عائلة أبو جزر لمصدر: الاحتلال سرق فرحتنا بتحرر ابننا ولابد للقيد أن ينكسر

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
“الاحتلال سرق فرحتنا ولا حول لنا ولا قوة”، بهذه العبارات المكلومة عبّر المواطن “خالد جمعة أبو جزر” شقيق الأسير “أحمد”، عما يَجيش في صدره وعائلته من قهرٍ وحزنٍ، عقب وصولهم خبر تجديد سلطات الاحتلال اعتقال “ابنهم” 6 أشهر إضافية، بعدما كان مقررًا الإفراج عنه اليوم الخميس عبر حاجز بيت حانون – ايرز شمال قطاع غزة.
تقول العائلة، “إنها منذ أيام تُواصل استعداداتها لاستقبال “أحمد”، حيث أحضرت الزينة وشرعت في رفع لافتات الاستقبال وعبارات الاشتياق من المحبين والأصدقاء، الذين توافدوا إلى منزل “الأسير”، لتجهيز الطعام والشراب لتوزيعها ابتهاجًا بقدوم “سفير الحرية” المُفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أن يُنغص الاحتلال فرحة العائلة ويُحيل دموع الفرحة إلى آهاتٍ من الحسرات والألم”.
يُضيف خالد أبو جزر في حديثٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “ظُهر اليوم تلقت العائلة اتصالًا هاتفيًا مِن محامي شقيقه خالد زبارقة ألغها بأن محكمة الاحتلال جددت اعتقال نجلها 6 أشهر إضافية، رغم انتهاء محكوميته البالغة 18 عامًا في سجون الاحتلال”.
وتابع، “عندما تلقينا الخبر أُصيبت العائلة بصدمةٍ كبيرة وخيبة أمل حقيقية، وعمّ الحزن أرجاء البيت الذي كان ممتلئًا بالبهجة والسرور وترقب وصول محررنا البطل “في إشارة لأخيه الأسير أحمد”.
وأكمل، “العائلة تعيش لحظات الانتظار والشوق منذ 19 عامًا، ابتهاجًا بعودة أخينا الأسير “أحمد” إلا أن الاحتلال سرق منا فرحتنا، وأصبحت العائلة لا تعرف مصير ابنها بعد النطق عليه بالحُكم الجديد ونُحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته”.
وأردف، “أمي منذ علمها بخبر تمديد اعتقال “أخي”، أُصيبت بصدمةٍ عصبية ونفسية حادة، ومنذ ساعات نُحاول التعامل معها لتستقر حالتها، إلّا أن صعوبة الخبر فاقت كل المحاولات وبتنا عاجزين ولا حول لنا ولا قوة”.
واستتلى، “كان أصدقاء وأقارب العائلة في مصر والأردن، يتواصلون معنا على مدار الساعة ليُشاركونا فرحة تحرر أحمد، إلّا أن الفرحة كانت منقوصة بقرار تجديد اعتقاله عِدة شهور إضافية، لكن ذلك لن يزعزع إيماننا بالله بأن الحرية قريبة والقيد لابد أن ينكسر”.
وأوضح لمصدر الإخبارية “الحُكم الفِعلي لشقيقه كان 17 عامًا، إلا أن سلطات الاحتلال مددت اعتقاله 20 شهرًا واليوم أعلنت المحكمة الصهيونية تمديد الاعتقال للمرة الثالثة 6 أشهر، حيث تم نقله من سجن “شطة” إلى المحكمة العسكرية وتم اسناد تهمة الاعتداء على شرطي إسرائيلي ليُجدد اعتقاله 6 أشهر إضافية ظلمًا وعدوانًا”.
وأكد، أن العائلة تواصلت مع منظمة الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات المعنية بشؤون الأسرى، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب لهم في زيادة واضحة للإمعان والحقد الشديد بحق الأسرى داجل السجون الإسرائيلية.
الزيارة الأخيرة
يُشير خالد أبو جزر، إلى أنه “منذ عام 2008 لم تستطع العائلة زيارة “نجلها” المعتقل في سجون الاحتلال عدة مرة واحدة فقط، اجتمعت فيها أصناف العذاب والقهر والألم، حيث لدى الزيارة تعدى النائب الصهيوني المتطرف أرون حزان على الحافلة التي كانت تُقل أهالي الأسرى وشرع بالتحدث بالألفاظ النابية والاعتداء جسديًا على امهات الأسرى، دون أن تُحرك المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الأسرى ساكنًا”.
تفاصيل الاعتقال
قال خالد أبو جزر، إن “شقيقه أحمد لدى اعتقاله كان يبلغ من العُمر 18 عامًا، وتم إصدار حُمكًا إسرائيليًا بحقه أكبر من عُمره الفعلي مما يعكس الوحشية والسادية التي يتعامل بها الاحتلال مع الأطفال المعتقلين”.
وعن آلية اعتقاله، “كان أخي في طريقه لشراء ملابس جديدة، وعند عودته للمنزل، تم توقيفه عبر حاجز “أبو هولي” العسكري الإسرائيلي، والتحقيق معه ونقله إلى جهة مجهولة ووصل العائلة خبر اعتقاله لدى الاحتلال لاحقًا”.
وناشدت عائلة أبو جزر، وسائل الاعلام بضرورة تسليط الضوء على معاناة نجلها في سجون الاحتلال، كما وجهت مطالبة لمنظمة الصليب الأحمر والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى إلى ضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عن نجلهم الأسير “أحمد” وجميع الأسرى الفلسطينيين.
فجر الحرية قادم
من جانبه، قال مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى رياض الأشقر، إنها “ليست المرة الأولى التي تعمد فيها سلطات الاحتلال للتنغيص عن الأسرى وذويهم، بعدما يقوموا بتهيئة الظروف كافة لاستقبال “المحررين” ومشاركتهم فرحة الإفراج عنه ونيل الحرية”.
وأضاف في حديثٍ لمصدر الإخبارية، “عدم الإفراج عن الأسرى بعد انتهاء محكومياتهم له تداعيات سلبية على نفسيات الأسرى وذويهم، كونه يُشكل صدمةً وخيبة أمل، لكن ما يبعث السرور في النفس أن فجر الحرية قادم رغم عتمة السجان”.
وأشار إلى أن “الفترة الأخيرة شهدت تزايدًا في عمليات التملص من إطلاق سراح الأسرى بعد انتهاء محكومياتهم خاصة أسرى مدينة القدس، الذين يتم استقبالهم بعشرات المحبين والأقارب والمهنئين ما يغيظ الاحتلال ويدفعه لإعادة احتجاز الأسير عِدة ساعات لضمان غياب مظاهر الفرح التي تنتظره بالخارج ومَن ثُم يُفرج عنه في ساعةٍ متأخرة من الليل”.
واستهجن “الأشقر” تقاعس المنظمات المعنية بشؤون الأسرى، عن التحرك لوقف انتهاكات الاحتلال بحق الحركة الأسيرة والمعتقلين في سجون الاحتلال، داعيًا إياها إلى تفعيل دورها المنوط بها بشكلٍ حقيقي تنفيذًا للاتفاقات والمعاهدات الدولية المُوقعة وعلى رأسها اتفاقية جينيف الرابعة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان.