خمس دقائق تحول منزل عائلة خليفة بغزة إلى ركام

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:
تنصب الحاجة خضرة خليفة خيمة إلى فوق ركام منزل أسرتها المدمر غرب مدينة غزة بعدما قصفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في العدوان الأخير على قطاع غزة، وانقطعت بهم السبل في إيجاد مأوى يحتضنهم.
أسرة خليفة المكونة من 15 فرداً تفاجأت باتصال من مخابرات الاحتلال يبلغها بأن لديهم خمسة دقائق لإخلاء منزلها المكون من ثلاثة طوابق قبل أن تضربه صواريخ الاحتلال لتسويه في الأرض.
وتقول خليفة لشبكة مصدر الإخبارية إن “طائرات الاحتلال قصفت منزلهم بعد إخلاءه بخمس دقائق وسط حالة من الذهول لدى أسرتها كونهم لا يتبعون لأي فصيل مسلح في قطاع غزة”.
وتضيف” تهديد منزلنا كان بمثابة شيء لا يصدق كون عائلتها لا تضم أي مقاوم، وأربعة أفراد منها من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وتشير خليفة إلى أن “أسرتها تنام فوق الركام في خيمة ولن تغادره قبل إعادة بناءه”. لافتاً إلى أن “أسرتها فقدت مصدر رزقها بالكامل بعدما كانت تعتمد على إيجار المحلات التجارية أسفل المنزل”.
وتؤكد أن “عائلتها تأمل بأن يتم استئجار شقتين لإيواء أسرتهم من النوم ليلاً في الخيمة الموضوعة على ركام المنزل لحين إعادة بناءه”.
وتشدد خليفة “أنها رغم الألم المادي والمعنوي الذي أصاب أسرتها فور تدمير المنزل لا تزال على إيمان أنها ستعيد بناءه وإكمال مسيرة كفاحها كأم فلسطينية تحمل رسالة وطن يرضخ تحت الاحتلال”.
ووفق وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة دمرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 18 وحدة سكنية بشكل كلي و71 غير صالحة للسكن و1675 بصورة جزئية.
وأكد وكيل الوزارة م. ناجي سرحان أن الأشغال تبذل جهوداً لدمج متضرري العدوان الأخير على قطاع غزة في منح الإعمار القائمة.
وشدد على أن الوزارة سترفع أسماء المتضررين في العدوان الأخير إلى المشرفين على منح إعمار عدوان 2021 لدمجهم فيها حال موافقة المانحين على ذلك.
من جهته يقول المحلل السياسي مصطفى إبراهيم إن الأسر الفلسطينية في قطاع غزة تعاني من ظروف إنسانية واقتصادية صعبة ناتجة عن الحصار والحروب الإسرائيلية السابقة زادت حدتها بعد العدوان الأخير بعدما تشردت مئات العائلات بعد قصف منازلها.
ويضيف إبراهيم لشبكة مصدر الإخبارية أن “التسهيلات المعلن عنها من قبل الاحتلال بخصوص زيادة أعداد العمال ودخول البضائع والسلع لا تستطيع الحد من الأوضاع الكارثية من ارتفاع نسب البطالة والفقر والانعدام الغذائي”.
ويشير إبراهيم إلى أن “العدوان الإسرائيلي الأخير كان لتحقيق أهداف إسرائيلية بحتة تتعلق بالانتخابات ودهم فوز يائير لابيد فيها”.
ويؤكد إبراهيم أن “إسرائيل عملت من خلال العدوان الأخير على تعويض اخفاقاتها في معركة سيف القدس وكسر شوكة المقاومة والفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية والداخل المحتل”.
ويشدد إبراهيم على أنه على الرغم من إعلان الاحتلال تحقيق إنجازات لكنه لم يستطع كسر شوكة الشعب الفلسطيني الباقي في أرضه ويعيد بناء ما خسره وإن طال الزمن”.
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدواناً على قطاع غزة في الخامس من شهر آب (سبتمبر) الجاري خلف 45 شهيداً وقرابة 360 مصاباً وفق وزارة الصحة الفلسطينية.