لماذا حدد الأسرى آخر أيام الأسبوع دون غيرها لتنفيذ الخطوات التصعيدية؟

أسير من السجون يُجيب

أماني شحادة – مصدر الإخبارية

يناضل الفلسطيني بطرق مختلفة في كل الميادين والمجالات، أما في قلاع الأسر يصنع الأسرى حالة من اللااستقرار والفوضى في البرنامج اليومي لمصلحة السجون التي تستنفر كل ما لديها طوال الوقت لحظة بلحظة حتى انتهاء الخطوات التصعيدية والتوصل لحل.

واختار الأسرى في تصعيدهم الأخير أن تكون خطواتهم مقسمة على آخر أيام الأسبوع، فما دلالة وأهمية هذه الأيام؟

أسير فلسطيني من داخل سجن النقب، رفض الكشف عن اسمه، قال خلال حديثه مع شبكة “مصدر الإخبارية“، إنه “من الذكاء اختيار آخر أيام الأسبوع لتكون تصعيدًا نضاليًا ضد إدارة السجون والضغط لنيل المطلوب”.

وأفاد الأسير بأن “الجمعة تكون إجازة الضباط “الإسرائيليين” للمكوث بين عائلاتهم، لكن الخطوات التصعيدية تنغص عليهم إجازتهم ويوم راحتهم ويضطرون للبقاء على رأس عملهم ما يُرهق أجسادهم”.

وتابع: “تُسبب الخطوات التصعيدية القائمة يوم خميس إرهاق للضباط والجنود ومدراء السجون؛ لأنهم يستمرون بحالة تأهب واستعداد؛ نظرًا لتصعيد الأسرى، والاستمرار بخطوات احتجاجهم”.

وأشار إلى أن يوم السبت هو عطلة رسمية للإسرائيليين، تجتمع العائلات سويًا بعيدًا عن المشقة والعمل، مؤكدًا أن حالات التصعيد التي يقوم بها الأسرى تجعل من الشعب الفلسطيني متضامنًا على أرض الواقع من خلال التظاهرات والوقوف على خطوط الالتماس مع القوات طوال الفترة المخطط لها، وهذا يجعل من يوم الراحة جحيمًا لا يحبه جيش الاحتلال، ما يزيد على كاهل الحكومة فواتيرًا وجهود.

ولا تغيب قوات القمع عن المشهد، قال الأسير إنّه “يتم استدعاء قوات القمع للتدخل في حال صعّد الأسرى من خطواتهم مثلما حدث في إضراب عام 2017 من إحراق بعض الغرف، وهذا يًكبد سلطات الاحتلال خسائر مالية إضافية من أجل هذه الوحدات ومستلزماتها”.

ويُعتبر الإضراب عن الطعام من الخطوات التصعيدية التي يضغط بها الأسرى على الاحتلال كي يرضخ لمطالبهم، وهي الخطوة الثالثة في برنامج الأسرى الحالي في حال استمرت إدارة السجون على موقفها الراهن.

على الجانب الصحي، أفاد المصدر أن “مصلحة السجون تلتزم بفحوص طبية للأسرى المضربين عن الطعام خلال فترة التصعيد، مما يزيد على حكومة الاحتلال أعباء وتكاليف نقل الأسرى عبر حافلات من شركات نقل، وتوفير أدوية، وإفراغ أسرّة داخل المشافي، وحجز أجهزة أكسجين”.

وأفاد المصدر من داخل السجون الإسرائيلية بأن الاحتلال تكبّد في إضراب الأسرى عام 2017، بلغت 40 مليون شيكل، والمبلغ كان فقط بسبب نقل الأسرى على المستشفيات لإجراء الفحوصات الطبية.

إذًا تجلّد أيام الخميس والجمعة والسبت، الاحتلال “الإسرائيلي” وتذيقه خسائر مالية وبشرية، الأمر الذي يضعه في زاوية الانجبار على قبول مطالب الأسرى؛ للحد من الخسائر وإنهاء حالة الإنهاك القائمة.

وأكد الأسير الفلسطيني من سجن النقب لشبكة “مصدر الإخبارية” أن تعامل إدارة السجون يختلف ويتحول للأسوأ عقب الخطوات التصعيدية خاصة في هذه الأيام؛ لأن الحدث يقلق راحتهم وإجازاتهم، فيعاقب الأسرى على هذه الأفعال عن طريق الاستفزاز أو رفض تلبية رغباتهم.

الخطوات التصعيدية..

قام الأسرى بحلّ، الهيئات التنظيمية بسجون الاحتلال كافة، في إطار الخطوات الاحتجاجية التي استأنفوها مؤخرًا.

وتأتي هذه الخطوة جزءًا من الخطوات الاحتجاجية التي استأنفها الأسرى مؤخرًا؛ رفضًا لمحاولة إدارة سجون الاحتلال التنصل من “التفاهمات” التي تمت في شهر مارس (آذار) الماضي.

بدوره، قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان إن “إدارة سجون الاحتلال ستكون مجبرة منذ اليوم على مواجهة الأسرى كأفراد وليس كتنظيمات، بعد حل الهيئات التنظيمية للأسرى”.

وتابع: “ستنتهي هذه الخطوات بإضراب عن الطعام في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، بمشاركة 1000 أسير يوم الخميس المقبل، والذي سيتم إتباعه بأفواج أخرى وفق آلية متفق عليها ومنظمة من لجنة الطوارئ”.

وتنفيذًا للخطوات التصعيدية، قام الأسرى، يوم الاثنين، بارتداء ملابس إدارة السجون (الشاباص) بشكل كامل طوال اليوم في الساحات وعلى العدد.

يُشار إلى أن الأسرى الفلسطينيون يحتجون على إجراءات تنكيلية اتخذتها إدارة السجون بحقهم، بعد تمكن 6 أسرى من الفرار من سجن جلبوع سبتمبر/أيلول 2021، قبل إعادة اعتقالهم لاحقا.

جدير بالذكر أنه، وفق بيانات رسمية فلسطينية، يبلغ عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال يبلغ نحو 4550، من بينهم 31 أسيرة، و175 قاصرًا، وأكثر من 700 معتقلًا إداريًّا.