذ عام 2006 اقتصادياً جراء السياسات الإسرائيلية على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، ما رفع معدلات البطالة إلى أكثر من 47%، وعزز من معدلات انعدام الأمن الغذائي وقلص متوسط دخل الفرد اليومي إلى دولار واحد يومياً.
والحاصل فإن غياب المانحين بات السمة الأبرز لعملية إعادة الإعمار الحاصلة حالياً مقارنة بعملية إعادة الإعمار التي جرت عام 2014، فضلاً عن غياب دور السلطة الفلسطينية التي تعتبر الجهة المعترف بها دولياً.
تابعت تصريحات عدد من المسؤولين الإعلاميين في قطاع غزة ممن أشاروا إلى أن عملية إعادة الإعمار تقتصر على جانب محدد من قطاع الإسكان يتمثل بالوحدات السكنية فقط، فيما لا يوجد أي تعهدات ببناء الأبراج المدمرة في الحرب عام 2021، أو التي بقيت من عامي 2012 و2014، ويعرقل الاحتلال أي حراك في هذا الملف ويضعها اشتراطات كثيرة من أجل البدء في تنفيذها، فضلاً عن المنشآت المدمرة التي لم يقدم إليها أي شيء منذ عام 2014.
عمومًا بات من الواضح أن عملية إعادة الإعمار تتعرض لكثير من الأزمات، وهي الأزمات التي لن تتوقف بسهولة في ظل كثير من التحديات التي تواجهها الآن.
أقرأ أيضًا: أزمة الأجور الفلسطينية.. بقلم معتز خليل