مزهر: ندعو لوضع برنامج وطني شامل يحمي أهلنا ووجودنا في القدس

غزة – مصدر الإخبارية
قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، “آن الأوان لحوار وطنيٍ جاد ومسؤول، لوضع برنامج وطني شامل يحمي أهلنا ووجودنا في القدس، مع أهمية اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالدفاع عنهم، وتعزيز صمودهم”.
وأكد على أن القدس التي وحدتنا خلف المقاومة، وتُشّكل الظهير لها، تتطلب منا تطوير قدرات المقاومة وأدواتها النضالية، ما يستوجب العمل على تطوير الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة وصولاً لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تُدير تكتيكات المقاومة والقتال، باعتبارها الجسم المقاوم المُعبّر عن وحدة المقاومة في الميدان.
وأضاف، إن “إحراق الأقصى جاء في إطار المخطط الإسرائيلي المستمر الهادف للإجهاز على رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، وكل شاهد على الوجود الفلسطيني”.
وتابع، خلال المؤتمر الوطني في الذكرى الـ53 لجريمة إحراق المسجد الأقصى، أن “القدس هي درة التاج والعاصمة الأبدية لدولة فلسطين، والتي من أجلها نُقدم أرواحنا ودمائنا وأعز ما نملك، هذا المكان المُقدس توحّد خلفه الفلسطينيون على اختلاف معتقداتهم الدينية، فكانت معركة البوابات الحديدية شاهدًا على هذه الوحدة، حينما كان يسجد المُسلم ليقف المسيحي مرتلاً مزامير الإنجيل”.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال الاستهداف إلى تحويل الصراع من وجودي إلى ديني في محاولةٍ لتزييف طبيعة وحقيقة الصراع وجوهره، وعلى الدوام كان الرد الفلسطيني المزيد من الوحدة خلف معلمٍ وركنٍ من أركان الهوية وشاهدًا تاريخيًا على حقيقة الوجود الفلسطيني، الذي كان ولا زال وسيبقى متجذراً.
وأكد مزهر، أن الجريمة لم تكن بمعزلٍ عن جرائم الاستعمار الصهيوني التي استهدفت مدينة القدس منذ هبة البراق ولم تنتهِ حتى يومنا هذا، لافتًا إلى أن الأقصى والقدس كانتا على الدوام منصةً وقضيةً وثابتاً وبقعةً يتكثف بها الصراع في طبيعته الوجودية.
وتابع، “يعتبر الفلسطينيون القدس جزءاً لا يتجزأ من هويتهم الوطنية، ومعلماً وجودياً وشاهداً تاريخياً على ملكية الأرض والتاريخ لأصحاب هذه الأرض وروادها منذ كنعان وليس انتهاءً بالجعبري ومنصور والنابلسي، وأسرانا الأبطال وخاصة المضربين عن الطعام وعلى رأسهم المناضل خليل عواودة الذي سينتصر حتمًا على السجان”.
وأكمل، “القدس بأقصاها وقيامتها شاهد وجودي ومكون رئيسي للهوية الوطنية، والذي لا يقبل الاقتلاع ولا التهويد. وستبقى جذوة الكفاح مستمرة حتى التحرير والعودة، وكنس آخر مستوطن إرهابي عن أرضنا، وسيبقى المسجد الأقصى معلماً فلسطينياً وعروبياً وعنواناً للوحدة، ومنصةً عابرةً للأديان والجغرافيا”.
وفيما يتعلق بتسريب الأراضي، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية جميل مزهر، إن “تسريب الأراضي أحد أهم أدوات الاستيطان والتهويد التي بات يستخدمها العدو الإسرائيلي للنيل من وجودنا وهوية القدس العربية”.
ودعا مزهر، إلى أهمية وجود إجراءات شعبية وقانونية ووطنية بحق كل من تثبت إدانته أو تورطه في عمليات تسريب الأراضي، باعتباره خيانةً عظمى للدم والوجود الفلسطيني، حيث أن المخاطر التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، والمُتمثلة في الاعتداءات اليومية الممنهجة على المسجد الأقصى تتطلب منا أن نكون على قدرٍ من المسؤولية، ونُغادر خلافاتنا، وننهي انقسامنا، ونتوحّد ونوحّد خلف قضاياه الوطنية الكبرى”.
ونوه إلى أن تعزيز وحدة الحاضنة الشعبية والتصدي لمحاولات العدو والخصوم لاستنبات الصراعات والخلافات داخلها يعزز من صمود أهلنا في القدس، ويشد من عزائمهم، وفي ذكرى جريمة حرق المسجد الأقصى، نذكّر العالم بالمحارق التي ارتُكبت بحق شعبنا منذ وعد بلفور المشؤوم، مروراً بالنكبة ودير ياسين وصبرا وشاتيلا والمئات من المجازر والمحارق.
ودعا “مزهر” المجتمع الدولي للكف عن الكيل بمكيالين والتعامل بازدواجية المعايير، فشعبنا وقواه ستبقى تدافع عن الرواية الوطنية والتاريخية وعن الظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا، فالاحتلال إلى زوال.
أقرأ أيضًا: الجبهة الشعبية: يجب ألا نسمح للاحتلال بأن يستفرد بمنطقة أو فصيل بعينه