من الضفة إلى غزة.. لماذا كثفت إسرائيل عملياتها ضد المقاومة؟

صلاح أبو حنيدق – خاص شبكة مصدر الإخبارية:
شرعت إسرائيل مطلع شهر آب (ديسمبر) الجاري في شن سلسلة من العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية لترسيخ عقيدتها الأمنية من خلال اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين بسام السعدي مروراً بالعدوان على قطاع غزة، وانتهاءً باغتيال مجموعة من المقاومين في نابلس أبرزهم المطارد إبراهيم النابلسي.
وقال محللون سياسيون وخبراء في الشأن الإسرائيلي إن تركيز الاحتلال الإسرائيلي لعملياته في أنحاء متفرقة من الأراضي الفلسطينية يهدف لتحقيق أهداف رئيسة تتعلق بتغيير خارطة الصراع مع المقاومة الفلسطينية وقرب إجراء الانتخابات الإسرائيلية.
وأكد المحللون في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية أن إسرائيل تهدف لإنهاء معادلة وحدة الساحات بين الداخل المحتل عام 1948 وقطاع غزة والضفة الغربية وتكريس سياسة الاستفراد بالفصائل الفلسطينية كما حدث مع الجهاد الإسلامي مؤخراً.
وأوضح المحلّل في الشأن الاسرائيلي ورئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن ما حدث من تركيز للاحتلال من عمليات في الضفة وغزة استمرار لسياستها الأمنية وتبدلها من وقت لأخر وفقاً للمتغيرات على الأرض.
وأضاف الشوبكي في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن هناك عدة محفزات شجعت إسرائيل لتكثيف عملياتها في الأراضي الفلسطينية خصوصاً رغبتها بإعادة صياغة صورتها المهتزة بعد الضربة القوية التي وجهتها لها المقاومة الفلسطينية في عدوان أيار (مايو) 2021.
وأشار الشوبكي إلى أن المستوى الاجتماعي والرأي العام الإسرائيلي تضرر مما جرى في عدوان 2021 مما دفع حكومة الاحتلال لصياغة جملة من الخطوات لإعادة ترميم صورتها أمام جمهورها.
وأكد أن الاحتلال سعى من خلال عملياته في الضفة وغزة لضرب إنجازات عدوان 2021 والمعادلات التي رسختها لاسيما المتعلقة ووحدة الساحات والربط بين المناطق الفلسطينية، وهو ما لوحظ من خلال التحرك في جنين والتحول نحو ضرب الجهاد الإسلامي في غزة وأخيراً اغتيال مقاومين في نابلس.
وشدد على أن الهدف الأساسي للاحتلال من العمليات ترسيخ معادلة أن غزة والضفة والداخل المحتل عام 1948 كيانات منفصلة، ولا يمكن الجمع بينها.
ولفت إلى أن إطلاق سلسلة عمليات متتابعة في الأراضي الفلسطينية لإيصال رسالة واضحة أن ما يجري الاتفاق به في غزة لا يخص الضفة والعكس، والترتيبات في الداخل منفصلة أيضاً عنهم.
ونوه الشوبكي إلى أن “إسرائيل تتعامل مع الضفة بأنها كيان تابع لها والظهور أمام جمهورها أنها قوية وأن حكومة يائير لبيد قادرة على مواجهة بنيامين نتنياهو والفوز بالانتخابات”.
من جهته رأى المحلل السياسي إبراهيم أبراش أن العمليات الأخيرة في غزة والضفة استمرار لسياسة اليد الطويلة لإسرائيل المتواصلة منذ عام 1948 وصولاً لوقتنا الحاضر لكن المتغيرات الجديدة تهدف لتحقيق مكاسب انتخابية ورغبة حكومة لبيد بأنها قوية وقادرة على التعامل مع كافة الجبهات.
وقال أبراش أن زيادة الدول المطبعة مع إسرائيل شجعها على اتباع سياسة اليد الطويلة كونها تعلم بأنها لن تواجه ردوداً من أحد.
وشدد أبراش أن الحل الوحيد للوضع الراهن الاتفاق على استراتيجية وطنية للمقاومة بعيداً عن السماح لإسرائيل بالاستفراد بالفصائل الفلسطينية من وقت لأخر.
وكانت حركة حماس قالت إن الصراع دخل مرحلة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقال الشيخ بسام السعدي في الأول من ديسمبر وشن عدواناً على غزة في الخامس من نفس الشهر واغتال ثلاثة فلسطينيين، هم: إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين جمال طه، وهم من قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في البلدة القديمة بنابلس.