التنسيق بين فصائل غزة.. قضية مصيرية

أقلام _ مصدر الإخبارية
بقلم معتز خليل
تابعت خلال الأيام الأخيرة بعض التصريحات التي أدلى بها قيادات في حركة الجهاد الإسلامي في شأن التنسيق والعمل المشترك مع حركة “حماس”، من أجل التصدي لأي عدوان إسرائيلي على غزة.
التصريحات جاءت أثر نشر صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أخيرا تقريرا بعنوان «الجهاد» تنسحب من غرفة العمليات مع «حماس» رداً على «الخذلان».
ونسبت بعض منصات ومواقع التواصل الاجتماعي للمسؤول الكببى في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، الذي استشهد نجله زياد، بينما كان برفقة خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس الذراع العسكرية للحركة، في قصف إسرائيلي على منزل كانا فيه، خلال العدوان الأخير، إنكاره ما يتم تداوله في شأن انسحاب الحركة من غرفة العمليات المشتركة بقيادة حماس بعد جولة القتال الأخيرة.
المدلل قال، ومعه عدد من قيادات حركة الجهاد الإسلامي، صراحةً أنها ملتزمة اتفاق وقف إطلاق النار طالما التزم الاحتلال، وأن الحركة تعمل مع المسؤولين المصريين للإفراج عن بسام السعدي وخليل العواودة.
وفي هذا الصدد أحب فقط أن أوضح بعض القضايا أو النقاط، أبرزها أن التنسيق السياسي والعسكري بين فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد أو “حماس” أمر مصيري لا بديل عنه الآن.
ثانيا أن التباين أو الاختلاف السياسي أو الاستراتيجي أمر عادي وطبيعي.
وفي النهاية تخوض الفصائل معركة ضد الاحتلال، ويمكن في هذا الإطار أن تتباين المواقف، وتختلف بين هذا الفصيل أو ذاك في أسلوب القتال، أو التعاطي مع الاحتلال.
والنقطة المهمة في هذا الصدد أن كثيرا من الفصائل أو الأحزاب العربية في قلب الوطن العربي تباينت مواقفها في التعاطي مع الكثير من الأزمات، وهو أمر معروف على مدار التاريخ الإنساني، بل ويمثل ظاهرة صحية من المفترض أن تُثري الوطن وتحدياته.
غير أن النقطة البارزة الأن: هل انسحبت الجهاد فعلا من غرفة العمليات المشتركة؟ وهل هناك خلافات سياسية وتباينات مع حركة “حماس” في بعض من المواقف؟
بصراحة، هذا التباين موجود، وعلى مصر وغيرها من الأطراف الإقليمية، وعلى رأسها قطر العمل الجدي من أجل وقف أي تباين، أو استمرار الخلاف بين الطرفين، الأمر الذي بات واضحا الان، خاصة مع توتر الأوضاع السياسية أخيرا بين مصر وإسرائيل، بسبب إقرار التهدئة وتصاعد نبرة الغضب في الخطاب الإعلامي الفلسطيني لفصائل امقاومة، الأمر الذي يدفعنا إلى مساعدة الفصائل الفلسطينية على التقارب، والقضاء على أي أحداث أو مواقف تسببت في أي تباين مع بعضها بعضا.