صاحب الأرواح التسعة.. إبراهيم النابلسي تربع على عرش المقاومة وزفّ عريسًا

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

خجلت الأرض وارتعشت سماء الوطن وهي تستقبل الفدائي المطارد إبراهيم النابلسي، استشهد رافضًا الاستسلام أمام جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي اقتحم نابلس من أجل اغتياله.

وبعد أنّ دوخ الاحتلال حتى أطلق عليه اسم “ذو الأرواح التسعة”، وتربع على عرش المقاومة وزفّه الوطن عريسًا، مودعًا أمه بكلمات من الحب، موصيًا أبناء وطنه بأنّ لا يتركوا البارودة.

ويعتبر النابلسي المطلوب الأول للاحتلال، لُقب بالمطارد بعد إدانته مِن قبل الاحتلال بالمشاركة في عمليات فدائية أسفرت عن مقتل عدد من جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.

ولم يتمكن الاحتلال من اغتياله بعد محاولات عدة، لكن في صباح اليوم الثلاثاء، تمت محاصرته واغتيل مع رفاقه إسلام صبوح، حسين طه، وكانت تهمته الوحيدة “الدفاع عن أرضه”، وقائد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح في نابلس بالضفة الغربية.

ووضع الاحتلال النابلسي هدفًا يجب النيل منه مهما كلّفهم الأمر، فاقتحم الجيش مدينة نابلس مرات عدة بشكل مكثف بحثًا عنه.

وأطلقت والدة إبراهيم النابلسي الزغاريد فرحًا باستشهاده، داعيًة “اللهم استودعتك فلذة كبدي، استودعتك من كان عندي وأصبح عندك يا الله، اجعل الجنة مدخله، وأكرمه وارض عنه”.

وحملت نعشه على أكتافها، وحملت سلاحه خلال تشييع جثمانه ووداعه إلى مثواه الأخير.

وردد الشبان الفلسطينيون أمام المستشفى لوالدة النابلسي، قائلين: “يا أم الشهيد نيالك، يا ريت أمي بدالك”، لعلّها تبرد نيران الفقد في قلبها.

أما والد الشهيد دعا أبناء مدينة نابلس باستمرار المقاومة لمواجهة الاحتلال، مشددًا على أن حكومة الاحتلال لم ترغب في إتمام السلام أو إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه.

وأكد أن نجله كان دائما مُطارِدًا لجيش الاحتلال، وليس مُطارَدا، من خلال نضاله وكفاحه من أجل فلسطين، لافتًا إلى أنّ نجله عندما كانت تصله معلومات بوجود الاحتلال في أي مكان، يسعى للاشتباك مع عناصر رفضًا لما يرتكبه من جرائم.
“أنا استشهدت يا شباب أنا بحب أمي، حافظوا على الوطن من بعدي، وبوصيكم وصية: بحياة عرضكم ما حدا يترك البارودة، أنا الآن محاصر ادعو لي”، بهذه الكلمات الذي سجلها أثناء حصاره في المنزل مع رفاقه.

وخيم الحزن على فلسطين عقب اغتيال مُطاردين في نابلس على رأسهم إبراهيم النابلسي، في البلدة القديمة في نابلس، وذلك بعد محاصرته داخل شقة سكنية وقصفها بقذائف الأنيرجا.

اقرأ/ي أيضًا: من هو إبراهيم النابلسي الذي اغتالته إسرائيل صباح اليوم؟