ساندرا بالي.. ناداني وطني فلبيت النداء وأهلي مصدر التشجيع الأول

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أثبتت “الفلسطينية” على مدار السنين، أنها الاستثنائية بين جميع النساء، حيث أظهرت شجاعة واقدامًا وتميزًا في كل الميادين، وقدرةً فائقة على تحدي الصِعاب المتمثلة في الواقع المعيشي تحت الاحتلال، في ظل الانتهاكات المستمرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

كثيرةٌ هي الأسماء التي باتت تُزاحم في مهنِ مختلفة، كان حكرًا على الرجال يومًا من الأيام، لتمسي المرأة الفلسطينية، تتقدم الصفوف بخطى واثقة وهمة لا تعرف التراجع أو الانكسار، متحديةً الظروف والواقع لرسم صورةً مشرقة رغم ظُلمة الاحتلال وقسوة المجتمع.

ساندرا رامي بالي، ذو 24 عامًا، ابنة مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، استطاعت أن تكون أول سائقة سيارة إسعاف، لتعلن بذلك تمردًا جديدًا على الواقع، تلبيةً لنداء الواجب الإنساني والوطني.

تقول “ساندرا” “أحببت منذ الصغر مرافقة أبي الذي كان يعمل في مجال السيارات، كنت أتابعه بعناية، وأستفيد مما يقول وأتعلم منه، واستطعت تكوين خلفية عن عمل المركبات لصناعة مستقبلي وفق ما أحب”.

وتُضيف في حديثٍ لمصدر الإخبارية، “درست تخصص التمريض وأعمل في المستشفى الأهلي منذ عامين، وأحببت من خلال سياقة سيارات الإسعاف، إثبات أن المرأة قادرة على العمل بمجالاتٍ مختلفة، كانت بيومٍ من الأيام حكرًا على الرجال، لأن واقعنا المعيشي يحتاج لمثل هذه المهارات والقدرات”.

جرأة وقوة قلب!

وأكملت، “المجال الصحي يتطلب الجرأة وقوة القلب، سواءً أكان في التمريض أو العمليات أو مجال الإسعاف، كون المُسعف يتعامل بشكلٍ مباشر مع المصابين والشهداء، ومن الوارد أن يكون بينهم أشقاء، أصدقاء، باعتبارنا نعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي”.

سفراء الإنسانية

وأشارت سائقة الإسعاف ساندرا بالي، “شعور الفخر يعتريني وأنا أنقذ حياةَ إنسان، لأنها أغلى ما يملك، ونحن سفراء الإنسانية ولن نتراجع يومًا وسنكون دومًا خط الدفاع الأول عن أبناء شعبنا الفلسطيني لأن هذه الأرض تستحق منا الكثير”.

وأردفت، “أمتلك رخصة قيادة منذ ست سنوات، وأحببت أن أتميز بين أقراني، وزاد شغفي لهذا المجال فقمت بالتقدم لدورات تدريبية في مركز إسعاف النور ببلدة يطا جنوب الخليل، الذي شكّل لي دعمًا قويًا بإدارييه وموظفيه، حيث تلقيت تدريبات على مدار ستة أشهر، بهدف صقل قدراتي ومهاراتي اللازمة لتأهيلي في مجال سياقة سيارات الإسعاف”.

تشجيعٌ ودفع للإمام

وتكشف عن تعرضها “لكثير من التنمر والنظرة الازدرائية من قبل البعض، إلا أن تشجيع عائلتها وأصدقائها كان سببًا لتخطي النظرات السلبية والعبارات المُحبطة، إضافة إلى أن إيمانها بأهمية ما تقوم به لمجتمعها ووطنها شكلا لها مصدر فخر واعتزاز”.

وتابعت، “واجهت تعليقات سلبية عديدة، لكنها لم تقف عائقًا أمامي، ولم ألتفت إليها، لأنني وجدت دعمًا إيجابيًا أكبر، ساعدني على اكمال الطريق وزيادة شغفي للوصول إلى طموحي وحلمي لخدمة وطني وأبناء شعبي”.

وأكدت، “وطني بحاجة إليَّ، وهذا ما جعلني أختار هذه المهنة الإنسانية التي لا تغيب عن ميادين المواجهات، والتصعيدات، والكوارث، والعدوان …، ما يجعلني دومًا في حالة الجهوزية التامة لتقديم الدعم اللازم للمرضى والمحتاجين للخدمة الإسعافية”.

واستتلت، “سبب مهم لحبي وشغفي بهذا المجال، يكمن في كسر الصورة النمطية لتعامل الأطباء والممرضين مع النساء، كونهن “الأخيرات” يُواجهن حرجًا في تلقي العلاج مِن قِبل الرجال، والتحاق الممرضات بالمجال يبعث الطمأنينة في النفس بشكل أكبر وبارتياح أكثر، كون الجزء الأساسي في العلاج يكمن بالراحة النفسية للمريض”.

لا مستحيل أمام الطموح

ووجهت رسالة ختامية للشباب من كلا الجنسين شددت فيها على أنه “لا مستحيل أمام الطموح، وأن المطلوب فقط هو عقد النية والتوكل على الله، والانطلاق نحو الهدف بنفس واثقة وقلب جريء، على مدار عامين اعترضتني الكثير من المعيقات لكنني أصريت على الوصول حتى بلغت مرادي وأصبحت في المكان الذي أحب”.

وأكملت، “يا نساء فلسطين، اعلمن أن مكانكن ليس في المنازل فحسب، بل إن بلادنا تحتاج منا التواجد في كل مكان، تلبيةً لنداء الوطن وتعزيزًا للمشاركة المجتمعية”.