نتنياهو عزز موقعه وحزب “العمل” عزز ميخائيلي

أقلام- مصدر الإخبارية

مركز أطلس للدراسات والبحوث- غزة: بعد عدوان “بزوغ الفجر” تقدم لبيد بمقعديْن بسبب إدارته الحرب، وتراجع “الليكود” بمقعد، وكذلك تراجع حزب “أزرق أبيض” و”أمل جديد” بمقعد، تأكيدًا لميل التراجع لديهم ووقف زخم الوحدة بين الحزبيْن، بينما حزب “العمل” تقدم بمقعديْن ووصل إلى سبعة مقاعد، على إثر الانتخابات التمهيدية التي جرت، الثلاثاء الماضي، ولم تنجح “ميرتس” في تخطي نسبة الحسم، بينما نجح حزب شاكيد وهندل “الروح الصهيونية” في تخطي نسبة الحسم.

وبحسب نتائج استطلاعات الرأي، لا زالت الأزمة السياسية على حالها، ومؤشرات استطلاع الرأي لانتخابات الكنيست الـ 25 أن معسكر نتنياهو لا زال هو الأقرب لتشكيل الحكومة، لكن كتلته لم تصل إلى الرقم الذهبي؛ الـ 61 مقعد الذي يؤهل كتلته لتشكيل حكومة. وتأرجح حزبي “ميرتس” وشاكيد حول نسبة الحسم، سيجعل كل نتائج الاستطلاعات متذبذبة حتى نتائج الانتخابات، ولن يمنح أيّ من التكتلين تفوقًا واضحًا وثابتًا قبل الانتخابات، حيث من المعروف أن التذبذب الانتخابي كبير والسيولة الانتخابية حول الكتلتيْن كبيرة ومتغيرة، ومتغيرات الانتخابات ومؤثراتها كثيرة وسريعة. فمثلًا، دخول رئيس الأركان السابق ايزنكوت المعترك الانتخابي وانضمامه لغانتس أو لبيد – وهو الأمر الذي سيحسمه ايزنكوت في الأيام المقبلة – سيؤثر إيجابًا على فرص الحزب الذي سينضم إليه.

الانتخابات التمهيدية داخل حزب “العمل”

بعد أن انتخبت ميراف ميخائيلي في دورة ثانية لرئاسة حزب “العمل”، جرت انتخابات تمهيدية داخل الحزب للكنيست الـ 25، يوم الثلاثاء الماضي، شارك فيها 58% من أعضاء الحزب البالغ عددهم قرابة الـ 40 ألف عضو، وقد جاءت نتائج الانتخابات مفاجئة، حيث أهم وزيريْن من حزب “العمل” عومر بارليف (وزير الأمن الداخلي) ونحمان شاي (وزير الهجرة) تم انتخابهم في مواقع غير مضمونة، أي إنهم لن يكونوا في الكنيست القادمة، وهم كانوا قبل الانتخابات من أهم وأبرز قيادات الحزب ولهم بصمة مؤثرة داخل دولة الاحتلال، بينما تبوأت نعاما لزيمي الموقع الأول وجلعاد كريب الموقع الثاني وافرت رايتين الموقع الثالث وابتسام مراغنة – العربية التي خلقت تحديات لحكومة بينت – انتخبت في موقع غير مضمون (رقم 8).

من الواضح أن القرب من رئيسة الحزب ميخائيلي كان له علاقة مباشرة في تقدم الصفوف، والعكس صحيح.

الانتخابات التمهيدية داخل حزب “الليكود”

كذلك انتخابات “الليكود” التمهيدية التي نشرت نتائجها، أول أمس، كانت مفاجئة، وأكدت مسارًا وميلًا دائمًا داخل “الليكود” وهو تغيير وجهه الانتخابي ليتلاءم مع تأكيد المزيد من الولاء والتبعية لنتنياهو، وكانت نتائج انتخابات “الليكود” التمهيدية تأكيدًا على الدور المهم والفعال ليائير نتنياهو (ابن نتنياهو)، حتى إن بعض المتابعين اعتبرها قائمة يائير نتنياهو، “الليكود” الذي كان قبل سنوات في مقدمة صفوفه ادلشتاين ويسرائيل كاتس وساعر وأردان، وجميعهم في وقت ما أعربوا عن نيتهم التنافس أمام نتنياهو وتطلعوا لخلافته، وبعضهم أعرب عن عدم ارتياحه من تمسك نتنياهو بقيادة الحزب، برغم لوائح الاتهام ومقاطعته من قِبل بعض الأحزاب، ممّا جعل “الليكود” يفشل أكثر من مرة في تشكيل الحكومة.

يولي ادلشتاين (الذي كان رئيسًا للكنيست، وكان رقم واحد في الحزب بعد نتنياهو)، ولأنه أعلن عن رغبته في التنافس على رئاسة الحزب ثم تراجع وحصل على الموقع 18، أي من مقدمة العشرية الأولى إلى ذيل العشرية الثانية، كذلك الوزير السابق يسرائيل كاتس (وهو أحد أهم الشخصيات القيادية في “الليكود” والطامح لخلافة نتنياهو) تراجع إلى الموقع 12 بعد آفي ديختر، الذي تقدم كثيرًا بفضل ولائه لنتنياهو، والوزير السابق تساحي هنغبي وأبو قسيس تراجعا إلى مواقع غير مضمونة، بينما تقدم الصفوف وجاء في الموقع الأول ياريف لفين، وهو الأكثر قربًا من نتنياهو وعائلته، ويحمل ذات الأجندة ضد منظومة القضاء، وبعده ايلي كوهين (شخص مغمور جاء من حزب كحلون المنحل)، ويليه غالنت ثم دافيد امسلم وامير اوحنا. باختصار، فإن العشرية الأولى المرشحة للكنيست من قِبل الحزب هي العشرية الأكثر قربًا وولاءً لنتنياهو، وهي التي ستساعده في حملته الانتخابية السياسية والداخلية، وتحديدًا الداخلية.

“الصهيونية الدينية” و”القوة اليهودية”

حزب المستوطنين الذي يعرف بالصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش استكمل اتفاق توحيد القائمة الانتخابية مع حزب القوة اليهودي برئاسة بن غبير، وهو الحزب الأكثر فاشية وانفلاتًا، حيث سيتم تقاسم القيادة والمقاعد الانتخابية مناصفة. وتتوقع الاستطلاعات أن يحصدا عشرة مقاعد، وهو رقم كبير لأحزاب كانت على هامش الحياة السياسية، حتى إن بن غبير فشل أكثر من مرة في دخول الكنيست، وهذا تأكيد على الربط بين التطرف وبين التقدم الانتخابي، ومن غير المستبعد أن يحصل بن غبير على حقيبة وزارية إذا ما شكّل نتنياهو حكومة ضيقة.

اقرأ/ي أيضًا: لن يبزغ الفجر: الفرصة الضائعة في غزة