نواب أردنيون لمصدر: تشغيل مطار رامون سيتسبب بأزمة دبلوماسية مقبلة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

جدد الأردنيون نوابًا وشعبًا، التأكيد على رفضهم المُطلق تشغيل مطار رامون الإسرائيلي، كونه يمس بالسيادة الأردنية ويُخالف اتفاقية السلام الموقعة بين “تل أبيب” والمملكة الأردنية الهاشمية عام 1994.

ويرى الأردنيون، أن تشغيل مطار رامون ينعكس سلبًا على مصالح بلادهم، كما له تداعيات كارثية على حِزمة المشاريع الإستراتيجية المقرر تنفيذها بين الجانبين الإسرائيلي والأردن، ودول الخليج العربي من جانب آخر، خاصة سكة حديد السلام، ومشروع بوابة الأردن، ونقل الغاز الإسرائيلي عبر أنابيب الخط الأردني وغيرها من القضايا والملفات الأخرى.

السلطة تُريدنا وقت الأزمات فقط
سميح المعايطة، وزير الاعلام الأسبق بالحكومة الأردنية، فتح النار على السلطة الفلسطينية للمرة الأولى متهمًا “الأخيرة” بتقديم خدمات مجانية للاحتلال على حساب الأردن، قائلًا، إن “السلطة تريدوننا وقت الأزمات فقط”، في إشارة ضمنية إلى أن السماح بسفر المواطنين عبر مطار رامون، سيأتي على حساب مطار عمان الدولي مما سيُكبد الأردن وشركات السياحة خسائر فادحة.

وأضاف المعايطة في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “فتح المطار أمام الفلسطينيين، هو خطوةٌ إسرائيلية لخدمة مصالحها بالتوافق مع السلطة الفلسطينية في رام الله، التي قدمت خدمة للاحتلال على حساب الأردن الذي تحتاجه وقت الأزمات فحسب”.

ووصف “المعايطة” لغة مسؤولي رام الله في هذا السياق بأنها “ناعمة ومائعة، حيث لم يمنعوا المواطنين الفلسطينيين بشكل حازم وواضح من اللجوء إلى مطار رامون، وبثوا نصائح وتمنيات، بدلًا من التنبه لكُـلفة هذا السلوك على العلاقة مع المملكة”.

وتابع، “أن السلطة الفلسطينية منعت على مدار عشرين عامًا الفلسطينيين بالضفة من إطلاق رصاصة تجاه الجيش الإسرائيلي، فهل يعقل أنها عجزت عن اتخاذ موقف وطني إزاء قتلة الشعب الفلسطيني، ومنع الفلسطينيين من التوجه نحو مطار رامون للسفر عبره”.

مخالفة صريحة لاتفاقية شيكاغو
النائب في البرلمان الأردني ينال فرحات قال، إن “تشغيل مطار رامون يعد انتهاكًا واضحًا للسيادة الأردنية، ومُخالفة صريحة لاتفاقية شيكاغو وهناك شكوى قدمتها الأردن لمنظمة الطيران المدني الدولي لانتهاك مطار رامون الملاحة الجوية لمطار الملك حسين في العقبة”.

وأضاف في تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “السماح للمواطنين بالسفر عبر مطار رامون، يعد فرضًا ناعمًا للتطبيع على أهالي الضفة المحتلة، وسط خشية من خُطوة مستقبلية متمثلة في نقل السياح مِن منطقة “ايلات” بهدف ضرب السياحة في الأردن”.

وحمّل النائب الأردني، سلطات الاحتلال مسؤولية التضييق على الفلسطينيين العائدين من الأردن عبر جسر الملك حسين بتقييد أعداد الوافدين للأراضي المحتلة لإرغامهم على البحث عن خياراتٍ آخرى، مؤكدًا أن تصريحات رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية حول رفض تشغيل المطار أمرًا غير كافٍ”.

أزمة دبلوماسية بين السلطة والأردن
وتابع، “السلطة قادرة على إصدار قرار بمنع المواطنين بالضفة عبر مطار رامون سعيًا في احتواء الأزمة، لكن الإعلان عن تسيير الرحلة الأولى إلى قبرص ورحلات قريبة لتركيا وغيرها، سيُسبب أزمة دبلوماسية بين السلطة الفلسطينية والمملكة الأردنية الهاشمية، كون السلطة استطاعت منع العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيوني بموجب التنسيق الأمني، مما يجعلها قادرة على منع الفلسطينيين من السفر عن المطار الاحتلالي” وفق قوله.

وحول أسباب لجوء الفلسطينيين لاستخدام مطار رامون، أرجع النائب الأردني ينال فرحات، إلى أن السبب يتمثل في توفير الوقت والجهد والمال، وتأخر تطوير جسر الملك حسين “اللنبي”، مِن حيث الخدمات اللوجستية المُقدمة وتسهيل الخدمة وتخفيض الأسعار، ومحاربة بعض وسائل السمسرة التي يتعرض المسافرون لها خلال سفرهم إلى الأردن وغيرها”.

وطالب النائب فرحات، الحكومة الأردنية بضرورة العمل على تطوير معبر الملك حسين لضمان عدم تقييد حركة المسافرين الفلسطينيين مع أهمية عدم تحديد ساعات محددة للعمل حيث يُفترض أن يكون “الجسر” مفتوحًا على مدار الساعة، داعيًا إلى ضرورة الضغط على الاحتلال لإنهاء أزمة سفر المواطنين عبر جسر الملك حسين.

وأردف، “في حالة تذرع الحكومة الأردنية بتأخر عمليات التطوير في معبر الملك حسين بسبب الاحتلال الإسرائيلي فهو أمر غير مقبول، ويجب على الأردن إلزام الاحتلال بما جاء في اتفاقية وادي عربة التي نصت على ضرورة احترام سيادة كل “دولة”، رغم معارضتها مِن قِبل عموم الشعب الأردني بما فيهم النواب.

وعن جهود البرلمان الأردني للضغط على الاحتلال لوقف مطار رامون، أكد النائب ينال فرحات، أن النواب الأردنيون تواجهوا بأسئلة نيابية ورقابية للحكومة للاستفسار عن إجراءاتها المتخذة ردًا على قيام “إسرائيل” بإنشاء المطار”.

وأوضح، أن الهدف من جهود مجلس النواب الأردني، هو الوصول الكامل لمنع عمل المطار الإسرائيلي والتأكيد على قيام الحكومة بالضغط الجاد على الاحتلال في هذا السياق، كما يتطلب من الحكومة الأردنية التنسيق مع السلطة الفلسطينية لضمان عدم سفر المواطنين عبر مطار رامون.

طعنة في الخاصرة الأردنية

ونوه إلى أنه في “حال كانت هناك موافقة من السلطة الفلسطينية برام الله على تشغيل مطار رامون، فسيشكل ذلك طعنةً في الخاصرة الأردنية، كونها قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، وسيترتب عليه مواقف تصعيدية كبيرة للحفاظ على مستوى العلاقات السياسية والاقتصاد الأردني”.

خُطوة للتطبيع مع الاحتلال
الصحفية الأردنية سارة سويلم، قال، إن “افتتاح الاحتلال الاسرائيلي مطار رامون الدولي وتسيير أول رحلة تحمل شخصيات من فلسطين متجاهلة مطار الملكة علياء فرع العقبة  يُـعد انتهاكًا صريحًا وواضحًا للسيادة الأردنية، وفي كل مرة يثبت الاحتلال بأفعاله أنه يسعى دومًا لانتهاك سيادة الدول العربية والسيطرة عليها وهذه الخطوة ما هي إلا تنفيذ لبنود صفقة القرن الناتجة عن اتفاق اوسلو و وادي عربة”.

وأضافت في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية، “بصفتي مواطنة أردنية قبل أن أكون صحفية أُطالب الحكومة الاردنية بحفظ سيادة البلاد من التطبيع مع الاحتلال الصهيوني الذي بات يُـهدد كل الدول العربية ومجتمعاتها وألا تلتزم الصمت حِـيال ذلك”.

وحول سبب استخدام الفلسطينيين مطار رامون الإسرائيلي بديلًا عن مطار الملك حسين، قالت، إن “الفلسطينيين يعتقدوا أن خطوة التنقل عبر هذا المطار هو متنفس للحرية، لافتةً إلى أن السبب قد يكون بعض الامتيازات والتسهيلات التي من شأنها تحفيز الفلسطيني للتنقل بين مطار رامون والمطارات الاخرى.

وكان عضو مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية محمود خصاونة، أكد أن السماح للفلسطينيين السفر عبر رامون سيكون له أثر كبير وضرر مباشر على السياحة الأردنية.

وتوقع خصاونة أن تصل نسبة الضرر على السياحة الصادرة إلى 65 في المئة، والسياحة الوافدة إلى 15 بالمئة، مشددًا على أن الأردن سيفقد المسافرين عبر المعابر القادمين للزيارات العائلية الخاصة.

ولفت إلى أن هؤلاء المسافرين، هم من يشغلون مختلف القطاعات السياحية مثل الشقق الفندقية والفنادق والمطاعم، مقدرًا الشريحة فقط بـ نصف مليون مسافر فلسطيني سنويًا.

وطالب خصاونة بضرورة أن تتخذ الحكومة الأردنية إجراءات؛ لإنهاء أزمة مطار رامون الإسرائيلي، وذلك عبر تحسين البنية التحتية للمعابر وفتح قاعات أكبر وأوسع لاستخدام المسافر الفلسطيني.

وحث خصاونة الحكومة الأردنية إعادة النظر بالمبالغ المالية التي يقدمها المسافر الفلسطيني المرتفعة، داعيًا إلى تقديم خطة تسويقية وترويجية من الجهات المعنية لإعادة عمليات السفر عبر جسر الملك حسين.

أقرأ أيضًا: نائب أردني لمصدر: مطار رامون ينتهك السيادة الأردنية ويُخالف معاهدة السلام