مواطنون ومحللون لمصدر: استبشرنا بالتهدئة خيرًا والجرح لم يندمل بَعد

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي
قال مواطنون ومحللون لشبكة مصدر الإخبارية إنهم استبشروا خيرا بالتهدئة، على رغم أن الجرح لم يندمل بَعد.
وأشادوا بالجهود والدور المهم والبارز الذي لعبه المصريون في اقناع تل أبيب وحركة الجهاد الإسلامي بالقبول بمقترحاتهم لوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على قطاع، الذي استمر ثلاثة أيام مُخلفا 43 شهيدا، و311 مصابا، وتدمير أكثر من 1700 وحدة سكنية، كليا وجزئيا، فضلا عن خسائر الاقتصاد الغزي.
وجاء الإعلان المصري، بعد ثلاثة أيامٍ ساخنة، ارتكبت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية، مجازر دموية، راح ضحيتها 43 شهيدًا، من بينهم 15 طفلاً، وأربع سيدات، جراء غارات استهدفت منازل المواطنين المدنيين من دون سابق انذار، وأراضٍ زراعية ومنشآت اقتصادية.
ونجح الفريق الأمني المصري بعد ثلاثة أيام من مفاوضات شاقة، كادت أن تنتهي إلى الفشل في ثالث أيام العدوان مساء الأحد، في اقناع حكومة الاحتلال وقادة الجهاد الإسلامي بقبول مقترحاته للتهدئة، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي، ووقف إطلاق الصواريخ والقذائف من القطاع ردا على العدوان ودفاعا عن الشعب الفلسطيني.
وأعلن الفريق الأمني المصري، الذي عمل بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن بدء التهدئة قبل منتصف ليل الأحد الاثنين بنصف ساعة، ما أثار ارتياحا لدى الشارع الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، الذي عاني من ويلات أربعة حروب سابقة، ومئات المرات من الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة عليهم.
يقول الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، إنه “لا يُمكن الحُكم على انتهاء الجولة الحالية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل الموعد المُحدد لوقف إطلاق النار عند الساعة 11:30 مساءً”، مؤكدا أن “الانفجارات، التي تُسمع بين الحِين والأخر ناتجة عن تصفية حسابات، ما يستوجب الانتظار لرؤية مدى التزام الجانب الصهيوني أو المقاومة في غزة بالهُدنة المُعلن عنها مِن عدمه”.
وأضاف الصواف في تصريحات لشبكة مصدر الإخبارية أن “الوسيط المصري كان يعمل بين حركة الجهاد الإسلامي والكيان الصهيوني، تخللها اجتماعات القيادة السياسية والأمنية والعسكرية لدى الاحتلال للتوافق على توقيع اتفاق التهدئة، والأمر الآن متوقفًا عما إذا كان الاحتلال الإسرائيلي سيحترم قرار التهدئة مِن عدمه، علمًا أنه كان مقررًا وقف إطلاق النار الساعة الثامنة مساء الأحد، لكن عدم موافقة الاحتلال على شروط حركة الجهاد الإسلامي حال دون الوصول لاتفاق بين الطرفين بوساطة مصرية”.
وأوضح أنه “لم يتم التوقيع على الاتفاق من قبل حركة الجهاد الإسلامي إلا بعد التأكيد على نقل الأسير خليل عواودة لتلقي العلاج، وانهاء ملف اعتقاله الإداري، وضمان إطلاق سراح القيادي بسام السعدي، والضمانات الأخرى التي تمت برعاية مصرية”.
وحول ما اذا حقق الاحتلال أهدافه من العدوان مِن عَدمه، أشار الصواف، إلى أن “ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين هو تحقيق الهدف، الذي شُن لأجله العدوان الإسرائيلي على غزة”، مؤكدًا أن “الاحتلال بدأ العدوان على غزة والمقاومة الفلسطينية ردت بكل ما أوتيت من قوة للجم الاعتداءات الوحشية”.
وشدد الصواف على أن “سعي الاحتلال إلى الإيقاع بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس لم يتحقق، كما أن محاولته الفصل بين قطاع غزة وبقية أراضينا الفلسطينية لم تنجح، وبهذا يكون الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه، على رغم ارتفاع عدد الشهداء والمصابين في صفوف أبناء شعبنا الفلسطيني”.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي عماد عفانة إن “اتفاق وقف إطلاق النار تم بين الجهاد والوسيط المصري، والاحتلال ليس طرفًا فيه، حيث أن الاتفاق تم بناءً على مجرد وعود من الوسيط ببذل جهد من دون أية ضمانات”.
وأشار عفانة إلى أن “الاتفاق لا يتناسب مع حجم التضحيات الكبير، التي بُذلت على مدار 3 أيام، كما أنه تم من دون رعاية المظلة الجامعة للمقاومة الغرفة المشتركة، التي أكدت حركة الجهاد الإسلامي، غير مرة، أنها تقاتل تحت لوائها”.
نموت سويًا ولا نفترق
وقال المواطن محمد أبو حلاوة من سكان المحافظة الوسطى، لمصدر، “لم تسعني السعادة حينما تم الإعلان عن وقف إطلاق النار، بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية، بعد جولة تصعيد دامية استمرت على 3 أيام”.
وأشار أبو حلاوة إلى انه طوال الثلاثة أيام الماضية لم يخرج من المنزل، وجمع أبنائه وأطفاله التسعة في غرفة واحدة، حتى لو كنا في عِداد الشهداء أن نموت سويًا، ولا نفترق عن بعضنا أحياءً وأمواتًا”.
استبشرنا بالتهدئة خيرًا
أما المواطن الخمسيني أحمد العايدي فقال لمصدر، “كانت جولة صعبة، كنا نسمع أصوات الانفجارات في كل مكان، فقدت ابني علي يومًا ما، وكان الخوف ينتابني خشية أن أفقد أحد أخوته الباقين، لأن القلب لم يعد يحتمل، كلنا فداءً لفلسطين، لكن الفقد مُوجع والجرح لم يندمل بعد”.
جدير بالذكر أنه خلال الأيام الثلاثة للعدوان على غزة، أطلقت المقاومة الفلسطينية مئات الصواريخ في اتجاه المُدن المحتلة عام 1948، ضمن عملية عسكرية أطلقت عليها “وحدة الساحات” شارك فيها عدد من فصائل المقاومة بكل قوتها، ردًا على عدوان الاحتلال باغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس عضو المجلس العسكري تيسير الجعبري، ودفاعا عن الشعب الفلسطيني.
أقرأ أيضًا: الداخلية تدعو المواطنين لعدم الاقتراب من الأماكن التي تعرضت للقصف والاستهداف