رغم رفض السلطة.. قريباً أول رحلة تقل فلسطينيين عبر مطار رامون

رؤى قنن – مصدر الاخبارية

على الرغم من الرفض الفلسطيني الرسمي والتذمر الأردني الحكومي، تستعد إدارة مطار رامون الاسرائيلي لتسيير أول رحلة من المطار متجهة إلى تركيا، بعد استكمال الحجوزات على الطائرة، من قبل مواطنين فلسطينيين في الضفة الغربية.

وجاءت فكرة تشغيل المطار بعد اشتداد أزمة وتكدس المسافرين الفلسطينيين على جسر الملك الحسين مع الأردن، وفق ما نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية.

وقالت الصحيفة إن سلطة المطارات الإسرائيلية تستعد لتشغيل أولى الرحلات الدولية للفلسطينيين من مطار رامون إلى تركيا مطلع آب (أغسطس) القادم.

وتوصف هذه الخطوة بـ”التاريخية”، حيث سيتمكن الفلسطينيون من السفر للخارج دون الحاجة للمرور بالأردن.

ومعظم الأشخاص مَن أبدوا استعدادهم للسفر عبر المطار، أرجعوا السبب إلى المعاناة التي يتكبدها الفلسطينيون من خلال مرورهم عبر معبر الكرامة، إضافةً إلى التكلفة المالية المرتفعة.

قطع الطريق

طلعت علوي رئيس “الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين بكرامة” يقول لشبكة مصدر الاخبارية، ” إن الوضع الحالي للمعبر (بين فلسطين والأردن) يشجع الفلسطينيين بالتوجه لخيار السفر من مطار رامون، ومن الواضح أن هناك جدية إسرائيلية في تشغيله”، على حد قوله.

ويؤكد “من الأسهل للفلسطيني الوصول إلى مطار رامون، خاصة أنه سيسافر دون الحاجة للمبيت في الأردن في الذهاب والإياب بسبب تحديد ساعات عمل المعبر”، خلال أكبر عملية ترانزيت تستنزف ماله ووقته”.

ويبين علوي أنه إذا كان الجانبين الأردني والفلسطيني رافضين بشكل حقيقي لهذه الخطوة، فعليهم قطع الطريق على الجانب الإسرائيلي من خلال العمل 24 ساعة في المعابر وتخفيض التكلفة، والسماح للفلسطينيين بالسفر عبر مركباتهم وتقديم التسهيلات الإضافية.

وبدأ الطيران من مطار رامون عام 2019، وهو ثاني أكبر مطار في إسرائيل بعد مطار اللد (مطار بن غوريون).

جاءت فكرة بناؤه بعد حرب إسرائيل على قطاع غزة 2014، حينما خلصت لجنة أمنية أن مطار اللد (بن غوريون) ساقط أمنيا بعد توقف عمله عقب قصفه من قبل المقاومة الفلسطينية.

رفض رسمي

ورسميا، رفض الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية موسى رحال المخطط الإسرائيلي، مطالبا بتسليم مطار القدس الدولي إلى دولة فلسطين، وإعادة العمل في مطار غزة وفقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

إلا أن هذا الموقف لا يعول عليه، ويمكن أن يتغير بضغوط أميركية أو إسرائيلية، وفق ما يقوله عمر رحال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس”.

وطالب عمر رحال بضغط سياسي وشعبي لرفض المخطط الإسرائيلي وتطبيق الاتفاقات الدولية بعودة العمل بمطار غزة وتسلم “مطار القدس- قلنديا” لإعادة تشغيله.

تهديد للسياحة في الأردن

وحول الآثار المترتبة نتيجة تشغيل مطار رامون على القطاعات الاقتصادية والسياحية الأردنية، يقول باسم الغلايني أمين سر جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية، أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يشكلون أكثر من 50% من زبائن الشركات السياحية الأردنية.

وطالب الغلايني بتحرك أردني رسمي جاد، واتخاذ الموقف اللازم، لوقف هذه الخطوة الاسرائيلية التي ستشكل انتكاسة كبيرة لشركات السياحة والسفر في المملكة.

في الوقت الذي ستتأثر فيه مختلف القطاعات السياحية من الفنادق والمتاجر والسيارات والمطاعم والشقق المفروشة سلبا وبشكل خطير في الوقت الذي يشكل فيه الفلسطيني 50% من العمل السياحي في المملكة كما يقول ياسر عبده صاحب شركة سياحية

فرص نجاح

وتشكل الرحلات التجريبية عبر مطار رمون لتركيا، نقطة إيجابية بوصفها أبرز الوجهات السياحية والتجارية التي يقصدها الفلسطينيون خلال السنوات الأخيرة، في الوقت الذي يقلل البعض من إمكانية إقبال الفلسطينيين عليه نظرا لبعده جغرافيا، فبُعد المطار جغرافيا بمسافة تصل إلى 450 كيلومترا، أي 6 ساعات للمسافر من مدينة رام الله وهي المنطقة الأقرب بالضفة، سيؤثر على استخدامه رغم كل التسهيلات الإسرائيلية المعلنة.

إلا أن التفاعلات الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الضفة الغربية تتحدث عن حرية السفر بكرامة بغض النظر عن الجهة أو الطريقة.

وكتب الناشط الاعلامي والاجتماعي فادي عاروري من رام الله تغريده مطولة حول القضية، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية المعترضة على سفر المواطنين عبر رامون عليهم ان يحفظوا كرامة المواطنين خلال السفر وأن يتوقفوا عن السفر عبر مطار بن غوريون.

ومساء اليوم، أجلت سلطات المطارات الاسرائيلية، الخاصة بالفلسطينيين عبر مطار “رامون”.

وبحسب صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية، إنه كان من المفترض أن تكون أول رحلة خلال نهاية الشهر الجاري من خلال الخطوط الجوية التركية التي ستنظم الرحلة، مشيرة أنه لم يتم تحديد موعد جديد.