الزراعة تنظر لإعادة حيويتها.. النحالون بغزة متخوفون من انقراض مهنتهم

أماني شحادة – مصدر الإخبارية
يُعد العسل أحد كنوز الطبيعة، وأهمها فائدة للإنسان، ويحاول النحالون إبقاء خلايا النحل بعيدًا عن المخاطر التي تسبب في ضعف إنتاجها أو نفوقها.
ويعتني النحال مالك عوض، من بلدة خزاعة شرق خانيونيس جنوب قطاع غزة، بما تبقى من خلايا النحل التي خصص لها مكانًا قد يكون محفوفًا بالمخاطر لكنه الوحيد البعيد عن أزقة القطاع المكتظة بالسكان.
ضرر المبيدات!
يقول عوض في حديثٍ مع شبكة “مصدر الإخبارية“، إن رش المبيدات الحشرية على المناطق الزراعية يؤدي إلى زيادة الخسائر، إذ يرشها المزارع في أوقات بداية انتشار النحل بين النباتات الرحيقية، ما يسبب موت النحلة التي تسهم بنقل غبار الطلع من زهرة لأخرى.
ومن المعروف أيضًا أن قطاع غزة لا يعاني فيه البشر وحدهم من عدوان وانتهاك الاحتلال “الإسرائيلي” المتكرر، بل يحاول النيل من كل ما هو حي في هذه البلاد.
ويضيف عوض أنه “نظرًا لأنه يتم وضعه الخلايا بعيدًا عن السكان في مناطق زراعية قريبة من السياج الفاصل بين غزة والداخل المحتل، فإن الاحتلال يرش المبيدات الحشرية التي تودي بحياة النحل، مما يضعف الإنتاج ويحدث الضرر للخلايا”.
الخوف من انقراض المهنة!
يؤكد مالك عوض أن إنتاج خلايا النحل للعسل بات شبه معدوم، مشيرًا إلى أنه “من المعتاد أن تنتج الخلية الواحدة سبعة كيلو من العسل، لكن هذا العام نشهد إنتاج ثلاثة كيلو فقط للخلية”.
ويُفيد بأن شُح الإنتاج وعدم اهتمام وزارة الزراعة بهذه المهنة، وتخصيص قسم للاهتمام بأصحابها ومحصولها، يهددها بالانقراض.
ويُشير إلى أنه” لا يوجد جمعيات ومؤسسات داعمة ومهتمة بالمهنة، وتفاصيل عملهم”.
ويؤكد أنهم يواجهون مشاكل ومخاطر في الوصول للخلايا؛ بسبب الاحتلال، ما أضعف وجود عاملين في مهنة إنتاج العسل.
ويتميز فصل الرّبيع بالطقس الدّافئ، الذي يساعد في خروج النحل من الخليّة؛ بحثًا عن الرحيق في الأزهار.
ووفق مالك عوض، تمر عملية جني العسل من الخلايا بمرحلتين، الربيع وأواخر الصيف بداية الخريف، قبل وصول الطقس البارد، وهناك نوعان للعسل بحسب المناخ، وهما: عسل الكينيا عسل الربيع.
ويؤكد عوض في ختام حديثه أن عسل الكينيا يُعد أفضل وأهم من عسل الربيع؛ نظرًا لجودته.
الزراعة: العدوان الأخير على غزة قتل آلاف خلايا النحل
قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة أدهم البسيوني، إن “قطاع النحل مهم جدًا، وأن عدد الخلايا في قطاع غزة يتراوح بحدود 19 ألف خلية”.
وأكد البسيوني في حديث مع شبكة “مصدر الإخبارية” أن “واقع قطاع النحل تأثر بالعدوان المتكرر من الاحتلال، إذ قتل الاحتلال الآلاف من الخلايا بطرق مباشرة وغير مباشرة، من خلال القصف وتجريف الأراضي”.
وأضاف أن “ما أثر على قطاع النحل ليس نقص الامداد والدعم بل نقص المراعي نتيجة تجريف الأراضي الزراعية”.
وأردف أن الاحتلال يشدد حصاره على قطاع غزة، مما يُصعب إدخال المستلزمات الخاصة بالمهنة.
وحول الشكاوى من ضعف الاهتمام بمهنتهم، أوضح البسيوني أن الوزارة تنظر خلال السنوات القادمة لإعادة قطاع النحل إلى حيويته، وإعادة تأهيل أراضي تشكل مراعي للنحل.
وحول دور الوزارة، قال البسيوني: “أطلقنا خلال هذا العام حملة زراعة آلاف زراعة أشجار الكينيا، وتوزع بشكل مجاني لزراعتها بالأماكن العامة والمتنزهات وجميع المناطق التي يستطيع النحل الوصول إليها”.
وتوقع أن يكون خلال الفترة القادمة تعاون لإرشاد المزارعين نحو التكيف مع التغيرات المناخية الحاصلة مثل ارتفاع الحرارة وانخفاضها.
وحول رش المبيدات، وجه البسيوني نصائح للمن يضع الخلايا بجانب أراضي زراعية أن يكون هناك تعاون مع المزارعين للتوافق حول موعد رش المبيدات، وإغلاق صناديق النحل أثناء رشها، داعيًا لتقليل استخدامها.