هكذا خططت إسرائيل للعدوان على غزة واغتيال تيسير الجعبري وخالد منصور

غزة- مصدر الإخبارية

تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن التفاصيل التي جرت خلف الكواليس والمتعلقة بالتجهيز وإعداد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة واغتيال عدد من قادة سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، الذي بدأ عصر الجمعة الماضي واستمر ثلاثة أيام.

وقال الصحافي والمحلل السياسي يوآف ليمور، في مقال له في صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إن “الجيش اعتقل القيادي في الجهاد الإسلامي بسام السعدي من جنين، فقد بدأ قسم العمليات في (جهاز الأمن العام) “شاباك بنفض الغبار عن ملفي تيسير الجعبري (قائد لواء الشمال في سرايا القدس)، وخالد منصور (قائد لواء الجنوب) كي يكون مستعدًا لتصفيتهما”.

وأضاف أنه “بينما دخل غلاف غزة في حالة توتر أمني، أمر رئيس الأركان بتجديد أمر “حدث أسود” لإمكان خوض عدوان ضد غزة”، زاعمًا أن “جاهزية أولى لتصفية الجعبري كانت منذ يوم الأربعاء 3 آب (أغسطس)، لكن تل أبيب قررت الانتظار لاحتمال أن يتراجع الجهاد الإسلامي، ومراكمة شرعية دولية واستكمال انتشار القوات”.

وأشار ليمور إلى أن “الجيش عرض ثلاث خطط مختلفة للعمل، وأوصى بتنفيذ الخطة الأعنف من بينها، وأقرت التوصية من القيادة السياسية”، مضيفًا أن “من قادوا جمع المعلومات وبناء الملف العملياتي، الذي أدى إلى التصفية، هم رجال قسم العمليات السرية في “شاباك” برئاسة “ن”، حتى ضمن إطار الجهاز نفسه”.

وأوضح أن “بناء صورة استخبارية للتصفية موضوع مركب؛ لوحة فسيفساء من آلاف قطع المعلومات، التي جمعتها أسرة الاستخبارات الإسرائيلية عامة وشاباك خاصة”.

وأضاف أن “رجال العمليات في “شاباك؛ هم خبراء في إيجاد شظايا المعلومات وجعلها معلومات استخبارية عظيمة القيمة، والمقاتلون منهم مدربون في استنفاد المعلومات من الميدان وجعلها صورة كاملة”.

وأشار إلى أن “بعضًا من المعلومات الاستخبارية تأتي من مصادر بشرية (عملاء خونة متعاونين مع الاحتلال) والقسم الآخر من التنصت، أو من أعمال سايبر، ومن معلومات علنية، ومن أعمال مختلفة تنفذ في الميدان”.

ولفت ليمور إلى “العملية الأمنية الإسرائيلية الفاشلة عام 2018، حينما تمكن عناصر من كتائب القسام الذراع السكرية لحركة حماس من اكتشاف عناصر وحدة إسرائيلية خاصة تمكنوا من دخول غزة خفية، وقاموا بملاحقتهم، وقتل ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، قبل أن تتدخل الطائرات لإنقاذ الباقين والفرار من غزة”.

وقال إن “قسم العمليات في شاباك يجمع على مدى كل السنة معلومات عن أهداف محتملة، مكان الإقامة والعمل، وأي سيارات يستخدمون، ومن هي عائلتهم وأصدقاؤهم، كل تفصيل كفيل بأن يُستخدم في شيء ما وفي وقت ما، لكن بطبيعة الحال بكثافة أكبر تجاه قادة فصائل المقاومة؛ انطلاقًا من الفهم بأن ضربهم  إنجاز مهم يُمكن أن يغير الصورة”.

وذكر ليمور أن “كل واحدة من عمليات التصفية أديرت بالتوازي من الغرفة الحربية في قسم العمليات في شاباك، ومن خندق سلاح الجو، و “ن”، الذي قاد الجانب الاستخباري، تأكد من أن كل المعلومات محدثة وصحيحة، وأن الجعبري ومنصور كل في مكانه، وبعد ذلك نقلت العصا لقائد سلاح الجو اللواء تومر بار”.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت السعدي من منزله ليلة الاثنين الثلاثاء الأول من الشهري الجاري.

وسرت معلومات في حينها أن قوات الاحتلال أطلقت النار على السعدي في بيته، ما أدى إلى اصابته بجروح خطيرة في بطنه.

وبناءً على هذه المعلومات، وبعد دقائق على اعتقاله، أعلنت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي حالة الاستنفار القصوى في صفوف مقاتليها.

وأجرى الفريق الأمني المصري الوسيط اتصالات مكثفة لنزع فتيل التوتر بين الحركة وسلطات الاحتلال، أسفرت عن نشر الاحتلال صورتين للسعدي تُظهر أنه بخير ولم يُصب بأذى.

وخلال أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس كثف الوسيط المصري اتصالاته بين الطرفين، وتم التوصل لاتفاق ظهر الجمعة ينزع فتيل التوتر، ويُعيد تثبيت التهدئة.

إلا أنّ الاحتلال فاجأ الجهاد الإسلامي والوسيط المصري والشعب الفلسطيني باغتيال قائد المنطقة الجنوبية في سرايا القدس الذراع العسكرية للحركة تيسير الجعبري في شقة في برج فلسطين وسط مدينة غزة، ثم اغتيال قائد المنطقة الجنوبية خالد منصور، وارتكاب عدد من المجازر في حق المدنيين.

وبعد ثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جرى الاتفاق بوساطة مصرية، على وقف إطلاق النار بين الحركة والاحتلال.

ونص الإعلان المصري للاتفاق على أن وقف النار سيتم على أن تبذل مصر جهودها للإفراج عن المعتقل خليل عواودة ونقله للعلاج، مع العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.