ماذا تحمل الساعات القادمة.. ومَن ربح الجولة خلال العدوان على غزة؟

أماني – مصدر الإخبارية

قضت غزة أيامًا وليالٍ متعبة ومؤرقة وسط صوت الانفجارات والطائرات، خلال العدوان الإسرائيلي استمر لثلاثة أيام على قطاع غزة المُتعب والمحاصر، أسفر عنه شهداء وجرحى.

التوتر والخوف والحزن، سيدا الموقف في الشارع الغزي والجميع يتساءل عما سيحدث.

توقعت الكاتبة والمحللة السياسية رهام عودة خلال حديثها لشبكة “مصدر الإخبارية“، أن تشهد الساعات القادمة مقدمة لإعلان مصري حول هدنة إنسانية مؤقته تتيح الفرصة لسكان القطاع بالتقاط أنفاسهم، وفتح معبر كارم أبو سالم بشكل مؤقت ولمدة قصيرة فقط لإدخال الوقود.

وتابعت “إذا لم يتم التوصل لاتفاق تهدئة جدي تعد به إسرائيل الجهاد الإسلامي لإطلاق سراح الشيخ السعدي قد يستمر تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”الجهاد الإسلامي” لبضعة أيام أخرى حتى نهاية الأسبوع الحالي، كأقصى موعد لإنهاء جولة التصعيد الحالية بين الطرفين”.

هل حققت إسرائيل حملتها العسكرية التي أعلنت عنها بداية العدوان على غزة؟

قالت المحللة السياسية رهام عودة: ” إن “ما حققته إسرائيل حاليًا خلال العدوان على غزة هو أهداف عسكرية تكمن بالقضاء على قيادات عسكرية كبيرة في الجهاد الإسلامي، لكن التجارب السابقة للمقاومة الفلسطينية تدل على أن المقاومة لا تنتهي باستشهاد قادتها، فسبق واغتال الاحتلال قائدا كبيرا في الجهاد الإسلامي وهو بهاء أبو العطا ومع ذلك جاء بديل له على الفور”.

أما على صعيد هدف تل أبيب الأمني بالضغط على الجهاد الإسلامي بعدم التدخل في حملة اعتقالاته ضد عناصر وقادة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية، فأوضحت عودة أن “حركة الجهاد ردت على هذا الهدف الإسرائيلي بتسمية عمليتها ضد إسرائيل بوحدة الساحات؛ كرسالة بعدم خضوع حركة الجهاد للضغوط الإسرائيلية”.

وأشارت إلى أنه من المستبعد حاليًا أن تعزل حركة الجهاد نفسها عما يجري في الضفة الغربية، والأيام القادمة ستكشف المزيد حول مدى نجاح حملة إسرائيل أو فشلها في ذلك.

لمن تُحسب هذه الجولة من التصعيد ضد غزة؟

أوضحت عودة أنه “في هذه الجولة من الصعب أن نقول إن هناك طرفا منتصرا وطرفا خاسرا، هي جولة استنزاف متبادلة بين الطرفين”.

وبينت أن “الجهاد الإسلامي حاولت استنزاف الاحتلال اقتصاديًا وأمنيًا من حيث تسببها بخسائر مالية طائلة على صعيد المبالغ التي تم صرفها على الجبهة الداخلية والشرطة وإغلاق المطارات، إلى جانب الاستنزاف النفسي للمستوطنين للإسرائيليين”.

أما “الاحتلال فحاول استنزاف البنية التحتية العسكرية للجهاد الإسلامي، لكن حركة الجهاد صامدة وتستطيع أن تبني قدراتها من جديد وأن تجدد كادرها العسكري والقيادي”.

هل نجح الاحتلال في خلق فتنة بين الفصائل خلال عدوانها على غزة؟

قالت المحللة السياسية رهام عودة “لا لم ينجح الاحتلال بذلك، فخلال هذا التصعيد توحدت فصائل المقاومة ضمن عمل جماعي تنظمه الغرفة المشتركة للعمليات، وهناك تنسيق رفيع المستوى بين كل الفصائل”.

وأضافت أن “الجهاد تصدرت الصورة الإعلامية بسبب تهديد جيش الاحتلال لها في شكل مباشر، لكن جميع الفصائل الفلسطينية تساند الجهاد وتدعمها ضمن عمل مقاوم مشترك”.

ما القادم بعد العدوان على غزة، وهل سيشهد القطاع مثيلًا له؟

تعتقد عودة أنه “بعد العدوان على غزة سترمم حركة الجهاد الإسلامي بنيتها العسكرية وقد تعيد هيكلة القيادة العسكرية للحركة، مع اعتماد لأسماء جديدة تقود الجناح العسكري بعيدًا عن أعين الإعلام وفي شكل سري، وقد يتم العمل على التخطيط لخطة عسكرية جديدة بدعم من محور المقاومة (حزب الله وإيران) للانتقام من الاحتلال الإسرائيلي على المدى البعيد وليس بالضرورة على المدى القصير الحالي”.

وعقب استفراد الاحتلال بحركة واحدة من الفصائل الفلسطينية، تحدثت عودة أنه “في الوقت الحالي أستبعد أن تستفرد إسرائيل بكل فصيل على حِدةَ”.

وأشارت المحللة السياسية رهام عودة إلى أن “الاحتلال معني بتوجيه تهديداته في شكل مباشر لحركة حماس بصفتها من تحكم القطاع، وحركة الجهاد بصفتها من ضمن أكبر الفصائل الفلسطينية إلى جانب حماس، التي لها تأثير كبير على المقاومين في الضفة الغربية”.

وأردفت: “بالنسبة للاحتلال الضفة الغربية خط أحمر؛ لأنها تشكل عليه خطرا أمنيا استراتيجيا أكبر من قطاع غزة؛ بسبب تداخل حدود الخط الأخضر مع أراضي الضفة الغربية التي من خلالها يمكن للمقاومين شن عمليات مسلحة خطيرة ضد الإسرائيليين، إضافة لوجود المستوطنات الإسرائيلية داخل الضفة الغربية التي استهدفها مقاومين فلسطينيين سابقًا”.