“منازل غزة” تدمير متواصل وعملية إعمار متعثرة

لم يمضي الكثير من الوقت على إحياء الذكرى السنوية الأولي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مطلع شهر مايو الماضي، مُسبباً تدمير أكثر 1700 وحدة سكنية تدميرا كليا.
وجاء العدوان الإسرائيلي الجديد خلال الأيام الثلاث الماضية على القطاع ليزيد من الأزمة الإنسانية والاقتصادية ويضع مزيداً من العراقيل في طريق عملية إعادة الإعمار الجارية ببطءٍ شديد كما تؤكده وزارة الأشغال بغزة.
ودمر الاحتلال خلال عدوانه على القطاع 18 وحدة سكنية دمار كلي، 71 جزئي غير صالح للسكن، 1675 جزئي صالح للسكن كما قال وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة لمصدر الإخبارية صباح اليوم.
ضغط شديد
وبين سرحان في تصريحاته أن الخسائر الأخيرة ستزيد من صعوبة المشهد الإنساني في غزة وستُشكل ضغطاً جديداً على ملفات عملية الإعمار، وما تعانيه من تعثر وبطء شديد في إعمار المنازل المُدمرة خلال الأعوام 2021 و2014.
ولا يزال ما يقارب 1300 وحدة سكنية مهدمة كليا متبقية من الحروب والهجمات السابقة، لم يتم إعادة إعمارها حتى الآن، وتقدر تكلفتها بقرابة 56 مليون دولار، بالإضافة إلى تعويضات الأضرار الجزئية السكنية التي تقدر حوالي 94 مليون دولار، وتعويضات أضرار القطاع الاقتصادي “الصناعي والتجاري والزراعي” وباقي القطاعات الأخرى التي لم يتم إعادة إعمارها حتى اللحظة والتي تقدر بإجمالي 600 مليون دولار، حسب بيانات وزارة الأشغال.
ورغم البدء بعمليات إعادة إعمار المنازل المدمرة كليا، في العدوان لعام 2021، إلا أن عملية إعادة إعمار الأبراج التي هُدمت لا زال يراوح مكانه، كما تقول وزارة الاشغال العامة والإسكان بغزة، باستثناء البدء في إعادة إعمار “برج الجلاء”، بتمويل قطري.
منازل اللاجئين
من جانبها حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” أونروا” من خطورة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية على السكان في قطاع غزة بعد العدوان الأخير على القطاع.
وفي ذات السياق أكد الناطق باسم “أونروا” عدنان أبو حسنة، في تصريحات خاصة لشبكة مصدر الإخبارية، أنها مازالت مستمرة في عملية إعادة الإعمار للمنازل التي دمرت خلال عدوان 2021 حتى تاريخه، مشيرا إلى أن الإعتداءات الأخيرة وتدمير المنازل وتحديدا في مخيمات اللجوء سيزيد من صعوبة الوضع أمام عملية إعادة الإعمار.
وشدد أبو حسنة على أنّ “أونروا” لن تتخلى عن مسؤولياتها اتجاه اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، مشيراً إلى أنّ الفرق الفنية والهندسية تقوم الآن بحصر الأضرار في منازل اللاجئين المتضررة، وستعمل على التواصل مع الجهات المانحة لتوفير التمويل اللازم من الدول المانحة لتأمين عملية اعمار لكل ما تم تدميره.
وبين أبو حسنة في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أنه يجري حاليا العمل على إعادة إعمار ما يقرب من 364 منزلا، وأتم إدراج حوالي 100 حالة جديدة خلال الأيام الماضية لاستلام الدفعة الأولى، موضحا ان ذلك يشكل ما نسبته 74% من قوائم “أونروا” من المنازل المهدمة كلياً والتي تنطبق عليها الشروط اللازمة.
وتصرف “أونروا” أموال إعادة الإعمار للأسر الفلسطينية اللاجئة، فيما يتكفل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالأسر غير اللاجئة، كما تقوم أيضا اللجنة القطرية بالمشاركة في هذه العملية، عبر وزارة الاشغال العامة والاسكان بغزة.
وتوقع أبو حسنة في تصريحاته، الانتهاء من بناء جميع الوحدات السكنية المتضررة والمهدمة كليا في شهر مارس المقبل، في حال تم تنفيذ خطة الإعمار دون أي معوقات.